عواصم - (وكالات): ذكرت وسائل إعلام إيرانية أن القائد السابق للواء الصابرين التابع للحرس الثوري الجنرال فرشاد حسوني زاده والقيادي حميد مختار بند قتلا داخل الأراضي السورية، فيما دعا أمير جبهة «النصرة» أبو محمد الجولاني إلى تكثيف الهجمات ضد روسيا على خلفية الضربات الجوية التي تشنها منذ أسبوعين في سوريا، بينما توعد تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي روسيا بالهزيمة في سوريا، إثر الإعلان عن مقتل الرجل الثاني في التنظيم أبي معتز القرشي المعروف باسم أبو مسلم التركماني، يأتي ذلك تزامناً مع سقوط قتلى وجرحى في غارات روسية على حلب وريف إدلب شمال البلاد، فيما سقطت قذيفتين داخل حرم سفارة موسكو في دمشق. وأعلنت روسيا شن عدد قياسي من الغارات منذ بدء حملتها الجوية طاولت 86 «هدفاً إرهابيا»، في وقت تراجعت قوات النظام السوري من بلدة كفر نبودة الاستراتيجية كانت سيطرت عليها أمس الأول في محاولة لحصار أحد معاقل جبهة النصرة وسط البلاد.
وقالت وكالة أنباء فارس الرسمية إن زاده قتل أثناء أداء واجبه كمستشار عسكري لجيش النظام السوري، ضد الجماعات «التكفيرية الإرهابية».
ويعتبر لواء الصابرين الذي يقوده زاده من ألوية قوات النخبة بالقوات البرية التابعة للحرس الثوري، وهو متخصص بالعمليات العسكرية التي تجري في المناطق الوعرة. وكان قد أُعلن قبل أيام عن مقتل القيادي في الحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين همداني بمعارك في حلب، حيث أكد مسؤول عسكري إيراني أن الجنرال شارك في 80 عملية هناك، وقدم المشورة العسكرية لنظام بشار الأسد منذ عام 2011. وفي تعليق هو الاول منذ بدء موسكو حملتها الجوية في 30 سبتمبر الماضي، دعا الجولاني «المجاهدين الأبطال في بلاد القوقاز» إلى شن هجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية في روسيا.
وتوعد الجولاني إلحاق الهزيمة بالروس محذراً من أن «الحرب في الشام ستنسي الروس أهوال ما لاقوه في أفغانستان». وانتقد الجولاني البداية «المتعثرة» لضربات موسكو والتي استهدفت «فصائل جيش الفتح والفصائل المتواجدة على تماس مباشر مع قوات النظام»، معتبراً أنها تدرك أن «الأماكن التي تسيطر عليها «داعش» ليست على تماس مع عمق النظام».
واستهدفت الضربات الروسية في الأسبوعين الأخيرين مواقع تابعة لجيش الفتح الذي يضم جبهة النصرة وفصائل إسلامية أبرزها حركة أحرار الشام في مناطق عدة وتحديداً في إدلب شمال غرب البلاد وحماة في الوسط.
ودعا الجولاني الفصائل المقاتلة في سوريا إلى التصعيد في محافظة اللاذقية معقل الأقلية العلوية وإلى «جمع أكبر عدد ممكن من القذائف والصواريخ ورشق القرى في كل يوم». وعرض الجولاني 5 ملايين يورو لمن يقتل الرئيس السوري بشار الأسد وزعيم «حزب الله» حسن نصر الله، داعياً لتصعيد المعارك بسوريا، وشن هجمات داخل روسيا.
في غضون ذلك، توعد «داعش» روسيا بالهزيمة في سوريا، بحسب ما جاء في تسجيل صوتي للمتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني . وأكد العدناني مقتل الرجل الثاني في التنظيم أبي معتز القرشي المعروف باسم أبو مسلم التركماني على يد الأمريكيين. وللمرة الأولى منذ بدء روسيا غاراتها في سوريا، سقطت قذيفتان داخل حرم السفارة الروسية في حي المزرعة في دمشق، أثناء تجمع قرابة 300 شخص أمامها في تظاهرة شكر لموسكو على تدخلها العسكري. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «إنه اعتداء إرهابي واضح يهدف إلى ترهيب مناصري محاربة الإرهاب ومنعهم من تحقيق نصر على المتطرفين». وأعلنت وزارة الدفاع الروسية في اليوم الـ 14 لحملتها أن طائراتها نفذت 88 طلعة جوية وقصفت 86 «هدفاً إرهابياً» في الساعات الـ24 الماضية، ما يشكل رقماً قياسياً للضربات في يوم واحد. وطاولت الغارات أهدافاً في محافظات الرقة وحماه وإدلب واللاذقية وحلب.
