نظم مركز عبدالرحمن كانو الثقافي محاضرة بعنوان «مستقبل الوظيفة والتوظيف»، ألقاها مستشار الأكاديمية العالمية لريادة الأعمال «صندوق المئوية» بالمملكة العربية السعودية د.عاطف الشبراوي، وهو مؤسس بنك الأسرة في البحرين وأول رئيس تنفيذي له. وقدم المحاضرة د.أكبر جعفري.
وأشار الشبراوي إلى أن التطورات المختلفة التي يشهدها العالم اليوم أثرت على موضوع التوظيف والعمل وتأسيس العمل الخاص والشركات والدخل الاقتصادي، كما أن هناك 9متغيرات جوهرية غيرت شكل سوق العمل والأعمال والممارسات التجارية والاقتصادية، وأول متغير بدأ منذ 2000 وسيستمر لمدة 50 سنة قادمة وهو تغيير نموذج التوظيف وطريقة العمل وأداء العمل وطريقة الدخول إلى سوق العمل والخروج منه.
وأوضح أن ثاني متغير طرأ على سوق العمل هو اختلال وتدهور في سوق الوظائف التقليدية منذ 2000، حيث اختفت العديد من الوظائف، كبائع الصحف، والسكرتير الخاص، وعامل المخزن، وظهور وظائف جديدة كدخول وظائف جديدة في هيكل البنوك لم تكن موجودة من قبل، وكذلك ظهور وظائف خاصة للمتعاملين مع وسائل التواصل الاجتماعي، كما أن الطفرة في المعلومات أظهرت وظائف جديدة لها علاقة بالمعلومات وجمعها وتحليلها، وثالث هذه المتغيرات هو تضخم معدلات فقدان الوظائف وارتفاع نسبة العاطلين عن العمل بسبب الأزمات والركود الاقتصادي.
وكشف الشبراوي أن المتغير الرابع يتمثل في تغير نظرة الأفراد للعمل الحر والنزوح نحو تأسيس مشروعات صغيرة والتوظيف ذاتي، وفي العالم اليوم حوالي 500 مليون مشروع صغير، والإحصائيات تبين انه في كل دقيقة تمر في العالم يكون هناك 8 آلاف شركة تطلق عملها، أي حوالي 140 ألف شركة في اليوم الواحد في العالم، مؤكدا أن الأسلوب الذي يتم إتباعه هو ما يدفع الشباب لإطلاق مشاريعهم، من خلال تدريبهم على كيفية الإدارة وريادة الأعمال ووضع خطة عمل وتوفير القروض لهم لبدء مشاريعهم، كما أن نسبة فشل المشاريع في العالم من 60 – 90 % في نهاية العام الثاني للمشروع، نتيجة اختلاف الواقع عن التصورات، ونتيجة ضعف الخبرة أوعدم وجودها والمنافسة الشديدة .
وذكر الشبراوي أن المتغير الخامس جاء من خلال إنجاز الأعمال من المنزل، ووفق الإحصائيات هناك 33 مليون شخص يعملون من منازلهم وهم مدراء أنفسهم ، ومنذ 8 سنوات فقط كانت الإحصائية أقل من مليون، فنحن اليوم أمام حركة ضخمة تجاه ترك الأفراد للعمل الوظيفي التقليدي الذي لا يلبي رغباتهم المالية وغيرها كالحرية وطريقة الحياة، ويبين المتغير السادس أن الأفراد حالياً سيعملون لفترة أطول من أجدادهم ، نظراً لأن متوسط عمر الإنسان في سنة 2050 سيصبح 90 سنة وفق أحدث الدراسات الطبية، ما يعني أن سن التقاعد سوف يرتفع .
وأشار إلى أن الانفجار السكاني القادم هو المتغير السابع في السوق، وحسب الإحصائيات في عام 2024 سيصبح عدد سكان العالم حوالي 8 مليار وعام 2048 حوالي 9 مليار، إضافة إلى المتغير الثامن وهو الهجرة المتتالية، وبالرجوع إلى الإحصائيات شهد عام 2014 حوالي 200 مليون مهاجر، 80% منهم لأسباب اقتصادية، و20% منهم بسبب الحروب، والمتغير التاسع هو إيجاد بدائل لتوفير الدخل عبر الاقتصاد التشاركي والاقتصاد الاجتماعي.