واشنطن: روسيا ستتكبد خسائر بشرية بتدخلها في سوريا
تركيا تحث «الأطلسي» على تعزيز دفاعاتها بـ«باتريوت»
أردوغان يذكّر موسكو بمصالحها مع تركيا في مجال الطاقة النووية والغاز
روسيا تقصف 27 هدفاً في حمص وحماة والرقة
النزاع السوري
يخلف 1.5 مليون معوق
عواصم - (وكالات): أحرز جيش الرئيس بشار الأسد تقدماً في العملية البرية التي أطلقها على جبهات عدة وسط البلاد بمؤازرة مقاتلي «حزب الله» الشيعي اللبناني وبتغطية من الطيران الروسي، مسيطراً على الجزء الأكبر من تلة الجب الأحمر الاستراتيجية تشرف على مناطق سيطرة الفصائل المقاتلة، بينما اعتبر وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر أن روسيا ستبدأ في تكبد خسائر بشرية بعد توسيع دعمها العسكري لنظام الأسد حليفها، فيما ندد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ بـ»تصعيد مقلق» للنشاط العسكري الروسي في سوريا»، مؤكداً أن «الحلف قادر وجاهز للدفاع عن جميع حلفائه بمن فيهم تركيا».
وقال مصدر عسكري في دمشق «سيطر الجيش السوري بدعم من «حزب الله» على الجزء الأكبر من تلة الجب الأحمر الاستراتيجية في ريف اللاذقية غرباً».
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان تقدم الجيش السوري بدعم كبير من «حزب الله». وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن «يتقدم الفيلق الرابع من الجيش السوري العمليات وهو فيلق جديد يضم جنوداً والآلاف من عناصر الدفاع الوطني الذين دربهم الروس».
وتقع تلة الجب الأحمر في منطقة جبلية بين محافظتي حماة واللاذقية، وتعتبر ذات أهمية استراتيجية لإشرافها على منطقة سهل الغاب، التي تخوض فصائل «جيش الفتح» وهو عبارة عن تحالف من فصائل إسلامية تضم جبهة النصرة -ذراع تنظيم القاعدة في سوريا- مواجهات منذ أشهر للسيطرة عليها. وسهل الغاب منطقة استراتيجية ملاصقة لمحافظة اللاذقية الساحلية التي تتحدر منها عائلة الأسد. وبحسب المرصد، نفذت طائرات حربية روسية غارات على مناطق عدة في سهل الغاب. ويسعى الجيش السوري، الذي مني بخسائر ميدانية مؤخراً، لإجبار المسلحين على التراجع من سهل الغاب تفادياً لقطعهم الطرقات التي تصل محافظتي اللاذقية وحماة وسط البلاد، وخصوصاً طريق جبلة - حماة. وبدأ الجيش السوري عملية برية واسعة في ريف حماة مدعوماً للمرة الأولى بغطاء جوي من الطائرات الروسية، ويشتبك في المناطق التي استهدفها الهجوم مع فصائل «جيش الفتح». وأعلن الجيش السوري أن المساندة الروسية كانت فعالة لقواته، فيما يعقد حلف شمال الأطلسي اجتماعاً وزارياً في بروكسل يركز على نشاط موسكو العسكري في سوريا.
وقال رئيس هيئة الأركان العامة في الجيش السوري العماد علي عبدالله أيوب إن الضربات الجوية الروسية «خفضت القدرة القتالية لداعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى»، مؤكداً أن القوات المسلحة السورية حافظت على «زمام المبادرة العسكرية». وأضاف أن القوات المسلحة السورية بدأت «هجوماً واسعاً بهدف القضاء على تجمعات الإرهاب وتحرير المناطق والبلدات التي عانت من الإرهاب وويلاته وجرائمه»، من دون تحديد المناطق.
