2011 كانت مؤامرة للسيطرة الخارجية على البحرين كمنفذ للانطلاق إلى كل دول الجزيرة العربية
لو لا تدخل السعودية بقيادة خادم الحرمين في لحظة حاسمة لتغير شكل المنطقة إلى الأسوأ
«عاشوراء» مناسبة دينية وهناك من يريد أن يستغلها سياسياً لخدمة ولاية الفقيه
البحرين شهدت مطالبات عديدة لكنها دائماً تتسم بالبعد الوطني
اكتشفنا تهريب الأسلحة من الساحل الإيراني لداخل البحرين بتعاون الأسطول الخامس
قال وزير الخارجية الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة،إن البحرين ليست غريبة على مسألة الحراك الشعبي، وهي دائماً في كل مرحلة من مراحلها كان فيها حراك شعبي، وشهدت تطلعات ومطالبات وشد وجذب، لكنها كانت دائما تتسم بالوطنية، من حيث كيفية تعامل الحكم مع الشعب، أو من حيث عرض المطالب من قبل الشعب للحكم، مشيراً إلى أن البحرين شهدت عدة مراحل من الحراك الشعبي في العشرينات، وفي الخمسينات والستينات والسبعينات، ودائماً هناك أشياء تتطور في البحرين.
ووصف الوزير، في حوار معه نشرته أمس صحيفة «الشرق الأوسط»، الحرب التي تديرها إيران في المنطقة العربية، بأنها حرب رخيصة لا تكلف أموالاً، وأن برنامجها النووي متخلف، وقال الشيخ خالد: «هي حرب رخيصة التي تديرها إيران في المنطقة.
عملاء منتشرون هنا وهناك.. وميليشيات، ليس فيها طائرات ولا بوارج ولا حاملات طائرات ولا جيوش جرارة.. هناك عملاء في البلدان يفجرون ويقتلون». وأوضح أن حلفاء الخليج الغربيين يدركون ما تقوم به إيران من زعزعة للاستقرار، لكن أولويتهم كانت لإيجاد حلول لبرنامج إيران النووي. وهنا قال الشيخ خالد: «البرنامج النووي الإيراني متخلف، لكنه قابل للتطور ويصبح أكثر خطورة.. لكن المخاطر الأخرى تتمثل في نشرها للإرهاب والإرهابيين في المنطقة». وأوضح أن إيران تنقل قوات للحرس الثوري بالآلاف للقتال في سوريا، وتزعزع اليمن، مشيرا إلى أنه «لو لم تأتِ (عاصفة الحزم) في وقتها، لكانت الأوضاع اليوم أكثر خطورة، وكانوا سيطروا على اليمن سيطرة تامة، وهذا يعني حرباً أهلية لن تتوقف في اليمن».
وأضاف الشيخ خالد :«لولا تدخل السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في لحظة تاريخية حاسمة، لتغير شكل المنطقة إلى الأسوأ لعقود مقبلة»، ونفى الوزير وجود انقسام في مجلس التعاون، بشأن «عاصفة الحزم»، والتطورات في اليمن، قائلاً إن «هناك تفاوتاً في الآراء حول كيفية التعامل مع الموضوع. وأوضح أن «دخول قوات التحالف إلى اليمن هدفه مساعدة الشرعية اليمنية، ودحر الانقلابيين، وليس هناك أي هدف لاحتلال اليمن»...وفي مايلي نص الحوار:
البحرين وما سمي
بـ«الربيع العربي»
* نقترب من الخمس سنوات على أحداث فبراير 2011، كيف كانت البحرين؟ وكيف وصلت الآن؟
- وصل للبحرين في 2011 ما وصل للعديد من البلدان العربية.. بالطبع هناك بلدان عربية كانت بها ظروف خاصة، فتونس مثلاً لها ظروفها، وكانت البداية منها، وما زال التونسيون حتى الآن يقولون إن هذه أمور تخص تونس، ولم تكن بأي شكل من الأشكال لها علاقة بأنها جزء من المخطط أن ينتقل من مكان إلى آخر.ومصر لها حكايتها ووضعها وظروفها، وكما نعلم هي القلب، ولا تحتاج إلى أن تتعلم أو تأخذ تجارب الآخرين. لكن هناك من أراد أن يجعل منها جزءاً مما سُمي لاحقاً بـ«الربيع العربي». وهناك من أراد أن يكون هذا الشيء شاملا للعديد من الدول العربية بالآلية نفسها والمنطق والطريقة ذاتها. وبغض النظر عن اختلاف ظروف كل بلد، فإن البحرين ليست غريبة على مسألة الحراك الشعبي. والبحرين دائماً في كل مرحلة كان فيها حراك شعبي، وتطلعات ومطالبات وشد وجذب، لكنها كانت دائماً تتسم بالوطنية، من حيث كيفية تعامل الحكم مع الشعب، أو من حيث عرض المطالب من قبل الشعب للحكم. كانت هناك مراحل في العشرينات، وأخرى في الخمسينات والستينات والسبعينات.. دائماً هناك أشياء تتطور في البحرين.
