بعض منظمات المجتمع المدني عبارة عن دكاكين سياسية تخدم مصالح دول.. ونحن متنبهون لها
حرب إيران على المنطقة حرب رخيصة لا تكلف أموالاً لأنها حرب عملاء يفجرون ويقتلون
إيران تنقل الحرس الثوري بالآلاف للقتال في سوريا والحل في اليمن سياسي والتدخل لتثبيت الشرعية
نحن لسنا في حالة عداء مع روسيا رغم اختلافنا
في التعامل مع الملف السوري
* لماذا تأخرتم في عملية سحب السفير من إيران رغم وجود أدلة وبراهين كثيرة؟
- يا أخي، وكما يقال: «حاول قدر الإمكان أن تبقي خيطًا». وما حدث يثبت كيف نحن حاولنا قدر الإمكان، لأنه من الممكن أن تعود الأمور إلى طبيعتها. ثم إن السفير أغلب عمله لصالح بلاده أكثر من وجوده هناك لصالحهم. هناك دول أخرى من مجلس التعاون الخليجي سفيرها موجود، حتى عقب 2011 جميع دول المجلس كان لها سفراء موجودون في طهران. ففضلنا أن يكون سفيرنا موجوداً هناك من أجل أن نتكلم بلغة واحدة وموقف واحد. لكن وصلنا إلى أن ساءت العلاقة لدرجة أننا كنا دائماً نوجِّه لهم الحديث: اكتشفنا.. أوقفوا هذه الأعمال.. وهم مستمرون في هذا الشيء. لم نصل إلى مرحلة النهاية، وهي قطع العلاقات بحسب اتفاقية فيينا. التي فيها من سحب السفير للتشاور إلى قطع العلاقات وإغلاق السفارة، وهناك مرحلة قبلها تسمى إغلاق السفارة دون أن تصل إلى قطع العلاقات الدبلوماسية. ونحن لم نغلق السفارة، هناك قائم بالأعمال موجود، مثلما هم لديهم قائم بالأعمال.
لكن بلا شك أنهم تفاجأوا من تلك الخطوة التي قمنا بها، لأننا قمنا بها علناً. لم نرَ أي مصلحة في وجود مسؤول بعثتهم في البحرين، ولم نرَ أي مصلحة في وجود سفيرنا في طهران. أحببنا أن نوصل رسالة واضحة لهم تقول إن المسألة وصلت إلى مرحلة لم نعد نتحملها. حاولوا هم بعد يومين من السكوت أن يتواصلوا عن طريق ممثلنا الموجود في سفارتنا في طهران (موظف ليس عالي الدرجة) بأن «نهدي اللعب شوية».. لكن المسألة بالنسبة لنا ليست لعبة. قالوا لنا إننا ممكن أن نرسل سفيراً آخر وأنتم أيضاً ترسلون سفيراً آخر. وأرادوا تهدئة الأمور.
تحالف إيران
مع أمريكا سابق لأوانه
* إيران تُعتبر حالياً حليفاً للولايات المتحدة، ودخلت حديثاً تحالفاً رباعياً مع روسيا، فهي تتحالف حالياً مع القوى العظمى.. في الوقت نفسه نرى أن العلاقات الخليجية مع الولايات المتحدة وروسيا تتراجع إلى الوراء.. فكيف ترون ذلك؟
- هناك نقطتان؛ الأولى أن إيران لم تصل إلى درجة أنها «حليفة» للولايات المتحدة، فالدول الحليفة للولايات المتحدة هي دول مجلس التعاون، وبيننا حوار وكلام مهم، مثلما شهدته قمة «كامب ديفيد». هناك لجان تعمل في مختلف المجالات، عسكرياً وسياسياً ومالياً، وكثير غيرها. وما زال مقر الأسطول الخامس في البحرين، والعلاقات الدفاعية موجودة مع كل دول المنطقة، بينما ليست هناك علاقة مثيلة مع إيران. إذن فمسألة تحالف إيران مع أمريكا سابقة لأوانها، وحسب ظروف اليوم هي شيء «غير موجود» بالنسبة لإيران. فقط هناك محاولة من الولايات المتحدة لأن تصلح علاقاتها مع إيران.. ولا يوجد ما يمنع أي دولة في العالم تريد أن تصلح وضعها.
