رويترز - قربت أسعار العقود الآجلة للنفط أمس الخميس إلى أدنى مستوى في أسبوع ونصف مع استمرار تخمة المعروض في السوق بينما وسع النفط الأمريكي خسائره بفعل زيادة المخزونات المحلية.
ارتفع خام برنت أربعة سنتات إلى 49.18 دولار للبرميل بعد أن أنهى تعاملات الأربعاء الماضي على هبوط تسعة سنتات عند 49.15 دولار للبرميل. وانخفض برنت إلى 48.71 دولار للبرميل في الجلسة السابقة وهو أدنى مستوى منذ الخامس من أكتوبر.
ونزل الخام الأمريكي 20 سنتاً إلى 46.44 دولار للبرميل ليوسع خسائره حتى الآن هذا الأسبوع بعد أن نزل سنتين في آخر تسوية عند 46.64 دولار للبرميل.
وقالت مجموعة أستراليا ونيوزيلندا المصرفية في مذكرة «لايزال الخام الأمريكي تحت ضغط مع تحول التركيز إلى مخزونات النفط الأمريكي. وبدأت الفترة الطويلة لانخفاض أسعار النفط تؤثر على الوضع الائتماني للشركات».
وأظهرت بيانات من معهد البترول الأمريكي أن مخزونات النفط الأمريكي ارتفعت 9.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في التاسع من أكتوبر إلى 465.96 مليون برميل مقابل توقعات المحللين بزيادة قدرها 2.8 مليون برميل. وقال معهد البترول الأمريكي إن مخزونات النفط في كوشينج بأوكلاهوما ارتفعت 1.4 مليون برميل.
وتظهر بيانات لقطاع النفط جمعتها رويترز ومؤسسات مهمة تصدر توقعات لسوق الطاقة أن كبار مصدري النفط في العالم ضخوا أكثر من نصف مليار برميل فوق المطلوب في الأشهر التسعة الأولى من العام الحالي.
وتفيد تقديرات لرويترز أن منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ضخت في المتوسط 31.20 مليون برميل من النفط يومياً بين يناير وسبتمبر أي ما يزيد أكثر من مليوني برميل يومياً فوق حجم الطلب على إمدادات المنظمة.
ويزيد إجمالي ذلك على 550 مليون برميل من الخام جميعها بحاجة إلى التخزين في مكان ما.
وكانت الدول الرئيسة في أوبك بقيادة السعودية قررت قبل عام تقريباً التركيز على بناء الحصة السوقية بدلاً من الدفاع عن أسعار النفط ونجم عن ذلك تخمة ضخمة في المعروض دفعت السوق إلى أدنى مستوياتها في ست سنوات.
وبلغ سعر خام برنت القياسي حوالي 49 دولاراً للبرميل اليوم. كان الخامس سجل في أغسطس أدنى مستوياته منذ مارس 2009 نزولاً من ذروته فوق 115 دولاراً للبرميل التي سجلها في يونيو 2014.
وتنامت مخزونات النفط في أنحاء العالم هذا العام لتبلغ مخزونات الوقود التجارية في الاقتصادات الصناعية المتقدمة مستوى قياسياً مرتفعاً عند 2.94 مليار برميل في أغسطس، بحسب وكالة طاقة الدولية.
وتظهر بيانات من وكالة الطاقة وأوبك والحكومة الأمريكية أن تخمة المعروض العالمي من النفط الخام الذي تنتجه أوبك بلغت 2.64 مليون برميل يومياً في الربع الثاني من العام.
وتراجع الفائض إلى حوالي 1.69 مليون برميل يومياً في الربع الثالث لكن لا يبدو أنه سيتلاشى وتشير تقديرات مؤسسات التوقعات الكبيرة بسوق النفط إلى زيادة المخزونات في 2016.
وقد تتفاقم تخمة المعروض في حالة رفع العقوبات المفروضة على إيران في العام القادم كما يتوقع دبلوماسيون كثيرون.
وقالت وكالة الطاقة الدولية التي مقرها باريس «تباطؤ نمو الطلب المتوقع في العام القادم والإمدادات الإيرانية الإضافية المتوقعة -في حالة تخفيف العقوبات الدولية- سيبقيان تخمة المعروض بالسوق على الأرجح في 2016».