مقتل أكثر من ربع مليون شخص في النزاع السوري
مقتل 43 شخصاً بينهم مدنيون في معارك وغارات روسية بريف حمص
روسيا تقصف 380 هدفاً بسوريا خلال 17 يوماً
بلغاريا ترفض تحليق طائرة روسية متجهة لسوريا في أجوائها
فرنسا: التدخل الروسي في سوريا لن ينقذ الأسد


عواصم - (وكالات): وسع جيش النظام السوري عملياته العسكرية البرية ضد الفصائل المقاتلة مطلقاً حملة جديدة شمال البلاد بتغطية جوية روسية في حين ارتفعت حصيلة قتلى النزاع إلى أكثر من ربع مليون شخص. وتتزامن التطورات الميدانية مع إعلان تركيا إسقاط طائرة انتهكت أجواءها قرب الحدود السورية، فيما قال مسؤول أمريكي إن الدلائل تشير إلى أنها طائرة روسية من دون طيار.
وشنت الطائرات الروسية غارات على عدد من مواقع المعارضة السورية في ريفي حلب وحمص، دعماً لقوات النظام التي تشن معارك وهجمات كبيرة على الأرض، وسط معارك طاحنة على عدة جبهات.
وبدأ الجيش السوري عملية برية جديدة في ريف حلب الجنوبي تضاف إلى حملات أخرى وسط وشمال غرب البلاد. وأعلن مصدر عسكري ميداني «انطلاق عملية عسكرية كبرى في ريف حلب الجنوبي بمشاركة الحلفاء والأصدقاء»، مشيراً إلى أن «الحلفاء» هم الروس و«الأصدقاء» هم الإيرانيون و«حزب الله» الشيعي اللبناني.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان «تقدمت قوات النظام لتسيطر على قريتي عبطين وكدار» على بعد حوالي 15 كلم جنوب مدينة حلب.
وأفاد مصدر سوري ميداني بأن العملية بدأت «انطلاقاً من ريف حلب الجنوبي باتجاه القرى الواقعة تحت سيطرة المسلحين في الريف الغربي والجنوبي الغربي».
وتحدث مصدر عسكري آخر عن «حشود عسكرية ضخمة معززة بالآليات والمدرعات وصلت لمواقع متقدمة في ريفي حلب الجنوبي والشرقي تحت تغطية سلاح الجو الروسي»
ووفق الناشط الإعلامي في مدينة حلب محمد الخطيب «هناك تقدم للنظام، ولكن ليس سيطرة، الأمر عبارة عن معارك كر وفر»، مشيراً إلى أن مقاتلي المعارضة يستخدمون صواريخ تاو الأمريكية فيما «ينزح السكان إلى الريف الغربي أو المخيمات القريبة من الحدود التركية بسبب القصف الروسي المكثف».
وشنت الطائرات الحربية الروسية «عشرات» الغارات خلال الساعات الـ24 الماضية في تلك المنطقة واستهدفت أساساً قريتي الحاضرة وخان طومان وبلدات أخرى في محيطها، وفق المرصد.
وتسيطر على هذه المنطقة فصائل مقاتلة وإسلامية بينها جبهة النصرة، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا.
وأعلنت موسكو قصفها أكثر من 380 هدفاً لـ«داعش» منذ بدء الحملة الجوية في 30 سبتمبر الماضي.
وتأتي العملية البرية في حلب بعد يوم على أخرى في ريف حمص الشمالي، حيث قتل 43 شخصاً بينهم 8 أطفال و22 امرأة نتيجة المعارك والغارات الروسية، وفق ما أفاد المرصد السوري. وتستمر الاشتباكات في محيط مدينة تلبيسة في ريف حمص الشمالي. وتسيطر الفصائل المقاتلة على تلبيسة منذ 2012، وفشلت كافة محاولات قوات النظام لاستعادتها منذ ذلك الحين. وتكمن أهميتها في أنها تقع على الخط الرئيس بين مدينتي حمص وحماة الواقعتين على طريق حلب - دمشق الدولي. ويبدو أن الهدف من العمليات يتمحور حول تأمين طريق حلب دمشق الدولي الذي ينطلق من جنوب مدينة حلب ليمر من محافظتي إدلب شمال غرب البلاد وحماة بالوسط وصولاً إلى حمص فدمشق.
وتشهد سوريا نزاعاً بدأ منتصف مارس 2011 بحركة احتجاج سلمية قبل أن يتحول إلى حرب دامية متعددة الأطراف، تسببت أيضاً بتدمير هائل في البنى التحتية إضافةً إلى نزوح ملايين من السكان داخل البلاد وخارجها.
وقال ستيفن أوبريان مسؤول المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة إن «تصاعد حملة القصف الجوي من أي جهة كانت، يعرض طرق الإمدادات إلى مزيد من الخطر».
ويعني ذلك بحسب قوله «إننا غير قادرين على إرسال عدد كاف من قوافل الشاحنات لإيصال الإمدادات إلى المحتاجين». وبلغت حصيلة قتلى النزاع السوري في عامه الخامس أكثر من ربع مليون شخص، بينهم 74426 مدنياً ويتضمن هؤلاء 12517 طفلاً و8062 امرأة، وفق ما أعلن المرصد. وبعيداً عن الجبهات البرية، أعلن الجيش التركي أن طائراته أسقطت طائرة لم يعرف نوعها أو جنسيتها على الفور، انتهكت المجال الجوي التركي قرب الحدود السورية.
وكانت تركيا اتهمت روسيا مرات عدة منذ مطلع الشهر الحالي بانتهاك مجالها الجوي.
وأفاد مسؤول أمريكي بأن «كل الدلائل تشير إلى أنها طائرة روسية من دون طيار»، مضيفاً ألا تقارير عن استخدام الجيش السوري لنوع مماثل من الطائرات، لينفي بذلك ما أعلنته موسكو أن جميع طائراتها تعمل بشكل طبيعي.
في شأن متصل، أعلنت وزارة الخارجية البلغارية أن صوفيا رفضت تحليق طائرة روسية متجهة إلى روسيا في أجوائها، مشيرة إلى أن الطائرة «يفترض أن تنقل مساعدات إنسانية، وفقاً للوثائق التي قدمها الجانب الروسي. وتم تحديد فترة إخطار للتأكد».
من جهته، اعتبر الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أن التدخل العسكري الروسي في سوريا «لن ينقذ» الرئيس بشار الأسد مع إقراره بأنه قد «يرسخ النظام».