ولا توجد مقارنة بين البحرين في 2011، والبحرين في 1956 لأن التطور السياسي الذي سار فيه المجتمع البحريني، والآليات التي اكتسبها والدستور وغيرها، لا تجعل هناك مجالاً للمقارنة. الفارق أنه في 2011 كان هناك «البعد الخارجي»، وهو البعد الإقليمي الذي كان يحمل مؤامرة واضحة للسيطرة على البلد. وليس بهدف السيطرة على البلد فقط، لكن البحرين كانت المنفذ إلى بقية الدول في الجزيرة العربية.
* هل تقصد بالبعد الإقليمي إيران؟
- إيران طبعاً.. فكانت هناك مؤامرة واضحة للسيطرة على البلد. كان هناك من دول العالم من دخل في موجة أن هذا هو حراك شعبي، وهذه هي ثورة شعبية.. وكان هذا الكلام أكبر من حجمه، حتى من جاء واتهم شيعة البحرين مثلاً بأنهم من قاموا بهذا الشيء، فإن هذا اتهام غير مقبول، لأننا نعرف أن أهل البحرين، سنتهم وشيعتهم، ولاؤهم للبحرين قبل كل شيء.. لكن هناك مجموعة لها ولاء خارجي، وتُدفع لها الأموال من أجل زرع الفتنة والقيام بمخططات محددة.. وآخر الإثباتات التي كشفت نوع الغطاء السياسي لهؤلاء وعملهم الحقيقي، هو ما نكتشفه في الأيام الحالية من مخابئ أسلحة ومتفجرات من مختلف الأنواع وتهريب، ولم نكتشف هذه الأشياء وحدنا، ولكننا اكتشفناها بالتعاون مع حلفائنا الغربيين وفي المنطقة، وبالأخص حلفاء في الأسطول الخامس، عندما حددوا لنا مسارات التهريب من الساحل الإيراني مباشرة.
فهذه هي الحقيقة التي كانت وراء الأوضاع في 2011، من استغلال وضع سياسي في دول أخرى، ومحاولة إلباسه للبحرين بالقوة، ولذلك فشل المخطط، وخرجت البحرين من أزمة إذا كانت هناك أزمة في 2011، وعدنا اليوم إلى الوضع الذي كنا عليه، وهو أنه لدينا دائما مسائل سياسية تُطرح بين آن وآخر، ويتم فيها التفاهم، ويجري تحقيق تطلعات الشعب والمضي إلى الأمام.
التحديات أمام البحرين
* ولكن ما التحديات أمامكم الآن؟
- التحديات ما زالت كبيرة، لأن هذا التحدي ليس موجهاً للبحرين فقط.. فالتحدي الذي واجهناه من إيران موجَّه للمنطقة كلها. نلاحظ ذلك في العراق، وفي سوريا، والله يعلم ما الذي يجري في سوريا اليوم، من طائرات تنقل الحرس الثوري الإيراني بالآلاف. إلى الأمس كنا نعلم أن هناك نقلاً محموماً لقوات إيرانية وغير عربية أيضاً من مناطق مجاورة على أساس طائفي إلى سوريا لقلب حتى الوضع الديموغرافي في هذا البلد، وهي جريمة كبرى. وفي اليمن، ودعمهم لفصيل معين.. لا نقول الزيديين، فأغلبية الشعب اليمني يتبعون هذه المدرسة الفقهية، التي أتحرج من أن أسميها مذهباً، لأن كلمة مذهب أصبحت إلى حد ما كلمة سياسية، وهذه المدرسة الزيدية كانت تدرس أيضاً في المدارس السعودية الدينية.
