عواصم - (وكالات): قتل 3 إسرائيليين وأصيب آخرون في هجومين منفصلين في القدس المحتلة صباح أمس، أحدهما داخل حافلة بالسلاح الناري والثاني عندما صدم شخص مارة بسيارته قبل أن يهاجمهم بسكين، في يوم غضب فلسطيني ضد الاعتداءات الإسرائيلية في القدس المحتلة والضفة الغربية وقطاع غزة، فيما أعلنت مصادر فلسطينية استشهاد 30 فلسطينياً وإصابة 1500 بنيران جيش الاحتلال منذ بداية الشهر.
واستشهد فلسطيني من المنفذين الثلاثة للهجومين، بينما أصيب الاثنان الآخران بالرصاص حسبما أعلن المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد.
وأوردت وسائل الإعلام الفلسطينية أن منفذي الهجومين الثلاثة من حي جبل المكبر في القدس الشرقية المحتلة. وتابع المتحدث أن الهجوم داخل حافلة تعمل على خط رقم 78 في القدس الشرقية أدى إلى مقتل إسرائيلي في الستين ووفاة آخر متأثراً بجروحه.
وبعدها بقليل، قام شخص بصدم مارة قرب موقف للحافلات في شارع لليهود المتشددين في القدس الغربية قبل أن يترجل من السيارة ويهاجمهم بسكين ما أدى إلى مقتل شخص وإصابة آخر. بينما أصيب مرتكب الهجوم. وقبل ذلك أقدم فلسطيني على طعن إسرائيلي في مدينة رعنانا شمال تل أبيب إلا أن المارة سرعان ما سيطروا عليه. وتعقد الحكومة الإسرائيلية الأمنية المصغرة التي تضم المسؤولين الحكوميين الكبار اجتماعاً طارئاً مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وقد تلجأ الحكومة إلى إجراء متشدد يقضي بإغلاق الأحياء الفلسطينية في القدس الشرقية المحتلة، بحسب المتحدثة باسم الشرطة لوبا سمري.
كما أنها قد تقوم أيضاً بتسهيل إجراءات الحصول على سلاح للإسرائيليين «للدفاع عن النفس».
وما زال التوتر مستمراً في الضفة الغربية المحتلة حيث دعا الفلسطينيون إلى «يوم غضب» واندلعت مواجهات جديدة مع إلقاء المئات من الفلسطينيين الحجارة على الجنود الإسرائيليين قرب مستوطنة بيت أيل قرب رام الله وحاجز قلنديا العسكري بين رام الله والقدس وبيت لحم. وأصيب 15 فلسطينياً بالرصاص الإسرائيلي. ويشعر الشبان الفلسطينيون بإحباط مع تعثر عملية السلام واستمرار الاحتلال الإسرائيلي وزيادة الاستيطان في الأراضي المحتلة بالإضافة إلى ارتفاع وتيرة هجمات المستوطنين على القرى والممتلكات الفلسطينية. من جانبه، قال وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز المقرب من نتنياهو «ليس هناك وصفة سحرية، في الانتفاضتين السابقتين استغرقنا الأمر أياماً وأسابيع وحتى سنوات للتغلب عليها، وآمل هذه المرة أن يتم الأمر بسرعة أكبر».
بينما أعلن أمين سر منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات في رام الله أن السلطة بدأت «تجميع المعلومات لتقديم وإحالة 3 ملفات لرئيس الوزراء نتنياهو ورئيس دفاعه وقادة الأجهزة الأمنية ووضع الملفات بشكل فوري أمام الجنائية الدولية وتحميلهم المسؤولية الكاملة» مشيراً إلى أن ما يحدث في القدس هو «إعدامات جماعية». من جانبه، اتهم وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في حفل أقيم في مقر الأمم المتحدة في جنيف إسرائيل بتنفيذ «أعمال قتل خارج القانون» بحق فلسطينيين.
وانتقدت الأمم المتحدة «الاستخدام المفرط للقوة» من قبل إسرائيل ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة ودعتها إلى إعادة النظر في الأمر.
من ناحية أخرى وافقت جامعة الدول العربية على عقد اجتماع وزاري طارئ لبحث تصعيد بين الفلسطينيين وإسرائيل بدأ قبل نحو أسبوعين.
ودعت الإمارات لعقد الاجتماع خلال مناقشات أجراها المندوبون الدائمون بمقر الجامعة العربية في القاهرة قال خلالها مندوب الإمارات محمد بن نخيرة الظاهري إن بلاده «ترى ضرورة عقد اجتماع وزاري طارئ وعاجل لبحث الانتهاكات والاعتداءات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين».
وتنذر موجة العنف الحالية باندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد انتفاضتي 1987-1993 و2000-2005.
وامتد التوتر الذي بدأ قبل أسابيع في القدس الشرقية والضفة الغربية المحتلتين إلى عرب الداخل.
وأعلنت لجنة المتابعة العربية العليا إضراباً عاماً في المدن العربية داخل «أراضي 48». بالإضافة إلى تظاهرة في بلدة سخنين. وعم الإضراب الشامل مدناً وقرى وبلدات عربية في الأراضي المحتلة.
وأضرب الطلاب في المدارس العربية كما أضربت مدينة الناصرة كبرى المدن العربية وبلدات الجليل.
وقال رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة محمد بركة إن «الفلسطينين لم يبادروا للتصعيد، ومن بادر هو نتنياهو بعد خطاب محمود عباس في الأمم المتحدة لأنه يريد تحويل الصراع السياسي والاحتلال الإسرائيلي إلى صراع ديني».