عواصم - (وكالات): تواصلت هجمات المقاومة الفلسطينية ضد المستوطنين الإسرائيليين في أجزاء من مدينة القدس المحتلة بعد ساعات من بدء القوات الإسرائيلية عملية أمنية كبيرة في الأحياء العربية للمدينة المقدسة.
ولم تفلح الإجراءات التي أعلنتها حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في إيقاف هجمات عناصر المقاومة. وتمركز عناصر من الشرطة ومن حرس الحدود في مواقع غير معهودة منذ سنوات مثل الخط المخصص للدراجات الهوائية الذي يعبر المدينة وهم يراقبون بحذر شديد الساحات العامة والمحاور والتقاطعات الرئيسية.
ومن المفترض وصول تعزيزات حجمها أكثر من 300 عنصر إضافي غالبيتهم في القدس لدعم الشرطة حسبما أعلن المتحدث باسم الشرطة ميكي روزنفيلد. وتتولى الشرطة قيادة الانتشار.
وتعود آخر عملية انتشار كبيرة للجيش داخل مدن إسرائيلية إلى عام 2002 خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية ورافقتها عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية المحتلة، بحسب مصدر قريب من أجهزة الأمن.
وتتوالى صفارات الإنذار وأحيانا كثيرة دون مبرر، فالقلق المتزايد يدفع الإسرائيليين إلى شراء الأسلحة بشكل كثيف. وأظهرت صور نشرتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» الواسعة الانتشار ليهودية داخل حافلة تحمل مرقاقاً للعجين وصور لآخرين يحملون عصي معاول ومكانس.
وشهدت مشارف محطة الحافلات في القدس الشرقية تحركات واسعة لحشود دب فيها الذعر عندما لاحق شرطيون فلسطينياً طعن مسنة في الهجوم الأخير من نوعه. وفي النهاية استشهد الفلسطيني برصاص الشرطة.
وكانت الحكومة الإسرائيلية أعلنت في وقت سابق اتخاذ سلسلة من الإجراءات لوقف المقاومة الفلسطينية التي بلغت حداً أقصى الثلاثاء الماضي بمقتل 3 إسرائيليين بهجوم بالسيارة وبسلاح ناري للمرة الأولى منذ بدء أعمال العنف في الأول من أكتوبر الحالي. وأوقعت أعمال العنف 7 قتلى من الإسرائيليين وعشرات الجرحى وقرابة 30 شهيداً فلسطينياً العديد منهم نفذوا هجمات بالإضافة إلى مئات الجرحى. وبالإضافة إلى التعزيزات، أجازت الحكومة أيضاً تطويق أحياء فلسطينية في القدس الشرقية التي احتلتها في 1967. يشار إلى أن غالبية منفذي الهجمات من القدس الشرقية. وكانت الحكومة حذرت من أن إسرائيل ستواصل هدم منازل منفذي الهجمات ومصادرة أملاكهم ولن تسلم جثثهم إلى ذويهم. وعند حواجز التفتيش التي أقيمت منذ الأربعاء الماضي، يدقق عناصر الشرطة في السيارات الواحدة تلو الأخرى القادمة من حي راس العمود الذي خرج منه أحد منفذي الهجمات.
ويشدد الخبراء على شبه استحالة تفادي الهجمات بالسكين التي يقوم بها أشخاص بمفردهم. وبدت السلطات الإسرائيلية عاجزة على غرار الفلسطينيين عن التهدئة بينما يجد الشبان الذين ضاقوا ذرعاً بالاحتلال والاستيطان تشجيعاً في الشبكات الاجتماعية.
وتبادل عباس ونتنياهو الاتهامات في كلمتين متزامنتين. وكان التركيز خصوصاً حول صور هجوم بالسكين نفذه شابان فلسطينيان في القدس الشرقية. واتهم المسؤولون الفلسطينيون الشرطيين الإسرائيليين بإعدام المهاجم الأصغر سناً «13 عاماً» بدم بارد.
وفي هذا الإطار من التوتر الشديد من الصعب تحديد أي جانب يمكن أن يعود إلى الدبلوماسية. وقد أعلنت واشنطن أن وزير خارجيتها جون كيري سيتوجه إلى المنطقة «قريباً».
في السياق ذاته، دان وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي جلعاد أردان الإدارة الأمريكية، وذلك بخصوص التصريحات الصادرة عنها التي اعتبرت أن سبب انفجار الوضع في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل هو اعتداءات المستوطنين، وخاصة اقتحامات المسجد الأقصى. ووصف أردان الموقف الأمريكي بالمنافق.