ويعمل الإيرانيون على الادعاء أن هذا خلاف طائفي بين سنة وشيعة في اليمن، وهو ليس كذلك. فالحقيقة أن هناك فصيلاً، بل أسرة رجل كان يتحدى الإمام أحمد بن حميد الدين، وهو جد عبد الملك الحوثي، ويقول إنه هو الإمام.. والآن وصلت لهم الأموال والدعم، ومن ثم تحالف مع الرئيس السابق، وظن أنه قادر على أن يسيطر على البلد، ويظهر الصورة على أنها جزء من حملة على الشيعة في العالم أو أنه صراع سني - شيعي، وأن هناك مظلومية.. وهي أمور غير موجودة أبدًا. فهذا ما يجب أن نتنبه له الآن.
لذلك جاءت «عاصفة الحزم». وحقيقة أنه لو لم تأتِ «عاصفة الحزم» في وقتها، لكانت الأوضاع اليوم أكثر خطورة، وكانوا سيطروا على اليمن سيطرة تامة، وهذا يعني حرباً أهلية لن تتوقف في اليمن، لأننا نعرف ما هو الوضع الديموغرافي في اليمن، ونعرف أوضاع الشمال والجنوب ما بين عدن ومحمية عدن تاريخيًا وحضرموت والمهرة التي كانت اليمن الجنوبي، وما بين اليمن الشمالي من حدود اليمن الجنوبي إلى حدود نجران وجازان في السعودية.
ولولا تدخل السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، في لحظة تاريخية حاسمة، لتغير شكل المنطقة إلى الأسوأ لعقود مقبلة، وهنا لا بد من الإشارة إلى أن الرياض لا تبحث عن مصلحتها فقط، بقدر ما هي حريصة، كما كانت دائماً، على استقرار المنطقة، وعدم جرها للقلاقل والخطر.
المسألة اليمنية
* هل ناقشتم المخاطر التالية؟ وما الخطوات التي اتفقتم عليها؟
- كنا ندرك أن ما يحدث في اليمن سيؤدي إلى انقسام البلاد، وأن اليمن الذي اتحد قد ينفصل عن بعضه. وقوع مثل هذا الأمر ليس في صالح دولنا، فاستقرار اليمن مهم، ولذلك كان التحرك بمبادرة جاءت بوزير خارجية اليمن في ذلك الوقت أبو بكر القربي إلى الرياض، ومعه المعارضون اليمنيون بقيادة محمد سالم باسندوه، وكان ممثل الحوثي معهم أيضا.. جاء ولم يرتب أحد هذا اللقاء لهم إلا في الرياض. ثم حدث نقل السلطة، أمام الملك عبد الله (رحمه الله). كان الرئيس (السابق) علي عبد الله صالح حاضرًا. جلس ووقّع. تلك الخطوات هي التي أوصلت اليمن إلى الدخول في مرحلة سياسية انتقالية جديدة، على غرار ما نطمح له في سوريا حسب «جنيف1». جرى تنفيذ هذا في اليمن.
فمن الذي انقلب على الوضع؟ ومن الذي حاول السيطرة على البلد وهدد وقتل وتحالف مرة أخرى مع الرئيس السابق، غير الحوثيين الذين كانوا طرفًا في الانتقال الديمقراطي في اليمن؟ لذلك كانت هناك ضرورة لإيجاد قرار دولي، وهو قرار 2216، والتمسك بهذا القرار حالياً حيوي وواضح، لأنه يحدد كيفية الالتزام بالمسار السياسي الذي سيخرج اليمن من محنته، وسيحمي مصالح جميع دولنا، وبالأخص مصلحة اليمن كدولة واحدة متحدة وجزء من جيرانها. ولذلك، يجب إبراز هذا الدور بحق، فنحن عندما نجلس مع كبار المسؤولين الدوليين، تلقى وجهات نظرنا قبولا من الجميع.. ولكن نأتي بعد ذلك، نجد أن هناك ظلماً غير مقبول وإجحافاً للموقف الذي تقوم به السعودية وحلفاؤها فيما يتعلق بالجانب الإنساني في اليمن. ولذلك أرجو أن نبذل كل جهدنا في صالح إبراز الصورة الحقيقية فيما يتعلق باليمن.
