تقديراً لجهود الأميرة سبيكة في دعم الفن والفنانين بالبحرين والعالم
«روح البحرين» هدية فنية ثقافية وذكرى لزيارة المملكة لأول مرة
جافاري زار مخيمات اللاجئين ودور الأيتام في 42 بلداً
تبرع بلوحات وصل سعرها لأكثر من 3.5 مليون دولار
أهدى الفنان البريطاني العالمي ساشا جافاري، أحدث لوحة فنية يرسمها ضمن أعماله التي تميزت بالعالمية لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة، قرينة عاهل البلاد المفدى، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، وأطلق عليها أسم «روح البحرين» والتي استغرقت منه عملاً امتد من 6 إلى 8 ساعات، واستعرض فيها معالم البحرين وبعضاً من تراثها، بالخيمة المرافقة للمعرض بحضور عدد كبير من الفنانين العالميين المشاركين بالمعرض وحشود من الجمهور الزائر، ومتابعين من الصحف ووكالات الأنباء المحلية والأجنبية.
وقال ساشا جافاري، في تصريحات لوكالة أنباء البحرين (بنا)، هذه اللوحة أقدمها من خلال القائمين على المعرض إلى صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة تقديراً لجهودها الكبيرة في دعم الفن والفنانين بالبحرين والعالم، والاهتمام الكبير الذي توليه سموها لمختلف أنواع الفنون من خلال دعم سموها الدائم لمختلف الفعاليات الثقافية والفنية ورعايتها للمعرض، مؤكداً أن هذه اللوحة التي تعد آخر أعماله في البحرين والعالم، ستبقى كهدية فنية ثقافية وذكرى لزيارته للبحرين لأول مرة ومشاركته في معرض ارت بحرين.
وقال الفنان البريطاني الذي تختلط دماؤه بالثقافات العالمية، فهو لأب هندي من أصول إيرانية، وأم انكليزية من أب فرنسي، ليفرز هذا «التصاهر الإنساني» فناناً أبهر العالم على مدى 18 عاماً، امتدت فيها رحلته مع الفن، قال خلال لقائه مع «بنا» انه في رحلاته مع الفن والتي امتدت لأكثر من 18 عاماً وتجول خلالها حول مدن العالم وزار خلالها مخيمات اللاجئين ودور الأيتام في 42 بلداً من قارات العالم الخمس، استطاع أن يتبرع بلوحات وصل سعرها لأكثر من 3.5 مليون دولار، قرر أن يخصصها للمؤسسات الخيرية والمنظمات العالمية وعلى مدى ست سنوات من خلال العديد من المزادات الخيرية التي أقيمت بدول خليجية، وفي أمريكا ولندن، مبيناً أن لوحاته اعتلت جدران أعرق وأشهر المتاحف المعروفة على مستوى العالم، ومنها متحف لندن وأمريكا والدوحة ودبي وغيرها وبيعت بعضها بملايين الدولارات.
وحول رسالته الإنسانية وفنه يقول ساشا ذو الـ 36 عاماً، إن الفن رسالة إنسانية، وعلى الفنان إيصال هذه الرسالة بإحساس عميق إلى أكبر قدر من الناس، رافضاً أن تكون الغاية من الأعمال الفنية ابتكار أفكار جميلة وحسب، وإنما على الفنان أن يحقق رسالته بأن يخدم فنه كل البشر وفي أي مكان كانوا، وخلال الحرب والسلام، مضيفاً أنه وبعد سنين من التجول في مخيمات اللاجئين وعلى المجتمعات الفقيرة في البلدان النامية وظروف الحياة التي يعيشها الناس هناك، في رحلة امتدت لعدة سنين، وزار خلالها مخيمات اللاجئين في دارفور وإفريقيا وسوريا والأردن، والعديد من مناطق الصراع بالعالم ، قرر أن يقدم ريع لوحاته لمثل هؤلاء الناس المنبوذين بالعراء، والذين يصفهم بقوله أنهم لا يملكون أي شيء، ولكنهم يملكون كل شيء في قلوبهم وأحلامهم. ويضيف لقد أحسست خلال زياراتي بضرورة البحث عن طريقة عملية لتقديم العون لهؤلاء والذين يستحقونه منا جميعا، ولذلك قررت أن أطلق مبادرتي في تكريس دعمي لهم من خلال أعمالي الفنية وأن أمضي في تبنيها طول حياتي، وأكرس لها كل جهدي ومعظم وقتي.
حيز للأعمال الخيرية
وأشار ساشا جافري الذي يقيم ما بين لندن ولوس أنجلوس، أنه يخصص مع كل معرض يقيمه حيزاً للأعمال الخيرية والتطوعية التي تخص أيضاً الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة، داعياً كل الفنانين بتسخير جزءاً من إبداعاتهم لتقديم العون والمساعدة لكل المحتاجين بالعالم من أجل الإنسانية، مردفا بثقة «أنها لفتة الإنسان الحقيقة لأخيه الإنسان» والتي نستطيع من خلالها تخفيف الألم والمعاناة وسد ولو جزءاً من فجوة القهر والجوع.