والثانية، فإن إيران لديها نوع من التحالف مع روسيا، فأنا لا أرى أن هناك تحالفاً روسياً إيرانياً في المنطقة ككل، أو أي نوع من التحالف الاستراتيجي. هذا الأمر أنا بحثته مع كثير من المسؤولين الدوليين، وهم أيضاً يرون الشيء نفسه؛ أنه ليس هناك تحالف استراتيجي إيراني روسي، لكن هناك التقاء مصلحة، وبالأخص في سوريا. فإيران لها مصلحة في سوريا أن تبقي هذا الخط الحيوي إلى حزب الله، وتساند النظام السوري مساندة كاملة. وأيضاً هناك مصلحة لروسيا في أن يبقى هذا النظام، ولا يسقط في أيدٍ معادية لها قد تفقدها كثيراً من الامتيازات التي تحصل عليها في هذا البلد. فأنا أرى أن هناك التقاء مصلحة، لكنهما يختلفان في أمور كثيرة، ولذلك ما زالت دول مجلس التعاون ترتبط بعلاقات مع روسيا، ولا تريد أن تفرط فيها، لأن في نهاية الأمر أيضاً روسيا دولة مهمة. وتستمر الزيارات لأننا لا نريد بالابتعاد أن نسهم في وضع دولي متفجر في المنطقة، لكن هذا لا يعني أننا متفقون معهم على الوضع في سوريا. فنحن مختلفون معهم حول ذلك، ونرى أن المسألة يجب أن يكون فيها ما يؤدي إلى وضع يطبق اتفاق «جنيف 1»، في مرحلة انتقالية.
الاتحاد الخليجي
* مجلس التعاون الخليجي طرح من قبل مشروع أن يصبح اتحاداً خليجياً، ونوقش أكثر من مرة، لكن هذا الأمر لم يحدث.. هل من الممكن أن يدعم التحالف في اليمن هذا التحول؟
- البحرين في البداية أيدت هذا الاتحاد، لأنه في مصلحتنا، وفهمنا أنه اتحاد تكاملي بين دول تحافظ على سيادتها. لكن هناك من أراد التريث لمزيد من الدراسة. وهناك من كان له رأي آخر في هذا الشأن. لكن مسألة الاتحاد أسهمت في أشياء كثيرة، منها صياغة كثير من الأمور التي طرحها المرحوم الأمير سعود الفيصل من أفكار حول كيفية تطور العمل الخليجي المشترك. في نهاية الأمر دول مجلس التعاون ما لها أي خيار غير أنها تتحد اتحاداً يقوم على التكامل، ويصل إلى أعلى الدرجات بخطى واثقة إلى الأمام. والتوحد موجود الآن أيضًا، خصوصاً في السياسات، لكن تتبقى الآليات التي تضمن بقاء تلك السياسات واستمراريتها هي التي يجب أن توضع. لكن الظروف التي نعيشها الآن تصعّب ذلك. مثل الدفاع عن حدودنا الجنوبية مع اليمن، ومسألة الدفاع عن مصالحنا في المنطقة.
* هل تيار الاتحاد خف..؟ وهل هناك تدخلات خارجية لوقف هذا المشروع؟
- لم نرَ من حلفائنا سوى الدعوة لأن نتكامل أكثر. سواء الولايات المتحدة وكل حلفائنا في دول العالم. لكنهم يفضلون أن يتعاملوا معنا كمجموعة وليس كل دولة على حدة. باستثناء أعدائنا الذين يودون أن يتعاملوا مع كل دولة على حدة. وأكبر إثبات لذلك قمّتنا في كامب ديفيد مع الولايات المتحدة، التي أثبتت في العقود الأخيرة أنها الحليف للاستقرار في المنطقة، ودخلنا معها في أمور ومعارك كثيرة، وأصبحنا الآن نتحمل مسؤولية أكبر يوماً بعد يوم، إن كان في دور عسكري أو مواقف سياسية. صارت دول المجلس تتحمل مسؤوليتها وليس فقط تعتمد على حلفائها في هذا الشأن. فالعالم يريد أن يتعامل معنا كمجموعة، يرانا مجموعة واحدة.. سوقًا واحدة.. إلى حد ما متكاملين. ونحن الآن نبني أكثر وأكثر ونطمئنهم، وأقول إن هذا المجلس وُجد ليبقى، لن نفكر في يوم من الأيام بأن هذا المجلس مهدد بأي شكل من الأشكال. لكن علينا أن نسرع من إيقاع التكامل.
