روسيا تنفذ 41 طلعة جوية وتقصف 40 هدفاً بسوريا خلال 24 ساعة
معارك بين «داعش» وفصائل معارضة وسط استعداد جيش الأسد للهجوم
برلين تدعو واشنطن وموسكو لتجنب نزاع مباشر حول سوريا
«كاثاي باسيفيك» تعلق رحلاتها فوق إيران بعد إطلاق صواريخ روسية نحو سوريا
الصين لا تعتزم إرسال سفن حربية لسوريا
عواصم - (وكالات): أعلن مسؤولون أمريكيون وأيرانيون أن آلافاً من الجنود الإيرانيين بقيادة قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني موجودون في سوريا لشن هجوم مع قوات الرئيس بشار الأسد ضد قوات المعارضة في مناطق في حلب شمال البلاد.
وليس وجود ضباط وجنود إيرانيين في سوريا جديداً، لكن إعلان مسؤولين إيرانيين وجود أعداد كبيرة من الجنود يقودهم سليماني، فذلك يعد إعلاناً يوازي إعلان روسيا إطلاق يدها عسكرياً في الأجواء السورية.
وبحسب المعلومات التي رشحت، فإن القوات الإيرانية ستشارك مع قوات النظام وميليشيات «حزب الله» الشيعي اللبناني في هجوم بري واسع على مناطق في محافظة حلب تستهدف مراكز المعارضة هناك، تدعمهم الطائرات الحربية الروسية، كما يستهدف الهجوم البري محافظة حماة التي أطلق فيها الثوار معركة تحريرها.
وقال مسؤولان إقليميان بارزان إن إيران أرسلت آلاف الجنود الإضافيين إلى سوريا في الأيام الأخيرة لدعم عملية عسكرية جارية في محافظة حماه تحضيراً للعملية في حلب.
وفي إشارة إضافية على الدور المحوري لإيران في دعم الأسد وصل وفد برلماني إيراني إلى دمشق كما انتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صورة لقاسم سليماني غرب سوريا.
وبدا سليماني في الصورة مرتدياً ملابس قاتمة في منطقة أحراج شمال محافظة اللاذقية وهو يخاطب عبر مكبر للصوت الضباط الإيرانيين ومقاتلي جماعة «حزب الله» الشيعي اللبناني بلباسهم المموه.
في المقابل، تستخدم قوات المعارضة صواريخ تاو الأمريكية المضادة للدروع في تدمير دبابات قوات النظام ودروعه على الجبهات الساخنة في وقت أعلن وزير الدفاع الأمريكي استمرار المباحثات العسكرية بين واشنطن وموسكو. وقد بدأ جيش الأسد عملية عسكرية في تخوم دمشق انطلاقاً من حي جوبر الإستراتيجي الواقع تحت سيطرة الفصائل المقاتلة لضمان أمن أحياء العاصمة. ويتزامن ذلك مع خوض «داعش» اشتباكات عنيفة ضد الفصائل المقاتلة شمال البلاد.
وفي إطار تنسيق الضربات الجوية، أعلن وزير الدفاع الأمريكي أشتون كارتر أن القادة العسكريين الروس والأمريكيين سيعقدون جولة جديدة من المحادثات لتجنب أي اصطدام بينهما في الأجواء السورية.
ورأى أنه «على روسيا التحرك باحتراف في الأجواء السورية والامتثال لإجراءات السلامة الأساسية»، مشدداً على أنه «حتى مع استمرار خلافنا السياسي حول سوريا، يجب أن نكون قادرين على الاتفاق على الأقل بشأن التأكد من سلامة أفراد قواتنا الجوية قدر الإمكان».
ويأتي استئناف المحادثات بعد إعلان وزارة الدفاع الأمريكية رصد طائرات التحالف وروسيا وجودها بصرياً على بعد أميال عدة في الأجواء السورية.
وأكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف توصل البلدين إلى اتفاق بهذا الصدد وقال «سيصبح الاتفاق مفعلاً في أي وقت».
وأعلن لافروف أمام البرلمان أن واشنطن امتنعت عن استقبال وفد روسي رفيع المستوى لبحث الملف السوري كما رفضت إرسال وفد أمريكي إلى موسكو.
وتشن روسيا منذ 30 سبتمبر الماضي ضربات جوية تستهدف «المجموعات الإرهابية» في سوريا، في حين تعتبر دول غربية أن هدفها الفعلي دعم قوات النظام كما تنتقد استهدافها لفصائل تصنفها بأنها «معتدلة».
ويشن الجيش السوري منذ 7 أكتوبر الحالي عملية برية واسعة مدعوماً بغطاء جوي روسي لاستعادة مناطق وسط وشمال غرب البلاد تخضع بمعظمها لسيطرة فصائل إسلامية ومقاتلة. وحدد السفير الروسي في دمشق ألكساندر كينشتشاك الجهات التي يستهدفها القصف الروسي وتضم بالإضافة الى جبهة النصرة وتنظيم الدولة كلا من «جيش الإسلام» وحركة «أحرار الشام» و»جيش الشام».
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن طائراتها قصفت 40 «هدفاً» في الساعات الـ24 الماضية في محافظات حلب وإدلب واللاذقية وحماه ودير الزور.
وأعلن مصدر عسكري في دمشق «بدأ الجيش عملية عسكرية لتوسيع قطر الأمان حول القطاعات التي يسيطر عليها انطلاقا من حي جوبر». وأوضح أن الجيش يستهدف الحي بقصف مدفعي وجوي في عمليات «محدودة نوعية وفعالة».
ويتهم النظام المسلحين المتحصنين في جوبر بإطلاق قذائف تستهدف العاصمة، وسقط آخرها في محيط ساحة العباسيين وحي مزة 86. وشمال البلاد، وبعد اشتباكات عنيفة في محيط بلدة تل جبين وقرية احرص في ريف حلب الشمالي سيطر «داعش» على أجزاء من الأخيرة، بحسب المرصد.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن إن «الاشتباكات العنيفة في محيط تل جبين أغلقت الطريق الرئيس بين مدينة حلب وأعزاز القريبة من الحدود التركية» والتي يستخدمها مقاتلو الفصائل لنقل الإمدادات.
وتسببت الاشتباكات بمقتل 13 من التنظيم و7 من مقاتلي الفصائل بينهم قياديان.
وأوضح الناشط ومدير وكالة «شهبا برس» المحلية في حلب مأمون الخطيب أن الفصائل «خسرت في الأيام الأخيرة مناطق استراتيجية عدة في ريف حلب الشمالي لصالح تنظيم «داعش»». وأشار إلى أنه «في حال سيطر الأخير على تل جبين بالكامل تصبح الفصائل محاصرة بين التنظيم وقوات النظام».
من جانبه، دعا وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير واشنطن وموسكو إلى تجنب أن يتحول تدخلهما العسكري في سوريا إلى نزاع روسي أمريكي.
ومن المقرر أن يزور شتاينماير إيران غداً الجمعة في جولة شرق أوسطية تشمل أيضاً السعودية والأردن وتتمحور حول النزاع في سوريا.
وفي تطور آخر، قالت الصين إنها لا تعتزم إرسال سفن حربية إلى سوريا للقتال إلى جانب روسيا بعد تقارير أوردتها وسائل إعلام أفادت بعزم بكين القيام بذلك.
من جانب آخر، علقت شركة طيران هونغ كونغ «كاثاي باسيفيك» رحلاتها فوق إيران وبحر قزوين بعد نشرة أمنية أصدرتها الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران بخصوص إطلاق صواريخ روسية باتجاه سوريا.