دبي - (العربية نت): يبدو أنه لم يبق أمام النظام الحاكم في طهران لملء الفجوة الكبيرة بينه وبين مواقف الشعب العربي الأحوازي في دعمهم لقضايا الأمة العربية المصيرية في سوريا واليمن والعراق، سوى حسن نصر الله كي يستنجد به، لكن دون جدوى حيث سرعان ما رد عليه النشطاء الأحوازيون برفض ما تفوه به أمين عام «حزب الله» الشيعي اللبناني جملة وتفصيلاً، خاصة النعرات الطائفية التي استند إليها في لقاء تلفزيوني أجراه مع «قناة الأحواز» الناطقة بالعربية التابعة لإيران يوم الأحد الماضي.
خرج حسن نصرالله بعد عقود من قمع الحكومات الإيرانية ضد الشعب العربي الأحوازي وإعدام العشرات منهم، متحدثاً في اللقاء عن محاولات سعودية للتأثير على الشعب العربي الأحوازي إثر تأييده «عاصفة الحزم» وعمليات الائتلاف العربي لدعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية ضد الانقلابيين، منذ انطلاقتها في مارس الماضي.
ولم تمر على بث مقابلة حسن نصر الله مع «قناة الأحواز» سوى ساعات حتى انهال النشطاء الأحوازيون من كتاب وصحافيين وشعراء بالرد على صفحات التواصل الاجتماعي مفندين تصريحاته بالدليل والبرهان.
وأوضح الباحث العربي الأحوازي يوسف عزيزي بني طرف أن سبب تدخل نصر الله في هذا الوقت يعود إلى أمرين «أولا أن حلفاءه داخل إيران بدؤوا يحسون بتطور أو خطر الحركة العربستانية التي يسميها نصر الله بخوزستان زورا وبهتانا، حيث لم يستخدمه العرب في أدبياتهم يوما ما، وثانياً إن النظام الإيراني يخشى انتشار المذهب السني بين النشطاء الأحوازيين». وأكد عزيزي أن معظم الأحوازيين لديهم انتقادات لأداء حسن نصر الله، خصوصاً ما يتعلق بقضايا تخص إيران وسوريا وفي كل المناطق المحتدمة في الشرق الأوسط».
وأضاف الباحث الأحوازي أن «حسن نصرالله وصف خامنئي في اللقاء بـ»القائد العظيم الحكيم الذي لا نظير له في العالم»، وهذا ذروة التملق وليس كلاماً سوياً، حيث إن خامنئي خلال الفترة التي حكم فيها منذ عام 1988 استمر في قمع الحريات، ومنها حرية الصحافة والأحزاب وبطش أبناء الشعوب غير الفارسية وحتى الفارسية، وكان ذروة أدائه قمعه الدامي للحركة الخضراء في 2009 والتزوير في الانتخابات الرئاسية». وأكد عزيزي أن «الشعب الأحوازي هو أول ضحايا سياسات خامنئي، ناهيك عن تدخلاته في سوريا والعراق واليمن، وهذا شيء مكشوف، ونصر الله يكون قد جنى على الحقيقة حين ينفي هذه الأمور لأنه هو وحزبه صنيعة نظام طهران، وهذا بحد ذاته تدخل سافر في دولة مستقلة مثل لبنان». وكتب الصحافي الأحوازي موسى الشريفي على صفحته في «فيسبوك» تعليقاً على ما ورد في مقابلة نصرالله قائلاً «بصفتي أحد الأحوازيين أقول لحسن نصرالله إن الأحوازيين ليسوا طائفيين ليسمعوا كلامك المشحون بالكراهية والحقد لكل ما هو عربي، خصوصا المملكة العربية السعودية، فالأحوازيون عرب بالدرجة الأولى، وضحوا بالغالي والنفيس من أجل الحفاظ على عروبتهم التي تحاول طهران حليفتك طمس هويتهم والقضاء عليهم بشتى الطرق».
وأضاف الشريفي «شعبنا العربي في الأحواز يعتز بعروبته إلى جانب الشعوب الأخرى التي يضطهدها نظام ولي الفقيه في إيران، وسيستمر في نضاله حتى يتمكن من تحقيق مطالبه المشروعة».
أما الصحافي الأحوازي جمال عبيدي فكتب على صفحته «إيران تستعين أو بالأحرى تستجدي بحسن نصرالله أمين عام «حزب الله» اللبناني، فيبدو الألم قويا والخطر أكبر. فالألم الإيراني يتجسد بالأمر التالي، إن الشعب العربي الأحوازي يتمسك بعروبته، ويسعى جاهداً لتمتين أواصر الأخوة مع الأشقاء في الخليج العربي، وذلك لوحدة المصير المشترك تاريخياً. وأما الخطر يتبع الأمرين التاليين، أولاً، ما يمتلك هذا الوطن -الأحواز- من ثروات طبيعية - من النفط والغاز - والتي تشكل 90% من ثروات الدولة الإيرانية والممول الرئيس للمشروع الفارسي الطائفي في المنطقة العربية، وثانياً الصحوة الثقافية العروبية التي تستمد روحها من عمق التاريخ العربي الأحوازي، والتي باتت تتبلور يوماً بعد يوم وبوتيرة سريعة جداً».
أما الشاعر الأحوازي القدير، جميل وادي، فلخص كل ما قاله أبناء جلدته تجاه تصريحات نصرالله في بيتين من الشعر باللغة الأحوازية الدارجة، مضمونهما باللغة الفصحى، «إننا لا نعتبر نصر الله عربياً، فلا نعير له اهتماماً لأنه عابد للصنم، نحن شعب لم يساوم على مبادئه، ومن يتعدى علينا لا يجد أمامه سوى حد السيف».