حيفا - (الجزيرة نت): تتواصل اللقاءات العسكرية بين روسيا وإسرائيل من أجل تنسيق العمليات العسكرية في سوريا، وسط تأكيدات محللين أن موسكو تخطط لتدخل بري واسع، وتنسق مع إسرائيل سراً، لمنع انهيار نظام الرئيس بشار الأسد، والتحالف مع المحور الشيعي المتطرف على حساب الأغلبية السنية المعارضة.
وعلى قدم وساق تسابق موسكو وتل أبيب الزمن من أجل صياغة آلية للتنسيق الأمني والعسكري بين الطرفين في سوريا، فقد أنهى الوفد الروسي برئاسة نيقولاي باغدانوفسكي نائب قائد أركان الجيش الروسي زيارة لإسرائيل دامت يومين التقى خلالها الجنرال يائير جولان نائب قائد أركان الجيش الإسرائيلي.
الزيارة الروسية جاءت بعد أسابيع من زيارة رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو للعاصمة الروسية موسكو وبرفقته كبار العسكريين، وبعد أيام من بدء الهجمات الروسية على مواقع المعارضة في سوريا.
وحول طبيعة التنسيق الروسي الإسرائيلي اكتفى الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي بالقول إن «اللقاءات مع العسكريين الروس تهدف إلى تنسيق العمليات العسكرية في المنطقة».
لكن مراقبين عسكريين إسرائيليين رجحوا أن يساهم التنسيق الروسي الإسرائيلي في ترجيح كفة نظام الرئيس السوري بشار الأسد على حساب المعارضة المسلحة.
المعلق العسكري يوسي ميلمان أكد أن الاجتماعات تهدف إلى تنسيق العمليات البحرية قبالة ساحل سوريا على البحر المتوسط، حيث توجد قاعدة بحرية روسية كبيرة.
وأوضح ميلمان أن إسرائيل تخشى تصادماً عسكرياً بين قواتها والقوات الروسية التي تزيد من تدخلها العسكري في سوريا من أجل إنقاذ نظام الأسد وتثبيت حكمه.
وأشار إلى خشية جهاز الأمن الإسرائيلي من نشر روسيا أجهزة سلاح متقدمة يمكن أن تشوش على عمل أجهزة إسرائيل الاستخباراتية والعسكرية، أو المساس بالطائرات الإسرائيلية التي تقصف أهدافاً في سوريا.
في المقابل أكد الأستاذ الجامعي والمختص بشؤون سوريا والشرق الأوسط موشيه معوز أن الطرفين اتفقا سراً على إنقاذ نظام الأسد، منتقداً عدم تنسيق إسرائيل مواقفها مع واشنطن.
وقال معوز إن «إسرائيل لم تبلور في الماضي سياسة واضحة حيال الحرب الأهلية في سوريا، بل كانت تفضل استمرار النزيف السوري، ولكنها الآن تتجه إلى تبني الموقف الداعي للتعامل مع نظام الأسد بصفته الشيطان المعروف».
ورأى أن إسرائيل ترتكب خطأ إستراتيجياً جسيماً بدعمها للأسد، لأنه يرتكب مذبحة بحق شعبه ولأنه مرتبط بالمحور الشيعي المتطرف، مضيفاً «كان يجب على إسرائيل أن تؤيد الأغلبية السنية المعارضة».
من جانبه أوضح معلق الشؤون العسكرية رون بن يشاي أن الجانبين الإسرائيلي والروسي ناقشا عدة نقاط منها تنسيق العمل في المنطقة بالمجال الجوي والبحري وبالاتصالات الإلكترونية.
وأكد بن يشاي أن الجيش الروسي في سوريا يستهدف منذ مطلع الشهر الحالي بالأساس قوى معارضة لنظام الأسد وليس تنظيم الدولة «داعش»، وأن التنسيق مع إسرائيل من شأنه المساهمة في ترجيح كفة الأسد، مضيفاً «ربما لم تكن أمام إسرائيل خيارات أخرى بعد التدخل الروسي المفاجئ في سوريا».
وتابع «لولا رغبة روسيا في توسيع تدخلها في سوريا لما دفعت بوفدها العسكري إلى إسرائيل للتنسيق الأمني معها، وربما تكون هناك صفقة مصالح بين الطرفين ستبقى طي الكتمان».