تقدم لقوات الأسد وسط سوريا بفعل الضربات الروسية
«الأطلسي» يتهم موسكو بضرب الفصائل المعتدلة وإطالة النزاع بسوريا
تنسيق عسكري بين الأسد و«داعش» في حلب
الطيران الروسي يقصف 53 هدفاً بسوريا خلال 24 ساعة
تحالف عسكري جديد يضم وحدات حماية الشعب وجماعات عربية
الأمم المتحدة تضغط على روسيا وأمريكا لإبرام اتفاق عاجل بشأن سوريا
أوروبا تدعو روسيا لوقف ضرباتها ضد المعارضة المعتدلة
«حزب الله» يشيع قيادياً عسكرياً بارزاً قتل في سوريا



عواصم - (وكالات): أكد مصدر سعودي أن «مسؤولين سعوديين كباراً أبلغوا القادة الروس أمس الأول أن التدخل العسكري الروسي في سوريا ستكون له عواقب وخيمة وسيؤدي إلى تصعيد الحرب هناك ويدفع متطرفين من أنحاء العالم الى المشاركة فيها»، فيما تمكنت قوات الرئيس بشار الأسد بغطاء جوي روسي من التقدم على جبهات عدة بعد اشتباكات هي «الأعنف» مع الفصائل المقاتلة منذ مطلع الشهر الحالي، تزامناً مع تزويد واشنطن مجموعات تصنفها «معتدلة» بالسلاح لمواجهة تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي.
في غضون ذلك، قالت مصادر ميدانية في ريف حلب الشمالي إن قوات النظام السوري سيطرت على المنطقة الحرة، وسجن الأحداث وقرية كفر تونة ومحيط جبل عنتر، إثر انسحاب «داعش» منها، ما يدل على التنسيق بين قوات الأسد و»داعش» في حلب شمال سوريا.
وتشير الرسالة السعودية التي صاحبها تعهد بدعم جماعات المعارضة المعتدلة التي تحارب الرئيس بشار الأسد حليف روسيا إلى تشكك السعودية في دوافع موسكو للمشاركة في الحرب التي بدأت قبل 4 أعوام وقتل فيها نحو 250 ألف شخص وأسفرت عن تشريد نحو 11 مليون سوري.
وقال المصدر «التدخل الروسي في سوريا سيدخلهم في حرب طائفية» مضيفاً أن المملكة «تحذر من العواقب الوخيمة للتدخل الروسي». وتابع قوله «سيواصل السعوديون تعزيز ودعم المعارضة المعتدلة في سوريا».
وقال المصدر إنه يتحدث استناداً إلى المواقف التي أوضحها ولي ولي العهد ووزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان ووزير الخارجية عادل الجبير خلال الاجتماعات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير الخارجية سيرغي لافروف أمس الأول في منتجع سوتشي الروسي المطل على البحر الأسود. وأغضب التدخل الروسي المملكة وغيرها من معارضي بقاء الأسد الذين يقولون إن الضربات الجوية الروسية تستهدف جماعات معارضة للأسد وليس «داعش» وحسب مثلما تقول موسكو. وقال المصدر السعودي «سيسهم التصعيد الأخير في اجتذاب متطرفين وجهاديين للحرب في سوريا»، مضيفاً أن «تصرفات الكرملين ستنفر المسلمين السنة العاديين في مختلف أنحاء العالم». وأوضح المصدر أن «السعوديين حثوا روسيا على المساعدة في محاربة الإرهاب بسوريا من خلال الانضمام إلى التحالف الذي يحارب «داعش» ويضم أكثر من 20 دولة».
وأكد من جديد أن الرئيس بشار الأسد يجب أن يرحل في إطار عملية تم الاتفاق عليها خلال مؤتمر جنيف للسلام الذي انعقد في يونيو 2012 وحدد مساراً للسلام والانتقال السياسي. من ناحية أخرى، تمكنت قوات النظام السوري بغطاء جوي روسي من التقدم على جبهات عدة بعد اشتباكات هي «الأعنف» مع الفصائل المقاتلة منذ مطلع الشهر الحالي، تزامناً مع تزويد واشنطن مجموعات تصنفها «معتدلة» بالسلاح لمواجهة تنظيم الدولة الإسلامية.
ودعا الاتحاد الأوروبي روسيا إلى «وقف فوري» للضربات الجوية التي تستهدف «المعارضة المعتدلة» في سوريا معتبراً أنه «لا يمكن التوصل إلى سلام دائم مع القادة الحاليين» للبلاد فيما تدعم موسكو الأسد.