تفاوت في اليمن وليس انقساماً
* رأينا اختلافاً بين دول مجلس التعاون عند بدء «عاصفة الحزم».. عمان آثرت الحياد، وكان هناك من يراها أقرب إلى الحوثيين، فيما كان للسعودية والإمارات والبحرين وجود على الأرض، بعكس الكويت وقطر، ليس لهما وجود على الأرض.. حتى في هذه الأزمة التي اقتربت نيرانها من الحدود الخليجية، فهل هناك انقسام في مجلس التعاون؟
- لا، ليس هناك انقسام.. لكن هناك تفاوتاً في كيفية التعامل مع الموضوع، بين طرف التزم عدم المشاركة، وهذا لا يعني رفضاً صريحاً، من جهة سلطنة عمان.. وطرف آخر شارك مشاركة وصلت إلى حد دخول القوات إلى داخل أرض اليمن، وهي دول السعودية والإمارات والبحرين. أما بالنسبة للكويت وقطر، فهناك وجود جوي في القواعد السعودية كدعم، وهناك أيضاً (دعم) من مصر والسودان، ولا ننسى أن التحالف فيه أكثر من دول المجلس. دخول قواتنا إلى اليمن هدفه مساعدة الشرعية اليمنية، المتمثلة في الرئيس هادي وحكومته، حتى تتمكن من أخذ الأمور بيديها ممن انقلب عليها في اليمن، ويكون لديها الموقف السياسي الأقوى والأعلى فيما يتعلق بالتعامل مع هذا الانقلاب. ليس هناك أي هدف في الوصول إلى احتلال كامل لليمن، ليس فقط لأن ذلك غير مطلوب وغير مقبول، ولكن أيضًا لأنه صعب التحقيق، وسيؤثر بطريقة كبيرة من حيث الخسائر في الأرواح، فالهدف النهائي هو استقرار اليمن، يجب أن يتم تطبيق قرار 2216 بالكامل لأنه قرار أممي من مجلس الأمن، هذا ما تراه وتتفق عليه كل دول المجلس وكل دول التحالف. أما كيفية التعامل مع الوضع، فهناك تفاوت وليس انقساماً.
* فيما يتعلق بإيران.. سحبتم سفيركم الأسبوع الماضي، وقلتم في تصريح سابق لـ«الشرق الأوسط»: وجدنا متفجرات تكفي لإزالة المنامة. ألم يقنع كل ذلك حلفاءكم الغربيين بأن إيران دولة إرهابية؟
- هذه الاكتشافات التي ذكرتها قبل فترة، وعندما قلت إنها كافية لإزالة المنامة، كنتُ أعنيها بكل صراحة. كان حجم المتفجرات كبيراً.. وذلك قبل الاكتشاف الأخير، الذي سحبنا على أساسه السفير. في الاكتشاف الأخير كان هناك طن ونصف الطن زيادة عن الاكتشاف الذي سبقه.. كما ضبطنا معملاً ومصنع ألغام. كل هذه الأشياء يعلمها حلفاؤنا. لكن لم نصل معهم إلى صيغة أو موقف محدد بالضغط على إيران. قد تكون بعض الدول مشغولة أو مهتمة أكثر بمسألة أن يجتاز الاتفاق النووي المراحل الدستورية، قد يكون ذلك ما يؤخرهم عن اتخاذ موقف علني من هذه التجاوزات، لكن جميع هذه الدول تعلم يقينا ما يدور وما يقع.. هم من أخبرنا بوجود أسلحة ألقيت في عرض البحر. رأوهم يفعلون ذلك عبر الأقمار الصناعية. أبلغونا عن كثير من الأمور.. أخبروا عن خطهم من الساحل الإيراني مباشرة.. ومكان إلقاء الأسلحة في البحر.. وطلبوا منا الانتظار لنرى من الذي سيأتي من البحرين للحصول على تلك الأغراض.
هم يعلمون عن كل التطورات.. لكن نتمنى أن نصل معهم إلى موقف دولي بشأن هذا الأمر. لم يتعاملوا مع هذه القضية بالأهمية التي أُعطيت للملف النووي الإيراني، فمسألة إحلال الاستقرار في منطقة الخليج والمنطقة الأوسع - بكل صراحة - بعيدة المنال. نتفق معهم في أن التوصل إلى صيغة مرضية بشأن الملف النووي سيزيل أحد أسباب التوتر، ونتفق معهم أنه إذا طُبّق بالكامل سيسهم، دون شك، في إيجاد استقرار في المنطقة، لكنه ليس كل شيء، فهذا جانب واحد يتعلق بالغد، لكن هناك جوانب أخرى.
