عواصم - (وكالات): يقدم التحالف الدولي دعماً للعراق في حربه ضد تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي، لاستعادة السيطرة على أجزاء كبيرة من الأنبار غرب البلاد، التي سيطر عليها التنظيم مطلع 2014، فيما قالت قوة المهام المشتركة إن الولايات المتحدة وحلفاءها شنوا 18 ضربة جوية ضد التنظيم المتطرف في العراق كما وجهوا ضربتين جويتين في سوريا، بينما قالت الشرطة ومسعفون إن 27 شخصاً قتلوا عندما سقطت قذائف مورتر على مدينة بعقوبة شمال البلاد.
من ناحية أخرى، أكدت وزارة البيشمركة الكردية أن فحص عينات الدم التي أخذت من مقاتلي البيشمركة أكدت استخدام «داعش» غاز الخردل بواسطة مدافع هاون في أغسطس الماضي جنوب غرب أربيل. ويظهر دعم التحالف من خلال تدريب وتسليح القوات الأمنية العراقية ومقاتلي العشائر في عدد من القواعد العسكرية بالمحافظة ومنها الحبانية وعين الأسد.
في هذا السياق، قال الخبير العسكري العراقي غانم العيفان، إن «التحالف الدولي قوة نظامية مؤسساتية، لا يمكن بأية شكل من الأشكال أن تتورط بدعم قوات غير نظامية تخترق القوانين المحلية والدولية «في إشارة للميليشيات»، خاصة أن هناك تسجيلات تشير إلى أخطاء كبيرة ارتكبتها تلك الميليشيات غير المنضبطة».
وأكد العيفان أن «عمليات تحرير الأنبار من «داعش» أصبحت بطيئة نتيجة وجود الميليشيات حول الرمادي، مما دفع التحالف الدولي إلى طردها وعدم إشراكها بعمليات التحرير لإعطاء الدور الأكبر لمقاتلي العشائر لتحرير مناطقهم».
وأضاف الخبير العسكري أن «التحالف الدولي يبحث عن البديل للميليشيات الشيعية، ولم يجد سوى مقاتلي العشائر السنية، حيث تم تشكيل أفواج وتدريب وتسليح المقاتلين في قاعدة الحبانية العسكرية شرق الرمادي، وقاعدة عين الأسد في ناحية البغدادي 90 كم غرب المدينة».
وتابع العيفان، أن «أعداداً كبيرة من متطوعي العشائر انخرطوا في صفوف الحشد العشائري وتأهيلهم وتدريبهم لمهمة حرب العصابات ضد داعش في المناطق الخاضعة لسيطرة التنظيم».
إلى ذلك، بين أن «وجود الحشد الشعبي حول الرمادي، أمر مبالغ فيه وهم عبارة عن أفراد ولا يمثلون ثقلاً عسكرياً على الأرض، وجميع القوات الموجودة اليوم، هي قوات من الحشد العشائري والقوات الأمنية بكافة تشكيلاتها وهم يشكلون الثقل الأكبر على الأرض».
من جانب آخر قال النقيب أحمد الدليمي الضابط الأمني في الأنبار في حديث للأناضول، إنه «بعد سقوط الرمادي بيد تنظيم «داعش»، لجأت القيادة العامة للقوات المسلحة إلى وضع خطة تقوم على أساس تطهير المدينة، كمرحلة أولى ووضع حائط صد لمنع تدفق الإرهابيين وتمددهم باتجاه العاصمة بغداد». وأضاف الدليمي، أن «التحالف الدولي قام بإسناد قوات مكافحة الإرهاب العراقية كونها قوات نخبوية». وأكد أن «التحالف الدولي يعتقد أن ميليشيات الحشد الشعبي تقوم بعمليات سرقة ونهب للبيوت». إلى ذلك قال رئيس مجلس محافظة الأنبار صباح كرحوت إن «هناك تحضيرات واسعة للقوات الأمنية بكافة صنوفها وبمشاركة العشائر بأكثر من 3000 مقاتل بعمليات عسكرية لاستعادة الرمادي». وبين كرحوت أن «التحالف الدولي درب نحو 1500 من مقاتلي العشائر في معسكر الحبانية وقاعدة عين الأسد وتم تسليحهم وتجهيزهم».
من جهة ثانية، ألقى محتجون الحجارة واشتبكوا مع شرطة مكافحة الشغب في ثاني أكبر مدن منطقة كردستان العراقية في أشد تعبير عن السخط منذ أصابت أزمة اقتصادية المنطقة.
ونزل مدرسون وعمال مستشفيات وموظفون آخرون في القطاع العام إلى الشوارع وأضربوا عن العمل منذ أسبوع مطالبين برواتبهم من حكومة منطقة كردستان والتي تأخر دفعها 3 أشهر.
وتركز احتجاج الأمس على فندق 5 نجوم وسط مدينة السليمانية حيث كان زعماء الأحزاب السياسية مجتمعين لإيجاد مخرج من مأزق بشأن الرئاسة فاقم من الأزمة الاقتصادية.
وقد انقضت ولاية الرئيس مسعود بارزاني في 20 أغسطس الماضي لكن الفصائل المتنافسة لم تتفق بعد على شروط تمديد ولايته ويتهم كثير من الأكراد زعماءهم باستغلال المشكلات أو اختلاقها لكسب النفوذ.