ميدانياً، أعلنت القيادة العامة للجيش السوري في بيان أن القوات المسلحة أحرزت «نجاحات مهمة في عملياتها العسكرية المتواصلة ضد التنظيمات الإرهابية» في محافظات حماة وحلب واللاذقية. وأكدت في بيان نقلته وكالة الأنباء الرسمية «سانا» سيطرة وحداتها «على بلدات وقرى كفرنبودة وعطشان وقبيبات ومعركبة وام حارتين وتل سكيك وتل الصخر والبحصة في ريف حماة الشمالي». وتعد بلدة كفرنبودة ذات موقع استراتيجي بالنسبة إلى النظام الذي يحاول التقدم للسيطرة على مدينة خان شيخون الواقعة على طريق دمشق حلب الاستراتيجية.
لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان نفى سيطرة قوات النظام على بلدة كفرنبودة مشيراً إلى استمرار اشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة هي «الأعنف في سوريا منذ بدء الحملة الجوية الروسية في 30 سبتمبر الماضي».
وأكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن «سيطرة قوات النظام على الحي الجنوبي من كفرنبودة تحت غطاء جوي من الطائرات الحربية الروسية».
وبحسب عبد الرحمن، «في حال تمكنت قوات النظام من السيطرة بالكامل على كفرنبودة، يصبح بإمكانها التقدم للسيطرة على مدينة خان شيخون التي تعد خزانا بشريا لجبهة النصرة في محافظة ادلب وتقع على طريق حلب دمشق الدولية». وتشن قوات النظام هجوماً متزامناً على طرفي هذه الطريق في محاولة لـ «تشتيت مقاتلي الفصائل والتقدم إلى ريف إدلب الجنوبي»، وفق عبد الرحمن.
ويسيطر «جيش الفتح» الذي يضم جبهة النصرة - ذراع تنظيم القاعدة في سوريا - وفصائل إسلامية أبرزها حركة أحرار الشام على كامل محافظة إدلب ويخوض منذ أشهر مواجهات عنيفة ضد قوات النظام للسيطرة على سهل الغاب في محافظة حماة. وتمكنت قوات النظام من السيطرة منذ بدء الهجوم البري المدعوم بغطاء جوي روسي على 9 بلدات وقرى محيطة بمدينة خان شيخون، في موازاة سيطرتها على 5 قرى في محافظة اللاذقية الساحلية، أبرزها الجب الأحمر، وفق مصدر عسكري. وشمال البلاد، سيطرت قوات النظام على المدينة الحرة الواقعة على أطراف مدينة حلب بغطاء جوي روسي بعد اشتباكات مع الفصائل المقاتلة، وفق مصدر عسكري سوري. في موازاة ذلك، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن سلاح الجو قصف 53 «هدفاً» لـ «داعش» في الساعات الأربع والعشرين الماضية، ودمر معسكراً للتدريب في بلدة المسطومة بإدلب ونقطة عبور يستخدمها التنظيم قرب بلدة سلمى باللاذقية. وبعد أيام على إعلان واشنطن إنهاء برنامج كان مخصصاً لتدريب الفصائل المعتدلة، أعلن المتحدث باسم قيادة القوات الأمريكية في الشرق الأوسط «سنتكوم» الكولونيل باتريك رايدر في بيان أن الولايات المتحدة ألقت جواً ذخائر شمال سوريا لمساندة مقاتلين من المعارضة يتصدون لـ «داعش». وبحسب عبد الرحمن، تسلمت «قوات سوريا الديمقراطية» هذه الأسلحة في منطقة الجزيرة، في إشارة إلى مجموعة من الفصائل التي أعلنت توحيد جهودها العسكرية تحت هذه التسمية وتضم وحدات حماية الشعب الكردية وعدد من الفصائل العربية أبرزها لواء «بركان الفرات». وفي لوكسمبورغ، شدد الاتحاد الأوروبي على أنه «لا يمكن أن يكون هناك سلام دائم في سوريا مع القادة الحاليين»، مشيراً إلى أن «هذا التصعيد العسكري من شأنه إطالة أمد النزاع وتقويض العملية السياسية وتدهور الأوضاع الإنسانية وزيادة التطرف».
واتهم الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ روسيا بالإسهام في إطالة أمد النزاع من خلال دعمها الأسد ضد المعارضة المعتدلة.
وأعلن الموفد الأممي إلى سوريا ستافان دي ميستورا في جنيف أنه سيغادر إلى موسكو قبل أن يتوجه إلى واشنطن، لافتاً إلى أنه «يأمل أولاً في التوصل إلى تفاهم بين روسيا والولايات المتحدة يشكل بعد ذلك الأساس لمجموعة أو أكثر من «مجموعة اتصال» تضم الدول المعنية الداعمة للمحادثات». من جهة أخرى، شيع «حزب الله» الشيعي اللبناني القيادي العسكري البارز حسن حسين الحاج جنوب لبنان، بعد مقتله في معارك سوريا.