وبين ساشا جافري الذي يعتبر أحد أهم الفنانين البريطانيين في الفن المعاصر والذي حصد العديد من التقديرات العالمية من الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية، واختير سفيرا لأعماله الخيرية والتطوعية حول العالم، لم أدرس الفن في بداية حياتي، ولكنه كان هوايتي من طفولتي، مستذكرا لقد بعت أول لوحة لي قبل أن أنتهي من دراستي الثانوية لمديرة مدرستي وزوجها بسعر 2000 باوند، وكان عمري لم يتجاوز الـ18 عاما، وبسبب ما حظيت به من دعم من والدي ووالدتي ولحد الآن، أكملت دراستي وتخرجت من جامعة أوكسفورد وأقمت العديد من المعارض الفنية حول العالم مثل لندن ودبي وسنغافورة والنمسا وفرانكفورت.
وحول مدرسته الفنية يقول ساشا، أنتمي إلى المدرسة الانطباعية لأنها تترك العنان لمخيلة الجمهور للغوص في أعماق الإعمال الإبداعية والمنجزات التي ينجزها الفنانين في لوحاتهم ، مضيفاً أن الفن يخدم الخير والحق والعدل، وأن الفن لا يخدم أعمال الخير، وهنا على الفنان أن يمتلك المبادرة الفنان لتؤكد التوجه الفني الأصيل المعني بالقضايا الإنسانية، ومن خلال المساهمة بدعم كل القضايا الإنسانية وتخصيص ريع بعض الإعمال لصالح البرامج التي تقدم للخدمات الإنسانية.
وأوضح الفنان العالمي ساشا جافري ان أعماله تتألف من خمس مجموعات تشمل الواقع الساحر ورحلة الاستكشاف وكوبركس والمسافات بيننا ورحلته في اللاوعي والمناظر الطبيعية المختفية بالإضافة إلى مجموعته الأخيرة.
بيكهام بـ1.4 مليون دولار
وقال ساشا إن لوحته «ديفيد بيكهام - احتفال»، بيعت بنحو 1.4 مليون دولار، وعمل عليها لمدة أسبوعين من العمل ولمدة 14 ساعة متواصلة يوميا، واستعرض من خلالها مراحل مختلفة من حياة لاعب كرة القدم الإنجليزي الشهير داخل الملاعب وخارجها، مضيفاً أنها ضمت أيضاً على بصمة قدمه وتوقيعه. وقام بشرائها متحف قطر الإسلامي من خلال مزاد أقيم بالدوحة، ليتم تعد ذلك بيعها بسعر أغلى في مزاد آخر بالخارج ولصالح الإعمال الخيرية والتطوعية، مشيرا إلى كبار الفنانين العالمية مثل جورج كلوني، وبيونيسه، ودي كبارينو وبيل غيتس والأمير وليام، وليدي غاغا، والى رئيس أمريكا باراك أوباما، وبيل كلينتون، والذي يرتبط بهم بعلاقات صداقة واحترام.
واختتم معرض فن البحرين «ARTBAHRAIN» أعماله أمس، وهو ويقام للمرة الأولى في البحرين بمشاركة أكثر من 170 فناناً، ضمت نخبة من الأسماء الرائدة في جميع أنحاء العالم، وضمت على لوحات وأعمال فنية شهيرة، وافتتحه الممثل الشخصي لجلالة الملك سمو الشيخ عبدا لله بن حمد آل خليفة ، بالإنابة عن صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الأعلى للمرأة ، ولاقى نجاحاً واسعاً على مدى أيامه التي امتدت من 12 إلى 16 أكتوبر الحالي.
وأشاد شاسا بالمحتوى الفني للمعرض، مثمنا جهود القائمين على تنظيمه وأقامته، مؤكداً أن المعرض قدم بصورة مبهرة وجه مملكة البحرين الحضاري، مشيراً إلى أن المعرض استطاع أن يقدم البحرين بحقيقتها كبلد يمتلك مقومات تراثية وفنية وحضارية امتدت لعقود وتاريخ طويل فضلاً عن تاريخها العريق الذي لطالما كان مسانداً للفن منذ عقود طويلة ، مشيرا إلى أنه شارك بـ 12 لوحة تعبيرية بالمعرض، حازت على إعجاب وإقبال كبيرين من الزوار، وقدمها ما بين عامي 1996 و2014، مشيراً إلى أن المعرض استطاع أن يكون مظلة ثقافية للفنانين لتبادل الأفكار والإلهام مع الفنانين البحرينيين والفنانين المشاركين من مختلف أنحاء العالم ، واعداً بزيارة قريبة للبحرين خلال العام القادم ، معربا عن شكره للحفاوة والطيبة والكرم الذي حظى به من الشعب البحريني.
تجدر الإشارة إلى أن جافري تخرج من كلية إيتون في عام 1995 ومن جامعة أكسفورد بدرجة ماجستير من المرتبة الأولى من مدرسة راكسين للفنون الجميلة في عام 1999، ومنذ ذلك الحين وهو يحظى باحترام واسع لكونه من أكثر الرسامين شهرة وتأثيراً في العالم، من خلال رسوماته الأخيرة والتي بيعت بما يصل إلى مليون دولار أمريكي.