قدّم وفد مملكة البحرين برئاسة سعادة السفير الدكتور يوسف عبد الكريم بوجيري، المندوب الدائم للمملكة لدى مكتب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الأخرى بجنيف، اليوم الإثنين الموافق 9 سبتمبر 2013، مداخلةً في إطار النقاش العام للتقرير السنوي للمفوضة السامية تحت البند (2)، على هامش الدورة (24) لمجلس حقوق الإنسان المنعقدة بجنيف في الفترة من 9 إلى 27 سبتمبر.

وقد استهل المندوب الدائم مداخلته بشكر المفوضة السامية لحقوق الإنسان على تقريرها، وأشاد بجهودها الدؤوبة في مختلف المجالات لحماية وتعزيز حقوق الإنسان، وأكّد على تقدير مملكة البحرين للاهتمام الذي توليه لعدد من القضايا الهامة التي تواجه العالم اليوم، بما في ذلك الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان في أجزاء مختلفة من العالم، والحق في التنمية، والفقر المدقع، والعنصرية، وكره الأجانب، والتعصب.

كما عبّر سعادة السفير عن استيائه من أن يسمع من المفوضة السامية التعليق على أوضاع حقوق الإنسان في البحرين وتضمينها بإشارات سلبية في تقريرها، دون استقاء المعلومات من مصادرها، وتجاهل حقيقة الوضع في البحرين، حيث بذلت حكومة البحرين جهوداً واسعةً وحثيثةً لتنفيذ معظم التوصيات الواردة في تقرير اللجنة المستقلة لتقصي الحقائق، ورأى أنه ينبغي تشجيع هذه الجهود وعدم تقويضها بانتقادات غير دقيقة.

وفي هذا الإطار، أكّد سعادة الدكتور بوجيري أن مملكة البحرين حريصة على التعاون مع مكتب المفوضة السامية لحقوق الإنسان ومجلس حقوق الإنسان ومختلف آليات الأمم المتحدة، وكفالة الحريات العامة من خلال التعاون والدعم الدائم لأجهزة الأمم المتحدة، واهتمامها بالتعامل مع أي منظمة أو هيئة ذات مصداقية وحيادية، حرصاً على الشفافية والدعوة إلى كتابة التقارير الموضوعية بعيداً عن التضليل أو التشويش، حيث تعتبر مملكة البحرين الأمم المتحدة والمفوضية السامية والأجهزة الأخرى، بما في ذلك آليات مجلس حقوق الانسان، شريكاً هامّاً في صون وحماية حقوق الإنسان، ولهذا فقد تعاونت معهم وستستمر في ذلك التعاون البنّاء.

أما فيما يتعلق بمسألة تأجيل زيارة المقرر الخاص المعني بالتعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة، فقد أكّد سعادة المندوب الدائم على عدم صحة ماذكر عن إلغاء هذه الزيارة، حيث تم تأجيلها لأسباب تنظيمية عبر خطابات رسمية في هذا الشأن، كما أن الجهات الرسمية تتطلع إلى تحديد الوقت المناسب للزيارة.

وقال السفير بوجيري أنه كان يأمل من المفوضة السامية عند حديثها عن مملكة البحرين، أن تشير إلى تنامي ظاهرة العنف و التخريب، و إن أغفل تقريرها ذلك، و أن تدين بشكل واضح الأعمال الإرهابية التي طالت جميع مناحي الحياة وأحدثت ضرراً بالغاً بمسيرة الإصلاح والتطوير في شتى المجالات.

أما فيما يتعلق بحظر الإعتصامات في العاصمة المنامة، فقد أكد الدكتور بوجيري أن منع المسيرات أو التجمعات أو تحديد أماكنها قائمٌ على أسسٍ قانونيةٍ صحيحة ولا يشكل فرضاً للقيود على حرية التجمع السلمي و التعبير عن الرأي ، إذ أن هذا ما نص عليه العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية في المادتين 21 و22 (2) والذي انضمت إليه مملكة البحرين بموجب القانون رقم (56) لسنة 2006، لذا فإن وضع الضوابط لممارسة هذا الحق لا تتنافى مع ممارسته حفظاً للأمن الوطني أو النظام العام أو السلامة العامة أو الصحة العامة أو الآداب العامة أو لحماية حقوق الغير وحرياتهم. وإمعاناً في التأكيد على ضرورة توفير الحماية الكاملة لحق المواطنين في التعبير، قال المندوب الدائم أنه تم إضافة مادة جديدة (69 مُكرر) إلى قانون العقوبات والتي شددت على أنهُ يُعتبر عذراً مُعفياً من العقاب ممارسة الحق في حرية التعبير في هذا الإطار، كما قال أن مجلس النواب البحريني ينظر حالياً في مشروع قانون الصحافة الجديد الذي من المرجو أن يمنح مساحة أكبر من الحرية للعمل الصحفي والإعلامي.

وفي الختام، شدّد سعادة السفير على أنه ليست هنالك أية مضايقات للناشطين الحقوقيين أو المدافعين عن حقوق الإنسان بسبب نشاطهم الحقوقي، إذ يخضع هؤلاء إلى ما يخضع له الجميع في مملكة البحرين من حكم القانون، ويتعرضون للمساءلة في حال الخروج على أحكامه، ودعا جميع الأطراف بما فيهم الناشطين في المجال الحقوقي إلى الإسهام بما يخدم المصلحة الوطنية لمملكة البحرين.