* بالعودة إلى الأوضاع في البحرين، إلى أي مدى أنتم مطمئنون إلى أن البحرين خرجت فعلاً من الأزمة؟
- الأزمة السياسية السابقة كانت أزمة مذهبية، وهي التي تعصف بالمنطقة كلها، وليست وليدة في البحرين، وكان هناك من يريد أن يدفع إلى الهاوية من الصراع المذهبي، وهذا لم يحدث، بفضل الله، لا شيعي قتل سنياً على أنه سني، ولا سني قتل شيعياً على أنه شيعي. صارت مصادمات مع رجال الأمن، وأكثر الذين ماتوا وفقاً لتقرير لجنة تقصي الحقائق، هم الذين كانوا ضمن واقعة الـ35 شخصاً، في مواجهات مع رجال الأمن، أي مع مجموعة أرادت أن تواجه الدولة. كان هناك توجه أن يصير هناك حرب أهلية، لكن هذا لم يحدث، وهذا شيء يطمئنا بأن شعب البحرين لن يدخل في هذه اللعبة الخطيرة، لعبة الطائفية، رغم تزايد عمليات التصنيف الطائفي في الفترة الأخيرة.
* ماذا عن التمثيل في البرلمان؟
- برلمان البحرين (المجلس الوطني) المنتخب عام 1973 كان فيه مجموعتان؛ الأولى فيها رجال دين ورؤساء أسر وعشائر وشخصيات اجتماعية كانوا محافظين سنة وشيعة. والثانية ليبراليون شيوعيون وبعثيون وقوميون سنة وشيعة أيضاً. ورغم أنها كانت تجربة وليدة، فإنها كانت بداية من المفترض على كل مجلس تمثيلي في العالم أن يسير وفقها. بعد تعديل الدستور في 2002، قررت جمعية الوفاق التي قامت على أساس طائفي 100 في المائة مقاطعة الانتخابات.. لكن ما قررت إنهاء التنظيم وبناء المقر واللجان، في 2006 دخلوا الانتخابات بقائمة كاملة من مذهب واحد، ولا واحد من المذهب السني. دخلوا المجلس كمجموعة شيعية. فهل يرضي ذلك أحداً؛ أن ترى مجموعة شيعية وأخرى سلفية وثالثة «إخوان». هل هذا الحال الذي وصلت إليه البحرين؟! الشاهد أن قرارات الناس تأثرت بالأمر، حتى القرار اليومي «ممن أشتري؟.. ومن أتعامل معه؟».
* هل لمستم دوراً لإيران في عمليات الشحن الطائفي؟
- نعم.. هناك أسباب أثرت على الشباب في المنطقة فيما يتعلق بالشحن الطائفي، أولها عام 1979 عندما جاء آية الله الخميني إلى السلطة في إيران، ونصّب نفسه حامي حمى الشيعة في العالم. كل شخص شيعي في العالم هو مسؤول عنه، إن كان بحرينياً أو عراقياً أو لبنانياً أو باكستانياً أو أي جنسية هو مسؤول عنها، ويشاورونه في كل شيء، وهذا ما لا يمكن أن نتقبله. إيران دفعت الكثير، وبذلت جهداً كبيراً في هذا الأمر، وبنت منهجاً تسير عليه.
