أكد المسؤول عن عيادة مكافحة التبغ بإدارة الشؤون الصحية والاجتماعية بوزارة الداخلية د.صلاح عبدالوهاب، أن العيادة الجديدة تجسد الشراكة المجتمعية الحقيقية بين الوزارة والعيادات والجمعيات المتخصصة العاملة في المجال، مشيراً إلى أن هدف العيادة الرئيس هو الحد من انتشار آفة التدخين المهلكة والمستنزفة للطاقات البشرية والموارد المالية للوطن.
وقال لوكالة أنباء البحرين «بنا» إن العيادة تضطلع بدور كبير في نشر التوعية بأضرار التدخين والحد من انتشاره بين منتسبي وزارة الداخلية وأسرهم، ومساعدة متعاطي التبغ وتشجيعهم وحثهم على الإقلاع، حتى الوصول إلى وزارة خضراء خالية من التبغ.
وأضاف أن العيادة تعنى أيضاً بإجراء الإحصاءات والبحوث العلمية المتخصصة، وتعد رافداً أصيلاً يصب في بوتقة الخدمات الصحية المتنوعة التي تقدمها إدارة الشؤون الصحية والاجتماعية لمنتسبي الوزارة وأسرهم.

*هل تحدثنا عن فكرة إنشاء العيادة وخدماتها؟
يأتي إنشاء عيادة مكافحة التبغ تنفيذاً لتوجيهات وزير الداخلية، ما يؤكد مدى اهتمامه بالجانب الصحي لرجال الأمن ومنسوبي الوزارة، حيث بدأ هذا المشروع بفكرة طموحة من د.محمد العليان وبرعاية كريمة من الوكيل المساعد للشؤون الإدارية العميد الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، والغاية من ذلك الحفاظ على صحة وسلامة منتسبي الوزارة من عسكريين ومدنيين، وتقديم العلاج المناسب والتوعية بمخاطر التدخين.
ويوجد لدينا طريقتين للتسجيل بعيادة مكافحة التبغ والاستفادة من خدماتها، وهو التسجيل المباشر عبر الاستقبال الرئيسي للمركز الصحي، أو من خلال التحويل عبر أطباء المركز.
* هل يقتصر العلاج والاستشارات على منسوبي وزارة الداخلية؟
بالطبع لا، فدائرة المستفيدين من خدمات العيادة متسعة، حيث أنها تقدم خدماتها العلاجية والاستشارية والتوعوية لمنتسبي الوزارة وأسرهم من داخل المركز الصحي للأمن العام وبالإدارات المختلفة للوزارة.
وتقدم خدماتها لفئات المجتمع المختلفة، من خلال المشاركة في فعاليات المحافظات والمؤسسات المجتمعية المختلفة كالمدارس والجامعات، والمرافق الحكومية والمجمعات التجارية والأماكن العامة، وتنظيم المعارض التوعوية والعيادات الاستشارية المتنقلة.

* ما فعاليات العيادة في مجال التوعية وعلاج المدخنين؟
منذ افتتاح العيادة، وبالدعم المتواصل من قبل الوكيل المساعد للشؤون الإدارية، ومدير الإدارة محمد العليان، نظمت العيادة وشاركت في العديد من الفعاليات منها محاضرات توعوية بأضرار التبغ للمرشحين بالأكاديمية الملكية العسكرية للشرطة وللموقوفين، فضلاً عن العيادات الاستشارية للإقلاع عن التبغ للنزلاء والموقوفين، والمعارض التوعوية للتعريف بأضرار التبغ بفعاليات المحافظات المختلفة.
ونظمت العيادة فعالية توعوية متكاملة لكافة منسوبي الموارد البشرية بوزارة الداخلية، اشتملت على معارض توعوية للتعريف بأضرار تعاطي التبغ، والاحتفال باليوم العالمي لمكافحة التدخين، وتقديم العيادة لخدماتها التوعوية والاستشارية من داخل المركز الصحي للأمن العام طوال هذه الفترة.

* ماذا عن تقنيات وبرامج العيادة للتوعية بأضرار تعاطي التبغ؟
وفرت إدارة الشؤون الصحية والاجتماعية كافة التجهيزات اللازمة للعيادة ومنها، طاقم طبي مؤهل ذي خبرة في مجال مكافحة تعاطي التبغ، ودعمت العيادة بأحدث التقنيات والبرامج لشرح أضرار تعاطي التبغ وإيصال المعلومة للمتلقين ومن بينها جهاز قياس نسبة أول أكسيد الكربون في رئة المدخن، عبوات توضح القطران المترسب من تدخين 10 سجائر خلال عام واحد، نموذج يوضح الفرق بين الرئة السليمة ورئة المدخن المصابة بمرض التمدد الرئوي وسرطان الرئة.
ومن بين البرامج والتقنيات الأخرى تجربة توضح تأثر المدخن السلبي، نموذج يوضح مراحل موت رئة المدخن، صندوق يوضح الآثار المختلفة للتدخين، وآخر يوضح الآثار المختلفة للتدخين السلبي، وثالث للآثار المختلفة للتبغ الغير مدخن، كما تم تزويد العيادة بالعديد من الوسائل التوعوية المتنوعة تسهم في توصيل المعلومة للمستهدفين، وأصدرت العيادة كتيب «التدخين وآثاره على الصحة» لتوزيعه على المنتفعين.

* هل لك أن تسلط الضوء على مخاطر التدخين؟
من المهم أن نعرف أن الخطر يبدأ من التبغ الذي هو الأساس، حيث ينقسم من ناحية الاستخدام إلى تبغ مدخن أو مشعل ويشمل «السجائر، الشيشة، السيجار، المدواخ، والبايب، وغيره»، وغير المدخن أو غير المشعل ويشمل «المضغة، السفه، السويكه، التنباك، والصعوط، وغيره».
ويتعدى خطر تدخين المدخن إلى كل من حوله ممن يستنشقون دخان السيجارة أو الشيشة التي يدخنها فيصبح مدخناً سلبياً، وبهذا يكون عرضة للإصابة بالكثير من الأمراض المقعدة بما فيها تحسس العيون وحالات الربو والسرطانات المختلفة وتشوه وإجهاض الأجنة حتى وإن كانت الحامل مدخنة سلبية.
أما ما يعانيه المدخن جراء التدخين فإن آثاره تمتد إلى جميع أجزاء الجسم، حيث يكون عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض، منها ما يصيب الفم والحلق كرائحة التنفس الكريهة، ضعف حاسة التذوق، احتقان في الحلق وسرطان الشفتين والفم والحلق وسرطان الحنجرة والبلعوم.
ومنها ما يصيب الأسنان كتغير لونها، والتهابات اللثة، ومنها أمراض القلب بمختلف أنواعها كتصلب الشرايين وانسدادها وغيرها، إضافة لأمراض العيون والتهابات الأذن والجيوب النفية.
ولا يتوقف تأثير التدخين على ذلك فحسب، وإنما يشمل أمراض أخرى وآثار صحية ونفسية عديدة منها القلق والإدمان والأعراض الانسحابية والسرطانات بأنواعها سواء للرجال أو النساء، وأمراض الأوعية الدموية الطرفية والشيخوخة المبكرة والسعال المزمن وضيق التنفس والعقم والإجهاض والولادة المبكرة.