عسيري: الحوثيون يخزنون ذخائر بين المدنيين
قصف عشوائي للحوثيين ومعارك عنيفة بتعز
واشنطن: قاعدة اليمن يمثل تهديداً كبيراً لاهتمامه بمهاجمة أمريكا والطائرات
عواصم - (وكالات): وصفت الحكومة اليمنية تنازل المتمردين الحوثيين، وحزب الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وقبولهم لخطة سلام ترعاها الأمم المتحدة بأنها «مناورة» وطالبت الجماعة المدعومة من إيران بإعادة الأراضي التي تسيطر عليها منذ العام الماضي، فيما تمكنت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة المملكة العربية السعودية، مدعومة بالمقاومة الشعبية من تحرير مدينة ذباب الساحلية شمال باب المندب، ويجري تطهير المدينة بالكامل من الجيوب الحوثية، كما تمت السيطرة على معسكر العمري شرق باب المندب، بينما قتل 23 مسلحاً حوثياً و6 من المقاومة الشعبية في معارك عنيفة بمحافظة تعز وسط اليمن، في حين أصيب مدنيون في قصف عشوائي للحوثيين على مناطق بالمحافظة. وقال الحوثيون أمس الأول إنهم أبلغوا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون رسمياً باستعدادهم للانضمام إلى محادثات تهدف لإنهاء القتال المستمر منذ أكثر من 6 أشهر.
ويسيطر الحوثيون وحزب الرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح على معظم أنحاء اليمن.
ورداً على سؤال عن مبادرة معسكر الحوثي -صالح قال السكرتير الصحافي في الرئاسة اليمنية مختار الرحبي «موقف الحكومة اليمنية ثابت، لابد من الإعلان الكامل بتنفيذ القرار بشكل كامل ودون تغيير».
وتابع «نحن مستعدون للذهاب إلى الحوار بعد الإعلان الصريح بقبول تنفيذ القرار 2216. هم مازالوا متحفظين على بعض البنود. أحضروا 7 نقاط جديدة والتي تعتبر شروطاً مسبقة».
وأضاف «الضربات الموجعة التي وجهتها المقاومة والتحالف للحوثي هي ما جعلتهم يأخذون هذه الخطوة والتي نعتبرها مناورة فحسب» في إشارة إلى تقدم التحالف شرق العاصمة اليمنية صنعاء والسيطرة على مضيق باب المندب جنوب غرب البلاد.
ويرى التحالف الذي تقوده السعودية والرئيس عبدربه منصور هادي أن الحوثيين يخوضون حرباً بالوكالة لصالح إيران ويؤكد أن صالح يحاول تقويض اتفاق سياسي سمح له بالتنحي بعد عدة أشهر من الاحتجاجات عام 2011.
وحقق التحالف تقدماً في ميدان المعركة خلال الأسابيع الأخيرة مما يحفز الرئيس الشرعي هادي على مواجهة الحوثيين. وفي رسالتهم إلى بان الأسبوع الماضي قبل الحوثيون بقرار صدر عن مجلس الأمن الدولي في أبريل الماضي ويدعوهم إلى الانسحاب من المدن اليمنية.
ودعا الحوثيون بان أيضاً إلى إجراء محادثات بشأن خطة سلام من 7 نقاط اقترحتها الأمم المتحدة خلال محادثات في عمان الشهر الماضي.
وتقول مصادر قريبة من الحوثيين إن دبلوماسيين من الاتحاد الأوروبي ساعدوا في صياغة رسالة الحوثيين إلى بان في محاولة للتغلب على أي اعتراضات من جانب هادي لاستئناف المحادثات.
وجاء في رسالة من هادي إلى بان تحمل تاريخ 5 أكتوبر أن حكومته مستعدة لحل سياسي واستئناف المشاورات السياسية. لكنه قال إن هذا الاستعداد يتوقف فقط على أن يلتزم الجانب الذي قام «بالانقلاب» بتنفيذ قرار مجلس الأمن الذي قال إنه يوفر الأساس لأي حوار سياسي. من ناحية أخرى، تمكنت قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، مدعومة بالمقاومة الشعبية من تحرير مدينة ذباب الساحلية الواقعة على بعد 40 كيلومتراً شمال باب المندب. ويجري حالياً تطهير المدينة بالكامل من الجيوب الحوثية. كما تمت السيطرة على معسكر العمري شرق باب المندب.
في حين تواصل القوات المشتركة تمشيط وملاحقة ميليشيات المتمردين غرب صرواح بعد السيطرة على مركز المنطقة، وسط توقعات باستعادة هذه الجبهة في وقت قصير. وفي تعز، وسط اليمن تواصل القوات المشتركة تقدمها، حيث نجحت في صد محاولة تسلسل لميليشيا الحوثي والمخلوع صالح، وكبدتهم خسائر بشرية كبيرة. وقتل 23 مسلحاً حوثياً و6 من المقاومة الشعبية في معارك عنيفة بالمحافظة، في حين أصيب مدنيون في قصف عشوائي للحوثيين على مناطق بالمحافظة.
وكثف التحالف العربي بقيادة السعودية غاراته على مواقع الحوثيين في تعز، مستهدفاً تجمعات وآليات للحوثيين وقوات صالح في مناطق الحرير والربيعي والزنقل بمدينة تعز، إلى جانب استهداف معسكر 35 ومحطة شركة النفط على خط ذباب بمدينة المخا. وفي البيضاء، كثفت طائرات التحالف غاراتها الجوية على تجمعات وآليات الحوثي والرئيس المخلوع علي صالح في معسكر اللواء 26 حرس جمهوري في مديرية السوادية. واستمرت الغارات على المعسكر، كما تجددت أكثر من مرة في اليوم نفسه، حيث أعقبت الغارات انفجارات هزت المديريات المجاورة. كما اندلعت مواجهات مسلحة جنوب العاصمة صنعاء بين مسلحين قبليين من قبائل ذمار وميليشيات التمرد الحوثية.
من جانبه، نفى المتحدث باسم قوات التحالف والمستشار بمكتب وزير الدفاع السعودي العميد ركن أحمد عسيري، وجود عمليات لقوات التحالف بالمنطقة التي شهدت مقتل يمنيين بحفل زفاف، مضيفاً أن الكثير من التفجيرات تقع دون مسؤولية للتحالف عنها، خاصة في ظل تخزين الحوثيين لأسلحتهم بمواقع مدنية.
وقال عسيري «ليس كل انفجار يقع في اليمن هو ناجم عن غارة جوية. هناك صواريخ وسيارات مفخخة ومخازن أسلحة، وقد خزن الحوثيون معظم أسلحتهم ومخازنهم في مناطق مدنية وأي تلاعب فيها قد يؤدي إلى حوادث». وأكد عسيري عدم تنفيذ التحالف أي عملية جوية في محافظة ذمار جنوب غرب البلاد حيث وقعت الحادثة. من جهة أخرى، أكد رئيس مركز مكافحة الإرهاب الأمريكي أن خبراء في مكافحة الإرهاب يرون أن فرع القاعدة في اليمن يمثل تهديداً كبيراً لاهتمامه بمهاجمة أمريكا والطائرات.