النقطة الثانية، عندما دخلت الدبابات السوفياتية إلى أفغانستان، وتوجّه الشباب السنة إلى هناك، وهناك دول سهلت الموضوع وسفارات كانت توضح تعليمات لكيفية الجهاد في أفغانستان، عادوا متمرسين في القتال، وصاروا إرهابيين. المسألة صارت انقساماً طائفياً كبيراً منذ ذلك الوقت. لكن لم ينفجر ويظهر إلى السطح إلا عندما صار العمل المحاصصي، بعد احتلال العراق، وصار القتل على الهوية. ولذلك نحمد الله على أننا لم نمر بهذه المرحلة. هناك وعي شعبي.
* لاحظت أن الجامعة العربية وكذلك الكثير من الدول العربية لم يكن لديها أي موقف حازم من التدخل العسكري الروسي في سوريا، حتى إن الجامعة ظلت أسبوعًا حتى أصدرت بيانًا أقرب إلى القرار الإداري؟ ما الموقف تحديدًا؟ هل الانفتاح الخليجي على روسيا سبَّب لها إحراجاً أم أن الجامعة أصبحت ضعيفة وموقفها في الملف السوري أحد تجلياته؟
- فيما يتعلق بالانفتاح الخليجي، أرجو ألا يُنظر إليه على أنها غيرت مواقفها من الوضع في سوريا. لكن لا يمنع الاختلاف مع أحد أن نتواصل معه. نحن لسنا في حالة عداء مع روسيا رغم اختلافنا في التعامل مع الملف السوري. وقلنا في الأمم المتحدة: نحن نرفض التصعيد العسكري. المصيبة التي وقعت فيها سوريا هي التدخل الإقليمي ومن جيرانها ومن حزب الله وإيران، الأمر الذي سهّل دخول إرهابيين. التدخل الإقليمي لم يسهم في تحسين الوضع في سوريا، إنما زاد سوءًا، وخرجت منطقة كبيرة من الأراضي السورية وصارت تحت سيطرة منظمة إرهابية وهي «داعش»، التي جاءت نتيجة عدم وجود جبهة سورية متحدة للتعامل معها. لو كنا بنينا على «جنيف 1» جبهة سوريا متحدة فيها التزام حقيقي من الحكومة السورية بإدخال جميع المعارضين الممكن تقبلهم حتى ممن لهم آراء دينية.. عدا «داعش» و«النصرة» وهما من الصعب تقبلهما لارتباطهما بالإرهاب، أما غيرهم فهم جزء من سوريا. وتتحمل المسؤولية في هذا الشأن في المقام الأول الحكومة السورية. إن إيجاد جبهة سورية متحدة إصلاحية كان سيجعل إنهاء «داعش» مسألة وقت.
الآن نتمنى، علماً بأن القصف الروسي أكثره حدث في مناطق معتدلة، أن هذا التدخل يؤدي إلى تفاهم دولي لوضع حل لهذا البلد على أساس «جنيف 1». لكن إلى الآن لم نرَ شيئاً. الوضع في سوريا خطير ومتفجر ويؤثر على كل دول المنطقة، لأول مرة أسمع اللبنانيين يفقدون الأمل في مستقبل بلدهم، ما فكروا في فقدان الأمل حتى في ظل الحرب اللبنانية! ولذلك لدينا أمل بالتواصل مع روسيا، الموجودة على الأرض ويصعب إخراجها، بأن يكون دورهم مسهماً في الاستقرار وإعادة هذا البلد بالتعامل معهم. وإبعاد التدخل الإقليمي.
* هناك معلومة متواردة بأن الأسطول الخامس الأمرًكي في مياه الخليج انسحب في بداية الأحداث 2011 بداعي الصيانة، ما مدى صحة هذه المعلومة؟
- لم يحدث. هناك سفينة خرجت لمهمة أو شيء، لم يحدث أنهم انسحبوا من الميناء أو التسهيلات العسكرية الموجودة. وأحب أن أوضح أنه عندما دخلت قوات درع الجزيرة كان هدفاً استراتيجياً، ولم يكن شيئاً داخلياً، ولم يرهم أحد من البحرينيين. دخلوا إلى مناطق محددة، منها إلى قاعدة الشيخ عيسى في الجنوب، وعدد من الأماكن الحساسة. كان هدفنا هو تثبيت الوضع وتهدئته، بشرط عدم سقوط ضحايا، ومن ثم استبدلنا بتسليح الشرطة البحرينية زيادة أعدادها من قوات الدفاع كي تقوم بدورها، ومن ثم أُخليت مناطق استراتيجية، وكنا نرى أنها تتعرض لتهديد خارجي، فطبعاً السعودية والإمارات جاءتا لاستقرار البحرين وقامتا بدورهما التاريخي، وظلتا في القاعدة التي كانتا فيها هناك ثم عادتا.
