القحطاني: «العسكري» بدأ بتلقيح الطاقم الطبي والعاملين بالمستشفى
لعدم إقبال المواطنين على تناول اللقاح من قبل كانت الجهات الصحية تتلفه
المرض لم يعد خطيراً وليس منتشراً ووسائل التواصل سببت قلقاً في غير محله
كتب – حذيفة إبراهيم:
قالت رئيس المراكز الصحية بوزارة الصحة د. سيما زينل، إن عدد الذين يترددون يومياً على المراكز الصحية للحصول على «لقاح الأنفلونزا» حوالي 100 شخص لكل مركز، بينما بلغ في المراكز التي تعمل بنظام الـ 24 ساعة حوالي 500 شخص . مشيرة إلى أن الكميات الموجودة حالياً لا تكفي لكل تلك الأعداد، إلا أن كميات أخرى قادمة تحت الطلب، فيما نفى مصدر مسؤول بالمستشفى العسكري وجود أي حالة وفاة بـ «إنفلونزا الخنازير H1N1».
وأشارت زينل في تصريح خاص لـ «الوطن»، إلى أن يوم الأحد شهد توافد أعداد كبيرة على المراكز الصحية جميعها من أجل الحصول على اللقاح، مبينة أن أكثر المترددين كانوا على المراكز التي تعمل لمدة 24 ساعة، بالمحرق الشمالي، وحمد كانوا بالرفاع، ويوسف انجنير في مدينة عيسى، وقالت إنه تم تعزيز مخزون دواء الـ «تامي فلو» المخصص للأنفلونزا القوية كأنفلونزا الخنازير في المراكز الصحية، وأن الموجود كافي جداً، والحالات لا تستدعي أي قلق، مؤكدة أن اللقاح متوفر وتم طلب المزيد من الجرعات.
وأكدت زينل أن كمية اللقاح المتوفرة في المراكز الصحية ولدى مخزون الوزارة هي في النسب العالمية التي يجب أن تتوافر، وبينت إن المرض كأي أنفلونزا موسمية أخرى، وأنه فقط يؤثر بشكل أكبر على الأطفال ما بين 6 أشهر – 5 سنوات، وكبار السن، أو المصابين بأمراض مزمنة كـ»السكري» و»ارتفاع ضغط الدم»، وغيرها.
وأوضحت أن الوزارة طرحت منذ فترة ما قبل الحج اللقاح للأنفلونزا الموسمية، والذي يشمل لقاحاً ضد 14 نوعاً من الإنفلونزا بما فيها H1N1، والمعروفة بأنفلونزا الخنازير، مشددة على أن اللقاح موسمي، وأن الوزارة تطرحه سنوياً في الفترة بين سبتمبر وحتى فبراير، وتابعت «سنوياً نطرح هذا اللقاح، ولكنها المرة الأولى، التي يكون هكذا توافد، وهي ربما بسبب الإشاعات التي تطرح في وسائل التواصل الاجتماعي»، وقالت إن على المواطنين عدم التكدس، فربما دخول المستشفى والاختلاط بالمرضى قد ينقل العدوى لأمراض سواء الأنفلونزا أو غيرها من الأمراض، يجب على الجميع الطمأنينة وعدم القلق، فليس هناك ما يستدعي لذلك».
المستشفى العسكري
من جانبه، نفى استشاري الأمراض المعدية ومكافحة العدوى في المستشفى العسكري د.مناف القحطاني وجود أي حالة وفاة بأنفلونزا الخنازير H1N1 في المستشفى العسكري كما تم التداول في مواقع التواصل الاجتماعي.
وقال إن المستشفى العسكري لديه 4 حالات فقط، وهي أساساً ليست متعبة في الأصل بسبب الأنفلونزا بشكل مباشر، وإنما بسبب وجود أمراض أخرى بها كالأمراض المزمنة، مشدداً على أن الوضع لا يستدعي للقلق، ولا يمكن القول بأن هناك وباء، وهي أنفلونزا عادية.
وبين أن المستشفى العسكري يقوم حالياً بتلقيح العاملين في المستشفى والطاقم الطبي، كونهم الأكثر تعرضاً للمرضى، مبيناً أن المستشفى ليس لديه نقص في اللقاحات للأنفلونزا.
وتابع «اللقاحات الموجودة في المستشفى تكفي وتستطيع تغشطية المرضى الذين يخدمهم المستشفى العسكري، ولكننا حالياً نقوم بتلقيح الطاقم، الذين يتعرضون بشكل يومي للمرضى ومعرضين للإصابة بها، مما قد يؤدي إلى مرضهم يومين أو ثلاث، ونخسر جهودهم خلال تلك الفترة.