* ما الجوانب الأخرى التي تقصد؟
- الملف النووي الإيراني هو ملف متخلف إلى حد ما، لكنه قابل لأن يتطور إلى أن يشكل خطورة في المستقبل.. لكن الخطورة التي نعيشها كل يوم لم يتم التطرق إليها، ولم تتم تغطيتها في مباحثات «5 1» مع إيران. البرنامج الصاروخي الباليستي الإيراني مثلاً، أليس مخالفة؟ بالأمس صرحت الولايات المتحدة بأن هناك مخالفة لقرار مجلس الأمن 1929. هذا البرنامج الصاروخي لم يتم التطرق إليه بأي شكل من الأشكال في مباحثات «5 1»، مع أنه من الممكن أن يحمل رؤوساً نووية، أو حتى من غير رؤوس نووية، فهي مدمرة. فإذا لم يتعامل العالم مع هذا الخطر، ومع خطر دعم الإرهاب ودعم العملاء، وخطر مواصلة برنامج الهيمنة الخاص بهم على المنطقة بهذا الشكل المحموم الذي يصرفون عليه المليارات من الدولارات الخاصة بالشعب الإيراني، فالمسألة ستكون صعبة. إنهم يرون أن هذا البرنامج النووي سيحل لهم المشكلة، خصوصاً أن هناك أموالاً كثيرة ستتسلمها إيران، فإذا كانت إيران من دون هذه الأموال، فعلت ما فعلت؛ فما بالك مع الأموال؟! خاصة حيث علمنا أن الحرب على المنطقة هي حرب رخيصة لا تكلف أموالاً، فهي حرب عملاء وحرب ميليشيات، ليس فيها طائرات أو بوارج ولا حاملات طائرات ولا جيوش جرارة. هناك عملاء في البلدان يفجرون ويقتلون، ويعملون لهم ما يشاءون. إذن فإن تلك الحرب لا تكلف إيران كثيراً.. فعندما يأخذون نسبة من هذه المليارات التي ستأتيهم من الأموال الموقوفة، سيساعدهم على أن يحصلوا على مواد أكثر تسبب الضرر في المنطقة.
شكوى رسمية ضد إيران
* تحدثتم عن المتفجرات، والدلائل عليها.. فلماذا لم يُحوّل هذا الملف إلى مجلس الأمن مثلاً؟
- قدمنا شكوى رسمية.. أنا الآن قادم من نيويورك، وسلمت اعتراضاً رسمياً إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ووضعت به كل التطور الزمني للأحداث التي صارت لدينا في البحرين من الاكتشافات من قبل، مع إيقاف محاولات للتهريب، وكل شيء وضعته في قائمة واضحة، وطلبت من الأمين العام شيئين؛ أولاً: التدخل لإيقاف إيران عن هذه الأعمال، وللعمل على بناء علاقة أفضل ما بين إيران والبحرين ودول المنطقة الأخرى. والطلب الثاني أن يوزع هذه الوثيقة على جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة. فهذه الخطوة قمنا بها، لأننا عرفنا أن هذه هي أهم الخطوات.
* في ظل سحبكم للسفير، والهجوم الإيراني على السعودية في أعقاب حادثة منى، تكررت دعوات خليجية للحوار مع إيران.. ما ردكم على هذه الدعوات؟
- نحن في البحرين أكثر من التزم بالترحيب بأي دعوة للحوار مع إيران.. لكن أنت تتحاور، وتكتشف في الوقت ذاته مواد، لا أقول تؤدي إلى قتل شعبنا، بل قتلت بالفعل أبرياء من شعبنا، وقتلت رجال أمن في الشارع.. غير ألوف المصابين. لذلك نحن نرى أنه.. نعم، الحوار مهم، والتفاهم مهم في المنطقة، وليس هناك أسلوب لإيصال الفكرة والرأي إلا عن طريق الحوار، لكن لمن نتحدث؟ نحن نريد التحاور مع من لديه رغبة حقيقية في وجود علاقات أفضل مع جيرانه، لا من يحاورك من جانب ويتآمر عليك من جانب آخر.. نحن نرى أن هذه مضيعة للوقت. أما عن سحب السفير، ففي 2011 استدعينا سفيرنا راشد الدوسري للتشاور، بينما هم سحبوا في اللحظة نفسها سفيرهم من البحرين، ولم يستدعوه للتشاور. 3 سنوات لنا سفير في طهران، وإلى الآن ليس لهم سفير لدينا. إذن فالتجاوب من جانبهم كان غير جيد.