إضرام النار في «مقام يوسف» بنابلس
استشهاد 37 فلسطينياً بنيران جيش الاحتلال منذ بداية الشهر


عواصم - (وكالات): استشهد 4 فلسطينيين أمس برصاص الجنود الإسرائيليين ليرتفع إلى 37 عدد الشهداء الفلسطينيين منذ بداية المواجهات بين الإسرائيليين والفلسطينيين بداية الشهر الحالي، فيما دانت الأمم المتحدة إضرام النار في «قبر يوسف» المقدس لدى اليهود في مدينة نابلس شمال الضفة الغربية.
واستشهد الشاب إيهاب حنني «19 عاماً» خلال مواجهات في بيت فوريك قرب نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة، وفق ما أفادت أجهزة الإسعاف الفلسطينية.
كما استشهد شاب فلسطيني آخر قرب مستوطنة كريات أربع القريبة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية بعد طعنه جندياً إسرائيلياً. وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أرييه شاليكار إن الفلسطيني كان منتحلاً صفة مصور صحافي، «الأمر الذي سمح له بالاقتراب من الجنود».
وفي غزة استشهد شابان فلسطينيان في مواجهات قرب نقطة نحال عوز في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة.
كذلك، استشهد شاب فلسطيني متأثراً بجروح أصيب بها خلال مواجهات مع الجيش الإسرائيلي قرب معبر بيت حانون «إيريز» شمال قطاع غزة. وفي نيويورك، نددت الأمم المتحدة بإضرام فلسطينيين النار في قبر يوسف في مدينة نابلس وذلك في مستهل اجتماع لمجلس الأمن الدولي مخصص لبحث الوضع في الضفة والقدس.
وقال مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية تايي بروك زريهون إن الأمين العام بان كي مون «يدين بشدة هذا العمل المشين». من جهته، كرر مساعد الممثل الدائم لإسرائيل في الأمم المتحدة دافيد رويت أمام مجلس الأمن أن إسرائيل «لن تقبل بأي وجود دولي على جبل الهيكل»، وهي التسمية التي يطلقها اليهود على المسجد الأقصى.
واعتبر أن ذلك «سيشكل تغييراً في الوضع القائم» حالياً في الأماكن المقدسة.
وتشهد الضفة الغربية والقدس الشرقية المحتلتان أعمال عنف منذ أول أكتوبر الحالي. وسرعان ما امتدت المواجهات إلى قطاع غزة.
وكانت مصادر أمنية فلسطينية ذكرت في وقت سابق أن عشرات الشبان اقتحموا «قبر يوسف» وأضرموا النار فيه مستخدمين زجاجات حارقة ومواد مشتعلة، ما أدى إلى احتراقه من الداخل بشكل كامل. وأضافت أن فرق الإطفاء التابعة لبلدية نابلس تمكنت من السيطرة على النيران. ويقع «قبر يوسف» المتاخم لمخيم بلاطة شرق نابلس في منطقة خاضعة للسلطة الفلسطينية.
ويشكل «مقام يوسف» كما يسميه الفلسطينيون بؤرة توتر بين الفلسطينيين والإسرائيليين منذ الاحتلال الإسرائيلي لنابلس في 1967.
ويؤكد الفلسطينيون أن الموقع وهو أثر إسلامي مسجل لدى دائرة الأوقاف الإسلامية وكان مسجداً قبل الاحتلال الإسرائيلي، يضم قبر شيخ صالح من بلدة بلاطة البلد ويدعى يوسف دويكات.
لكن اليهود يعتبرونه مقاماً مقدساً ويقولون إن عظام النبي يوسف بن يعقوب أحضرت من مصر ودفنت في هذا المكان. ويرى الفلسطينيون في ذلك تزييفاً للحقائق هدفه سيطرة إسرائيل على المنطقة بذرائع دينية.
ويزور المستوطنون الموقع عادة بحماية من الجيش الإسرائيلي. ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس إضرام النار في قبر يوسف بـ«العمل المدان والمرفوض». ونقلت وكالة أنباء وفا الرسمية أن عباس أمر «بتشكيل لجنة تحقيق فورية فيما جرى في قبر يوسف»، طالباً «البدء في إصلاح الأضرار».
وتنذر موجة العنف الحالية باندلاع انتفاضة شعبية فلسطينية ثالثة ضد الاحتلال الإسرائيلي بعد انتفاضتي 1987-1993 و2000-2005.
ومن المفترض أن يتم نشر 300 جندي إضافي غداً في القدس لتعزيز الشرطة.
وتعود آخر عملية انتشار كبيرة للجيش داخل مدن إسرائيلية إلى 2002 خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية ورافقتها عملية عسكرية واسعة النطاق في الضفة الغربية المحتلة.