نرى أبناءنا يتراكضون خلف معارض الكتب لشرائها، ونفرح لاهتمامهم بالقراءة. ولم ندرك أن هناك بعض الكتب ذات أسلوب ضعيف وبعضها كتبت «باللهجة العامية». كتب غير لائقة وبلا مغزى! فماذا نعلم أبناءنا والأجيال القادمة؟
من المفرح أن ينجذب أبناؤنا للقراءة ويقوموا بتخصيص وقت لها. ولكن من المحزن والمحبط أكثر أن يقرأ أبناؤنا كتباً تغوص بهم في عوالم لا تتناسب مع معتقداتنا وديننا، حروف تضر أفكارهم وحياءهم، تحلق بهم للقاع ولا ترفعهم، نراهم يرمون أنفسهم نحو هذه الكتب كالسهام التي لا يوقفها شيء، ولا نحرك ساكناً ظناً منا أنها غذاءٌ للروح. نسينا ولربما لم نظن أن هناك أعداء للأدب! الذين قاموا بالانحدار والانحسار في كتابة الروايات وجعلها من غير مغزى بل والهبوط بمواضيعها المجردة من العفاف والأدب. والأسوأ من ذلك الألفاظ الشنيعة والشائنة التي تم انتقاؤها! فأين الرقابة؟
واجب علينا أن نحفز حب القراءة في نفوسنا ونفوس من حولنا والآخرين مع ضرورة تأكيد أهمية نوعية الكتاب. فمن الكتب تلك التي تغذي العقل وترتقي بالفكر وتجعلك تلف العالم وأنت جالس في منزلك ومنها أيضاً التي تردك للوراء وتبعث في عقلك السموم وتسحق الأفكار الرزينة وتبدلها بأفكار مهينة. وتزرع قراء سذجاً.
مع الأسف إن هذا النوع من النسخ وبالأحرى «الغباوة» منتشرة وتباع في معرض الأيام الثقافي. فأين الرقابة؟ وإلى متى؟ ولماذا؟
مرام جمال داوود