تنسيق روسي إسرائيلي
في أجواء سوريا
موسكو تقصف 32 هدفاً خلال 24 ساعة
الطائرات الروسية والتركية خاضت 13 مواجهة خطيرة قرب سوريا
عواصم - (وكالات): قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن «السعودية وتركيا ملتزمتان بدعم المعارضة السورية»، فيما اعتبر نظيره التركي فريدون سينيرلي أوغلو أن «موسكو ترتكب خطأ واضحاً بتدخلها في سوريا»، مشيراً إلى أن «تدخل روسيا لن يجلب الخير إلى سوريا»، مضيفاً أنه «لابد من فترة انتقالية في سوريا وفق مبادئ «جنيف1»، ولن نقبل باستمرار حكم بشار الأسد الذي لا يسيطر سوى على 14% من البلاد». في غضون ذلك، بدأ جيش الرئيس بشار الأسد حملة عسكرية جديدة في محافظة حمص وسط البلاد بإسناد جوي روسي، في وقت أعلنت موسكو تنسيق عملياتها الجوية في سوريا مع إسرائيل بعد واشنطن. ويأتي ذلك في وقت ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بـ»الموقف غير البناء» للولايات المتحدة في سوريا مع إعلان بلاده قصف 32 هدفاً في سوريا خلال الساعات الـ24 الأخيرة. ووسع جيش النظام السوري نطاق عملياته البرية لتشمل محافظة حمص وتحديداً ريفيها الشمالي والشمالي الغربي بدعم من «حزب الله» الشيعي اللبناني والطائرات الروسية. وتزامن ذلك مع استمرار العملية البرية في محافظة حماة وسط البلاد للسيطرة على مناطق إستراتيجية تكون بمثابة مدخل قوات النظام إلى إدلب شمال غرب البلاد. وتدور المعارك الأساسية حالياً في محيط بلدة السرمانية في ريف حماة الشمالي، كون السيطرة عليها تعني فتح الطريق أمام الجيش السوري إلى جسر الشغور. وتعتبر السيطرة على جسر الشغور واحدة من أهم أهداف العملية في حماة كونها منطقة تربط محافظة اللاذقية غرباً بإدلب والجارة الشمالية تركيا.
وتخضع محافظة إدلب بكاملها، باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا، لسيطرة جيش الفتح وهو عبارة عن تحالف من فصائل إسلامية بينها جبهة النصرة.
وعلى جبهة حمص، نقل التلفزيون الرسمي عن مصدر عسكري أن الجيش بدأ عملية في ريفيها الشمالي والشمالي الغربي، مشيراً إلى أنه أحكم سيطرته على بلدة خالدية الدار الكبيرة في الريف الشمالي الغربي.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان «تستمر الاشتباكات العنيفة بين قوات النظام والمسلحين الموالين لها من جهة، والفصائل الإسلامية والمقاتلة من جهة أخرى في الأطراف الجنوبية لمدينة تلبيسة».
وتسيطر الفصائل المقاتلة على تلبيسة منذ عام 2012، وفشلت كافة محاولات قوات النظام لاستعادتها منذ ذلك الحين. وتكمن أهميتها في أنها تقع على الطريق الرئيس بين مدينتي حمص وحماة.
وتخضع مدينة حماة لقوات النظام التي تسيطر أيضاً على مدينة حمص، مركز المحافظة، باستثناء حي الوعر المحاصر. ويبدو أن العملية البرية الجديدة تهدف إلى ضمان أمن الطريق بين المدينتين إذ تسيطر الفصائل المقاتلة والإسلامية وبينها جبهة النصرة - فرع تنظيم القاعدة في سوريا - على مناطق عدة في محيطه.
وأكد مصدر عسكري سوري أن «العملية مستمرة حتى تحقيق أهدافها في تأمين محيط حمص الشمالي، وقطع أي تواصل بين مسلحي حماة ومسلحي حمص».
وأعلنت روسيا قصف 32 هدفاً لتنظيم الدولة «داعش» في سوريا خلال 24 ساعة، موضحة أن طائراتها أغارت على مواقع في محافظات دمشق وإدلب وحماة وحلب ودير الزور.
وتجنباً لأي حوادث بين الطائرات الروسية والإسرائيلية في الأجواء السورية، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إقامة «خط مباشر» مع تل أبيب. ونقلت وكالة أنباء إنترفاكس عن المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشنكوف أن «تبادلاً للمعلومات حول تحركات الطيران تم عبر إقامة خط مباشر بين مركز قيادة الطيران الروسي في قاعدة حميميم الجوية في سوريا ومركز قيادة سلاح الجو الإسرائيلي».
وبات المجال الجوي السوري مكتظاً بالمقاتلات إذ تقود الولايات المتحدة أيضاً منذ صيف 2014 تحالفاً دولياً ضد «داعش». في السياق ذاته، نقلت وكالات أنباء روسية عن نائب وزير الخارجية التركي علي كمال إيدين قوله خلال زيارة لموسكو إن الطائرات الروسية والتركية خاضت 13 مواجهة خطيرة بين 3 و10 أكتوبر الحالي.
وأضاف أن هذه المواجهات حدثت بالقرب من الحدود مع سوريا. وقد أجرت واشنطن وموسكو خلال الفترة الأخيرة مباحثات حول تأمين الأجواء السورية. وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية إن الطرفين قد يوقعان اتفاقاً خلال الأيام المقبلة. ورغم ذلك ندد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «بالموقف غير البناء» لواشنطن التي ترفض بحسب قوله مبدأ تبادل زيارات وفود من البلدين لبحث النزاع السوري. وتقول روسيا إنها عرضت على الولايات المتحدة توجه وفد من المسؤولين الأمريكيين إلى موسكو للتباحث في الأزمة السورية. وإزاء تحفظ واشنطن اقترحت توجه وفد برئاسة رئيس الوزراء ديميتري مدفيديف إلى واشنطن. إلا أن الولايات المتحدة رفضت الاقتراحين، وفق ما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف.
أما إيران الداعم الأساسي للنظام السوري فأعربت عن استعدادها لدرس إرسال مقاتلين إلى سوريا في حال طلبت دمشق ذلك. وكانت مصادر عسكرية سورية تحدثت عن وصول آلاف المقاتلين الإيرانيين خلال الأيام الأخيرة إلى مطار حميميم العسكري في جنوب مدينة اللاذقية غرباً لدعم جيش الأسد في عملياته.
من جانبه، قال نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون إن المنظمة الدولية ترى أن هناك 4 مناطق في سوريا يمكن محاولة وقف إطلاق النار فيها وتأمل، بعد التصعيد الأخير في الحرب، أن تسنح فرصة لإجراء محادثات سياسية.