وفي محافظة حماة، تراجعت قوات النظام السوري وقوات «حزب الله» الشيعي اللبناني من بلدة كفرنبودة بعد سيطرتها عليها بغطاء جوي روسي في إطار مساعيها لمحاصرة مدينة خان شيخون حيث تتواجد جبهة النصرة. وأعلن جيش الفتح في بيان على حسابه على تويتر «بدء غزوة تحرير حماة» داعياً مقاتلي الفصائل إلى أن «يشعلوا الجبهات من داخل محاورهم». وفي ريف حلب الشمالي، افاد المرصد بمقتل 7 مدنيين بينهم 4 أطفال جراء قصف لطائرات حربية على بلدة حيان. كما قتل 12 مدنياً بينهم طفلان وأصيب العشرات جراء غارات جوية استهدفت بلدة عين ترما في غوطة دمشق الشرقية. وفي اللاذقية، أغلقت السلطات القسم المدني من مطار حميميم الذي تتخذه الطائرات الروسية قاعدة لها لمدة 90 يوماً قابلة للتجديد «نتيجة الازدحام الجوي الناجم عن حركة الإقلاع والهبوط للطائرات الحربية»، وفق ما أوضح مصدر داخل المطار.
وأكد المرصد «وصول إمدادات أسلحة روسية جديدة بالتزامن مع نقل إيران الآلاف من مقاتليها إلى سوريا عبر هذا المطار». وبحسب مصدر سوري، يسعى النظام انطلاقاً من حماة جنوباً واللاذقية غرباً إلى استعادة السيطرة على محافظة ادلب الذي يسيطر عليها جيش الفتح.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي قصف موقعين في هضبة الجولان المحتلة رداً على سقوط صواريخ أطلقت من سوريا صباح أمس في الجزء المحتل منه بدون إيقاع أضرار أو إصابات. سياسياً، قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس في الرياض إن موقف المملكة بشأن سوريا لم يتغير وإنه لا مستقبل للرئيس بشار الأسد في سوريا.
من جهته، دعا فابيوس روسيا إلى استخدام نفوذها لإيقاف استخدام القوات الحكومية السورية للبراميل المتفجرة. وقال إن باريس تريد ضمان أن تظل المؤسسات السورية قوية وعدم حدوث مزيد من الفوضى في سوريا.
وفي إطار مساعي التنسيق بين موسكو وواشنطن في سوريا، ندد الرئيس فلاديمير بوتين بانعدام التعاون مع الولايات المتحدة حول سوريا. من جهة أخرى، قال مسؤولان كبيران إن تركيا حذرت الولايات المتحدة وروسيا إنها لن تقبل أن يحقق مقاتلو فصيل كردي مكاسب على الأرض قرب حدودها في شمال غرب سوريا.
وقال مسؤول متحدثاً عن إمكانية عبور قوات كردية سورية نهر الفرات لتوسع نطاق سيطرتها في مناطق على الحدود التركية انطلاقاً من كردستان العراق صوب مناطق ساحلية مطلة على البحر المتوسط «هذا خط فاصل بالنسبة لنا. لا مزاح في هذا».
وتخشى تركيا من أن التقدم الذي تحققه وحدات حماية الشعب -التي يدعمها الجناح السياسي في تركيا لحزب الاتحاد الديمقراطي- على الجانب السوري من حدودها سيذكي التطلعات الانفصالية بين الاكراد الاتراك في جنوب شرق البلاد. لكن واشنطن أيدت وحدات حماية الشعب الكردية كقوة فعالة في محاربة «داعش».
وفي العراق، قال رئيس لجنة الدفاع والأمن في البرلمان العراقي حاكم الزاملي إن العراق بدأ في قصف أهداف لتنظيم «داعش» بمساعدة مركز مخابرات جديد يضم ممثلين عن روسيا وإيران وسوريا.