مر في اليومين الماضيين خبر علمي لم يجد طريقه إلى الإعلام العربي على أهميته، وملخصه أن علماء من جامعتين توصلوا، على حد زعمهم، إلى طريقة يمكن بها «تعديل» إيمان الإنسان الديني وإضعافه، عبر قصف خلايا دماغه العصبية، أو Neurons لاتينياً، بوميض «كهرومغناطيسي» يعدل عملها، وهي تقنية معروفة لعلاج بعض العلل، كالاكتئاب وغيره، وباستخدامها تم اكتشاف أنها قللت من «الوجدان الديني» بنسبة تزيد عن الثلث لدى من خضعوا متطوعين لتجارب الفريق العلمي المشترك. ويختصرون التقنية بأحرف TMS طبياً، أو Transcranial Magnetic Stimulation وهو ما يمكن ترجمته بعبارة «التنشيط التمغنطي للدماغ» أو التحفيز، والتي اكتشفوا أن استخدامه يقلل أيضاً من نسب التطرف لدى من تم تعريض أدمغتهم لشحنات «كهرومغناطيسية» كالعداء للمهاجرين مثلاً، وتغيير معتقداتهم، ومنها الدينية نفسها. البحث العلمي المنشور بدورية Social Cognitive and Affective Neuroscience البريطانية، واطلعت عليه «العربية.نت» فيها، كما في وسائل إعلامية، منها صحيفة «التايمز» بعدد أمس الخميس، قام به علماء من «جامعة كاليفورنيا» الأمريكية في لوس أنجلس، ونظراء لهم من «جامعة يورك» في مقاطعة «نورث يوركشاير» بإنجلترا، ويتحدث عن استخدام جديد لتقنية TMS يستهدف قشرة أمامية من «جبهة الدماغ» معروفة باسم Frontal Cortex حيث يتم وضع لفائف «كهرومغناطيسية» عند فروة الرأس تغير بتيار شحنتها إشارات معينة فيها، وهي الطريقة المستخدمة في معالجة الاكتئاب وتم إبلاغ المتطوعين، وكانوا 38 أمريكياً من خريجي الجامعات، بأنهم سيخضعون لتقنية «التنشيط التمغنطي للدماغ» المحفز الخلايا العصبية المسؤولة عن الميل للظرف والطرافة، إلا أن نصفهم لم يخضع لها حقيقة، ومن دون أن يعلم، لا هو ولا النصف الآخر، وأظهرت النتائج عدم حدوث أي تغير عما كانوا عليه من أفكار، مع ثبات معتقداتهم الدينية وإيمانهم.