( وهنا يضيف الشيخ فواز بن محمد سفير البحرين في المملكة المتحدة، قائلاً: مقر الأسطول الخامس في البحرين، وهناك مكاتب وإدارات وليس فقط سفن على البحر. ولا يعني عدم وجود سفن أن الأسطول أغلق أبوابه. فتروح وتأتي وليست موجودة طول الوقت، بل إنها تذهب إلى مهام وتعود مرة أخرى في كثير من الأوقات، وهناك مهام مختلفة لكل سفينة).
* نعود إلى اليمن، وبخصوص العملية العسكرية «عاصفة الحزم»، التي بدأت منذ سبعة أشهر، هناك مخاوف إذا لم تُحسم الأمور، فهل يساوركم قلق أو مخاوف من أن إطالة أمد هذه العملية قد يفقدها تركيزها؟ وماذا ترون في البحرين؟ الحل لليمن هل هو سياسي أم عسكري؟
-الحل المطلوب هو حل سياسي، أما التحرك العسكري في «عاصفة الحزم»، فكنا مرغمين عليه، وكان آخر خيار، لأن كل الخطوات استُنفدت، فهناك من رأى أن الحل السياسي ليس في صالحه، فانقلب عليه بالتحالف مع الرئيس السابق، هكذا كان الوضع الذي رأينا أنه كان سينفجر وسيقسم اليمن، وسيؤدي إلى ما لا يحمد عقباه، فقامت الدول بتدخل عسكري له مداه. الحل السياسي هو حل يمني نحن نسهم في الوصول إليه مع كل الأطراف، إن كان أي حزب أو أي مجموعة، ومنهم الحوثيون.. هم جزء من المشهد اليمني، ويجب أن يكونوا جزءاً من الحل اليمني، فلا مفاضلة بين شيئين؛ فالحل سياسي وليس عسكرياً، وإنما التدخل العسكري حدث لتثبيت الأمور لصالح السلطة الشرعية في اليمن، وحسب مخرجات الحوار بتثبيت هذا الوضع، وتمكين السلطة من السيطرة بنفسها على البلد.
* تحدثتم عن عناصر إيرانية في البحرين؛ هل لمستم من خلال العناصر التي تم توقيفها روابط بين العناصر الموالية لإيران في البحرين والعناصر الموالية لإيران في اليمن؟
- أولاً، من ناحية المعدات، وجدنا أن التكنولوجيا التي يستخدمونها في التفجير هي نفسها التي في العراق، ونعرف من أين تأتي، وهي نفسها الموجودة لدى حزب الله، والموجودة في اليمن، والشيء نفسه الذي وجدناه في البحرين.. فهناك تشابه من ناحية المعدات. وحتى من ناحية كيفية التخزين، الأمور التي اكتشفناها في المخابئ هي نفسها التي اكتشفت في الكويت، بالضبط كأنهم دارسون في مدرسة واحدة، فالتشابه موجود والمخطط واحد، والمنشأ واحد.. التفاصيل كثيرة ونعرف إلى أين نوجه أصابع الاتهام بكل سهولة.
* هل العام الهجري الجديد يمثل عبئاً على الأمن في البحرين بسبب أحداث محرم ومجالس العزاء وما يحدث في البحرين؟ وكيف تتم السيطرة على هذه الأحداث بالتزامن مع الاحتفال بالعام الهجري؟
- فيما يتعلق بمحرم والسنة الجديدة، أولاً محرم واحتفالات عاشوراء ليست بشيء جديد على البحرين، حيث تخرج المواكب الحسينية منذ القدم في شوارع معروفة في المنامة بالتنسيق مع الشرطة، وتحميها الشرطة، ونحن أيضاً بصدد حمايتها، وكذا بصدد حماية مضمونها من التسييس.
