أوغلو: اعتداء أنقرة نفذه على الأرجح انتحاريان
«العمال الكردستاني» يعلق عملياته قبل 3 أسابيع من الانتخابات التشريعية



عواصم - (وكالات): قتل 95 شخصاً وأصيب 186 في تفجيرين هما الأكثر دموية في تاريخ تركيا المعاصر واستهدفا تجمعاً من أجل السلام في أنقرة دعت إليه المعارضة الموالية للأكراد قبل 3 أسابيع من الانتخابات التشريعية المبكرة، فيما أعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن التفجيرين نفذهما على الأرجح انتحاريان، بينما قرر حزب العمال الكردستاني تعليق عملياته قبل 3 أسابيع من الانتخابات التشريعية.
وهز انفجاران قويان محيط محطة القطارات الرئيسة في أنقرة حيث جاء آلاف الناشطين من كل أنحاء تركيا بدعوة من مختلف النقابات ومنظمات غير حكومية وأحزاب اليسار للتجمع تنديداً باستئناف النزاع بين أنقرة والمتمردين الأكراد.
وسرعان ما حول الانفجاران المنطقة إلى ساحة حرب حيث كانت العديد من الجثث ممددة على الأرض وسط يافطات «عمل، سلام وديمقراطية» ما أدى إلى حالة من الهلع بين المتواجدين.
وأعلن رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو أن التفجيرين نفذهما على الأرجح انتحاريان.
وقررت الحكومة إعلان الحداد الوطني في البلاد لثلاثة أيام بعد التفجيرين.
وبحسب حصيلة مؤقتة أوردها وزير الصحة محمد مؤذن أوغلو فإن 95 شخصاً قتلوا وأصيب 186.
من جهته ندد وزير الداخلية التركي سلامي ألتين أوق الذي كان إلى جانب وزير الصحة «بعمل إرهابي يستهدف الدولة والديمقراطية والشعب» التركي مشيراً إلى أن السلطات تجري تحقيقاً لتحديد الجهة المنفذة.
من جانب آخر قال الوزير إنه لم يحصل «إهمال» من جانب قوات الأمن إثر وقوع الاعتداءات، التي تعتبر الأكثر دموية في تاريخ تركيا المعاصر مؤكداً أنه لن يقدم استقالته.
وندد الرئيس المحافظ رجب طيب أردوغان «بهجوم مشين ضد وحدتنا والسلام في بلادنا» متوعداً «بأقوى رد» ضد منفذيه. وتحدثت السلطات التركية بسرعة عن فرضية الاعتداء.
وقال مسؤول حكومي «نشتبه بوجود خيط إرهابي».
وتأتي الانفجارات قبل 3 أسابيع من انتخابات تشريعية مبكرة دعي إليها في 1 نوفمبر المقبل فيما تدور مواجهات دامية ويومية بين قوات الأمن التركية ومتمردي حزب العمال الكردستاني جنوب شرق البلاد المأهول بغالبية كردية.
وبثت المحطة التلفزيونية الإخبارية «ان تي في» صور فيديو التقطها هاو تظهر مجموعات من الناشطين يغنون ويرقصون يداً بيد قبل سقوطهم أرضاً جراء عنف الانفجار.
وفي أجواء من التوتر الشديد يؤججها النزاع الكردي والاستحقاق الانتخابي، دعت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني تركيا إلى «البقاء موحدة».
من جهته ندد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «بهجوم إرهابي شنيع» فيما قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعازيه للرئيس التركي.
وكتب سفير الولايات المتحدة في أنقرة جون باس في تغريدة على تويتر أنه هجوم «مروع، وأنا أتعاطف مع الضحايا وعائلاتهم».
وأعلن المستشارة الألمانية انغيلا ميركل أنها تلقت هذا النبأ «ببالغ الحزن والصدمة» معتبرة أن الهجوم موجه ضد «الحقوق المدنية والديمقراطية والسلام».
وفي رد فعل على التفجيرين أيضاً قال رئيس حزب الشعوب الديمقراطي، ابرز حزب مؤيد للأكراد في تركيا، صلاح الدين دميرطاش «إننا أمام مجزرة مروعة. إنه هجوم وحشي».
وفي 20 يوليو الماضي أسفر هجوم انتحاري نسب إلى تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي عن سقوط 32 قتيلاً في صفوف ناشطين مناصرين للقضية الكردية في مدينة سوروتش القريبة من الحدود السورية.
وفي سياق اعتداء سوروتش تجددت المواجهات العنيفة بين الجيش التركي ومتمردي حزب العمال الكردستاني ما أدى إلى انهيار وقف إطلاق النار الهش الذي كان سارياً منذ مارس 2013.
وقد قتل أكثر من 150 شرطياً أو جندياً منذ ذلك الحين في هجمات نسبت إلى حزب العمال الكردستاني، في حين تؤكد السلطات التركية «تصفية» أكثر من ألفي عنصر من المجموعة المتمردة في عملياتها الانتقامية.
وأعلن حزب العمال الكردستاني تعليق عملياته قبل 3 أسابيع من الانتخابات التشريعية.
وقالت منظومة المجتمع الكردستاني وهي الهيئة التي تشرف على حركات التمرد الكردي في بيان «استجابة للنداءات التي أتت من تركيا والخارج فإن حركتنا أعلنت وقف نشاط مجموعاتنا المقاتلة لفترة إلا إذا تعرض مقاتلونا وقواتنا لهجمات».