مبالغ بها
وأشار مصدر مطلع إلى أن ما يجري من دعايات حول الإنفلونزا وفايروس H1N1، إنما هي دعايات مبالغ بها، وأن الأمر لا يستدعي كل ذلك التخوف، مبيناً أن الأوضاع جيدة، وهو ليس كفيروس الكورونا.
وأكد المصدر أن ذلك الفيروس، ليس كالسابق، وهو لديه علاجات من خلال «التامي فلو»، وهو أمر ليس صعباً أن تم معالجته، وأعراضه الحمى المرتفعة، والتعب الشديد جداً، وعدم القدرة على التحرك، وهي أعراض الإنفلونزا العادية، إلا أنها أكثر شدة، وهي لم تعد قاتلة أساساً، وتؤثر فقط على المصابين بأمراض مزمنة الذين يحتاجون إلى رعاية خاصة، أو الأطفال، وربما كبار السن الذين تكون مناعتهم أقل من الباقي، وشدد على أن أخذ التطعيمات أمر طبيعي، ولكن الفوضى الحاصلة هي غير طبيعية، والهجوم من قبل المواطنين والمقيمين على المراكز الصحية هو أمر مستغرب، ويجب أن لا يكون بهذا الشكل.وبيّن المصدر أن المواطنين لم يكونوا يتوافدون لأخذ جرعات اللقاح سابقاً، وهو ما أدى إلى خسارة وزارة الصحة للقاح واضطرارها لتلفه بعد انتهاء الموسم.
السعودية
وكشف وكيل وزارة الصحة السعودية للصحة العامة، د. عبدالعزيز بن سعيد عن تسجيل 74 إصابة بفيروس أنفلونزا الخنازير خلال موسم الحج هذا العام.
وقال في تصريحات لإحدى الصحف السعودية أمس إن تسعة مصابين تعرضوا للوفاة، وأضاف لدى إطلاق حملة التطعيم ضد الأنفلونزا الموسمية، أمس، في جميع أنحاء المملكة «إن الوزارة تستهدف تطعيم نحو 1.5 مليون شخص بلقاح الأنفلونزا الموسمية خلال الموسم الحالي، وقامت خلال حملة التطعيم في الموسم الحالي بتطعيم أكثر من 600 ألف شخص، وبين أن الوزارة استطاعت خلال هذا العام تطعيم أكثر من 90% من العاملين الصحيين المستهدفين في الحملة بلقاح الأنفلونزا الموسمية، على العكس من العام الماضي الذي تم فيه تطعيم نحو 20% منهم. وأضاف أن الوزارة تدرس فرض لقاح الأنفلونزا الموسمية كأحد الاشتراطات الصحية، ابتداءً من موسم حج العام 1437هـ، لافتاً إلى أن الحملة تهدف إلى تقديم التطعيم إلى الفئات الأكثر عرضة لخطر الإصابة بمضاعفات الأنفلونزا الخطيرة عند إصابتهم بالأنفلونزا الموسمية.
ويعتبر لقاح الأنفلونزا الأفضل للحماية منها ومن مضاعفاتها، ويساعد أيضاً على منع انتشار الأنفلونزا من شخص لآخر؛ حيث يتم تركيب لقاح الأنفلونزا كل سنة للحماية من 3 أو 4 فيروسات يحتمل أن تسبب المرض في تلك السنة، كما إن التطعيم يعتبر الطريقة الأكثر فعالية لمنع الأنفلونزا أو العواقب الشديدة للمرض، ويمكن إعطاء التطعيم لأي شخص من عمر 6 أشهر فما فوق.
من جهة آخرى كشف مصدر مطلع لـ«الوطن» عن وجود حالات في مستشفى السلمانية مصابة بفيروس إنفلونزا الخنازير H1N1 من بينها طبيبة، دون تحديد ما إذا كانت العدوى انتقلت للطبيبة عن طريق مخالطتها للمرضى أم لا.
وبين المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن الحالات موزعة بين قسم الطوارئ وجناح 44، وجناح آخر، مشيراً إلى أن إدارة المستشفى رفضت تخصيص جناح 12 للمرضى المصابين بالفيروس فقط.
وحاولت «الوطن» الاتصال برئيس الحوادث والطوارئ بمستشفى السلمانية الطبي، والتي لم تعلق نفياً أو تأكيداً للخبر، وأحالت مندوب الجريدة إلى رئيس العلاقات العامة والإعلام، والتي بدورها لم تجب على أي من الاتصالات الهاتفية.