تجتمع الآن في سوريا، الأمم والدول والمنظمات والأحزاب والقوى العظمى وأعداء الإسلام من اليهود والنصارى والفرس وكل أنواع الأساطيل الجوية والبحرية والبرية المقاتلة والأسلحة الفتاكة! تجتمع للقتال والإبادة، تجتمع وتنسق فيما بينها الضربات والقصف والتدمير، وتبارك لها الكنيسة والمآتم، وهي أشبه بغزوات الأحزاب التي خاضها رسول الله وأصحابه ضد قوى الكفر والشرك حتى ظن الصحابة في تلك الغزوة أنهم هلكوا من هول اجتماع تلك الأحزاب عليهم.
اجتمعوا من أجل ماذا يا ترى ونسقوا واتفقوا؟؟ هل من أجل وقف مجازر بشار الأسد الذي استخدم كل أنواع الأسلحة المحرمة دولياً؟! هل من أجل تأديب الأسد في قتله لشعبه وتدمير بلده؟! هل من أجل حقوق الإنسان وعلى وصف أوباما لبشار بأنه (قاتل الأطفال)؟! هل من أجل إرجاع ملايين السوريين المشردين؟! أبداً أبداً أبداً!!
من أجل شماعة داعش وهي في الحقيقة ضرب أهل السنة المساكين في سوريا ومن بعدها العراق، إنهم ينتقمون من ملاحم الأبطال الأوائل آبائنا وأجدادنا الصحابة والتابعين وتابعيهم الذين أنهوا إمبراطورياتهم الظالمة.
يا حكامنا الأفاضل.. يا ولاة أمرنا الأكارم.. هل استوعبتم الآن حجم المؤامرة الغربية على الإسلام والمسلمين والعرب!! هل أدركتم الخطر العقدي علينا؟! أعلم علم اليقين أنكم تدركونها وتعلمونها وتعرفون ما لا نعرفه.
نحن نعلم صبركم على تلك المؤامرات، نعلم أنكم دعاة سلام ولا تريدون الحروب والدمار، ونعلم أنكم تقدرون المفاسد والمصالح وسياسة الصبر والنفس الطويل، جزاكم الله عنا كل خير، لكن نعلم أيضاً أن ديننا الحنيف لا يريد لنا الخضوع والخنوع واليأس وانتظار العدو يغار علينا، ديننا يريد منا العزة والكرامة والنصرة (إن تنصروا الله ينصركم).
كما إنهم تحركوا بأمر الكنائس والمآتم فنحن لابد أن نتحرك فديننا فرض علينا جهاد الدفع والنفير العام حين نرى العدو يتربص ويخطط وقد أتى بخيله ورجله وأساطيله وأسلحته يريد الشر ويريد أن يهيمن ويستعمر، ديننا أخبرنا أننا إذا تركنا الجهاد سيسلط علينا الله ذلاً ومهانة لن ينتزعهما حتى نرجع لدينه.
فماذا أنتم فاعلون؟
نحن معكم يا حكامنا، فدماؤنا وأرواحنا وأبناؤنا رخيصة في سبيل إعلاء كلمة الحق والدين وحفظ الأوطان والأرض التي يعبد فيها الله ولا يشرك به شيئاً.
عيسى الكواري