فعاشوراء مناسبة دينية، وهناك من يريد أن يستغلها كمناسبة سياسية تخدم ولاية الفقيه بأي شكل من الأشكال. وهذا تحدٍ، ونرى أنه يسهم في تفجير الوضع المجتمعي في البلد، وهناك تواصل دائم مع اللجنة المسؤولة عن المواكب الحسينية أن يمنعوا هذا الشيء ويلزمهم بالمسؤولية عن منعه. وهناك دور رجال الأمن أن يحموا هذه المواكب، فحال جاء شخص مجنون أو مجرم أو عنده نية سيئة أو مخطط ليقوم بأي عمل مثلما استُهدف مسجد بالدمام، يمكن أن يقوم بالشيء ذاته في البحرين. فالمسألة أمنية، لكن في مضمونها هي مسألة دينية، ومن مسؤولية الدولة حمايتها، وهي جزء من حياتنا في مملكة البحرين.
* هل تعتقدون أن المنظمات المدنية هي التي زرعت المشكلة في البحرين؟ وهل تثقون في منظمات حقوق الإنسان؟
- المنظمات الأهلية في البحرين كثيرة، بعضها وأغلبها مسجل. وهناك نحو 500 منظمة في البحرين، وهناك منظمات دولية تتواصل مع حكومة البحرين في الشأن الحقوقي والقضائي. ونرى أن هناك منظمات تستحق التواصل معها لأهميتها، وإن اختلفنا معها، ومنها منظمة العفو الدولية، ورغم الصداع الذي سببوه لنا لكن في نهاية الأمر دائماً ما نتواصل معهم لأنهم قد يكونون المنظمة الدولية الرئيسية التي يمكن أن تنظر لها المنظمات الدولية الأخرى إلى حد ما. لكن هناك منظمات مجتمع مدني عبارة عن دكاكين سياسية تخدم مصالح دول، فنحن متنبهون إلى أن هذا باب تم استغلاله كثيراً للتدخل في بعض البلدان لتغيير فكر ولتسييس بعض المواضيع، لكننا ملتزمون بمسألة الحقوق التزاماً كاملاً، فقد مررنا بفترة صعبة في البحرين والحمد لله خرجنا منها، فالبحرين أرادت أن تبحث عن الحقيقة بنفسها، وحينما جاءت اللجنة البحرينية لتقصي الحقائق كانت على مستوى دولي، وتم تسليم التقرير للملك، والتزمنا فيه بتنفيذ كل التوصيات.. فإذا كان هناك خطأ عملنا حتى لا تتكرر هذه المسائل. لكن مسألة المنظمات التي لا ترقى لأن تكون منظمة، فهذا متواصل دائماً، وكل يوم تظهر أسماء جديدة.
* هل اعترضت البحرين على استضــــافة قطر «فورمولا 1»؟
- غير صحيح ما يقال بأن البحرين اعترضت على استضافة قطر «فورمولا1»، فردت قطر بشراء الحقوق الرياضية لها.. في البداية، لما وقعت البحرين على عقد تنظيم السباق، كان هناك اتفاق على ألا يقوم أي سباق آخر بالمنطقة إلا بالتشاور مع البحرين، نظراً للحقوق التجارية. ومن ثم عملت البحرين على حماية حقوقها التجارية وليس منع الآخرين.
منطقة الخليج لا تتحمل أكثر من سباقين في موسم، ولهذا السبب تم الترتيب مع إخواننا في الإمارات أن يكون سباقنا في بداية الموسم، وسباق الإمارات في نهايته. وإذا صار هناك ثالث، «تلخبطت» الأمور. مسألة شراء قطر الحقوق التجارية هي مسألة سيادية لديهم.. لا نعلم عنها شيئاً.