وكثفت موسكو حملتها الجوية في مناطق قريبة من محور قرى سهل الغاب حيث تجري المعارك، في محافظات اللاذقية وحماة وإدلب، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال عبدالرحمن «تندرج الضربات الروسية على حماة واللاذقية في إطار عملية واحدة وتأتي مساندة للعملية البرية التي أطلقتها قوات النظام». وذكر التلفزيون السوري الرسمي بدوره أن الطائرات الروسية نفذت «ضربات مركزة على التنظيمات الإرهابية في ريف اللاذقية الشمالي دمرت من خلالها 27 هدفاً لجبهة النصرة».
ووفق عبدالرحمن «أسقطت فصائل مقاتلة طائرة مروحية» قرب بلدة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي، من دون أن يتمكن من تحديد ما إذا كانت روسية أو سورية. ولفت إلى أن «مصير طاقمها لايزال مجهولاً».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنها قصفت 27 هدفاً «إرهابياً» في محافظات حمص وحماة والرقة، أبرز معاقل تنظيم الدولة «داعش» في سوريا.
وندد حلف شمال الأطلسي الذي يعقد وزراء دفاع الدول الأعضاء فيه اجتماعاً في بروكسل، بـ»التصعيد المقلق» للنشاط العسكري الروسي. وتوقع وزير الدفاع الأمريكي آشتون كارتر خلال الاجتماع أن تتكبد روسيا خسائر بشرية قريباً. وقال «سيكون لهذا التدخل عواقب على روسيا نفسها التي تخشى من هجمات (..) خلال الأيام المقبلة سيبدأ الروس في تكبد خسائر بشرية».
وقال كارتر إن الأسوأ من ذلك هو أن موسكو تبنت نهجاً عسكرياً طائشاً حيث إنها تخاطر بحدوث تصادم بين الطائرات الأمريكية وغيرها من الطائرات التي تستهدف متطرفي «داعش» في سوريا.
وقال «لقد أطلقوا صواريخ كروز عابرة من سفينة في بحر قزوين دون إنذار مسبق، واقتربوا أميالاً قليلة من واحدة من طائراتنا بدون طيار».
وأضاف «لقد شنوا هجوماً برياً مشتركاً مع النظام السوري وأزالوا بذلك واجهة أنهم يقاتلون «داعش»».
وذكرت مصادر دبلوماسية في حلف شمال الأطلسي أنه لم يكن هناك إنذار مسبق من موسكو بإطلاق الصواريخ التي شكلت مفاجأة كبرى. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن هذا التصعيد الروسي «واضح نظراً للانتهاكات الأخيرة للمجال الجوي للحلف الأطلسي من طائرات روسية»، في إشارة إلى اتهام تركيا موسكو بتكرار انتهاك مجالها الجوي نهاية الأسبوع الماضي.
ورداً على سؤال عما إذا كان الحلف الأطلسي مستعداً لدرس إمكانية توسيع مهمته على ضوء القصف الصاروخي الروسي الأخير، قال ستولتنبرغ «الحلف الأطلسي قادر وجاهز للدفاع عن جميع حلفائه بمن فيهم تركيا».
ودعت تركيا حلفاءها في الحلف إلى تعزيز الدفاعات الصاروخية في أراضيها بهدف إسقاط الصواريخ السورية وقالت ألمانيا مرة أخرى إنها ستسحب بطاريات صواريخ باتريوت تابعة لها من تركيا ومن المتوقع أن تفعل الولايات المتحدة الشيء نفسه. وينتظر حلف شمال الأطلسي الآن أن تسد بلدان أخرى تلك الفجوات.
وأعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن لروسيا مصالح تجارية مهمة في تركيا في قطاعي الطاقة النووية والغاز الطبيعي و»يجدر بها ألا تخسرها» من أجل سوريا. من جهة أخرى، بلغ عدد السوريين الذين فقدوا أحد أعضائهم جراء النزاع المستمر في البلاد منذ أكثر من 4 أعوام نحو مليون ونصف المليون شخص، وفق ما نقلت صحيفة «الوطن» السورية عن مصدر طبي في دمشق.