لندن - (وكالات): علق مقال بصحيفة «الغارديان» البريطانية على إطلاق روسيا صواريخ كروز من بحر قزوين باتجاه مواقع المعارضة السورية بأنه أحدث دليل على إحكام الرئيس فلاديمير بوتين قبضته على حلف شمال الأطلسي «الناتو» وأنه إذا استمر تكرار استراتيجيته لمفاجأة الغرب وإرباكه فستكون الخطة قد أثبتت نجاحها في الوقت الحالي.
وأشار كاتب المقال إلى وجود دلائل على أن معظم الأهداف الروسية لم تكن موجهة لتنظيم الدولة بالرغم من تنفيذها تحت مظلة الحملة ضد التنظيم وهو ما يجعل «الناتو» يجد نفسه في موقف المتفرج لما يحدث.
ويرى الكاتب أن استراتيجية الكرملين في إبقاء «الناتو» في حالة من التخمين المستمر قد يكون هدفاً في حد ذاته، حيث إن كثرة المفاجآت تضع بوتين في مركز المسرح العالمي ليكون «الممثل الدرامي» الذي يجبر العالم على التفاعل وهذا الأمر له «تأثير مخدر» على الرأي العام الداخلي الروسي، حيث أظهر استطلاع جديد للرأي أن 72% من المشاركين في الاستطلاع يؤيدون «المغامرة الروسية».
وأضاف أن الحرب في سوريا تهدد أيضاً بنتائج عكسية لجميع الأسباب التي سعت الولايات المتحدة لتجنبها. فبالنسبة للعالم السني تبدو روسيا وكأنها منحازة لأحد الطرفين وهو ما يوحد كل جماعات المعارضة المتباينة في كراهيتها المشتركة للتدخل الروسي ويلهم المتطرفين في جميع أنحاء العالم لتحويل أنظارهم نحو موسكو.
وختمت الصحيفة بأن دعم الأسد حتى النهاية المريرة هو استراتيجية من المرجح أن تجر روسيا أعمق في حرب لا يمكن أن تتحملها مع اقتصادها الذي ينكمش 4% سنوياً.
وفي السياق ذاته، كتبت صحيفة «التايمز» في افتتاحيتها أن بوتين يقدم نفسه عبر وسائل الإعلام التي تسيطر عليها الدولة كرجل الأفعال الذي كشف تردد الولايات المتحدة وحلفائها. وقالت إن صواريخ كروز التي أطلقتها سفنه الحربية وخرق طائراته للمجال الجوي التركي والكتيبة الروسية المتمركزة الآن في سوريا كل ذلك ينم عن عزمه على كسب الحرب نيابة عن «عميله الديكتاتور» بشار الأسد بدلاً من دحر جيش «داعش». وترى الصحيفة أن التدخل الروسي في سوريا فيه تدمير لزعيم الكرملين وأن عليه بدلاً من ذلك العمل مع الغرب لدحر المتطرفين.