وزير التربية: خطة جديدة لجامعة البحرين تعرض قريباً
كتبت - شيخة العسم:
أكد نائب رئيس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، أن البحرين وصلت لمستوى عال في مجال التعلم الإلكتروني، من خلال تهيئة بيئة إلكترونية رقمية وحاضنة علمية متكاملة وكوادر واعدة في المجال.
وعبر سموه لدى رعايته افتتاح فعاليات المؤتمر والمعرض الدولي الخامس للتعلم الإلكتروني أمس، عن سروره برعايته افتتاح أعمال المؤتمر المنعقد هذا العام تحت عنوان «تكنولوجيا مبنية على علوم عقل الإنسان»، ويشهد منح جائزة الأمانة العامة في دورتها الثانية في تصميم وتطوير المقررات الإلكترونية على مستوى جامعات دول مجلس التعاون الخليجي.
واعتبر سموه انعقاد المؤتمر للمرة الخامسة في البحرين وبهذه المشاركة الكبيرة من قبل مجموعة من الخبراء الدوليين في التعليم الإلكتروني، تأكيداً لمستوى عال وصلت إليه البحرين في مجال التعلم الإلكتروني وزيادة خبراتها التقنية، من خلال تهيئة بيئة إلكترونية رقمية وحاضنة علمية متكاملة وكوادر واعدة في هذا المجال الحيوي والمهم.
وأضاف سموه أن التعلم الإلكتروني وهذا النمط التعليمي المعتمد على الابتكار والإبداع بعيداً عن التلقين، عزز عملية التنمية والتطوير وإعداد جيل من المؤهلين والمدربين على أحدث مستويات المعرفة.
وأردف سموه «هؤلاء قادرون على التعامل مع المستقبل واستشرافه بالطرق المعاصرة، وهو ما تسعى إليه الحكومة وتوليه أهمية كبيرة باعتباره أحد أهم عناصر الاستثمار الأمثل في التعليم الحديث، في إطار عملية تطوير التعليم والتدريب ومبادراته التي انتهجتها البحرين خلال السنوات العشر الماضية، وتوجه الحكومة نحو التحول الرقمي الإلكتروني في المجالات كافة».
وذكر سموه أن احتضان جامعة البحرين لهذا الحدث العلمي المهم، واختيار مركز التعلم الإلكتروني بجامعة البحرين مقراً للأمانة العامة لجائزة الأمانة العامة لمجلس التعاون في تصميم وتطوير المقررات الإلكترونية، جاءت بتوجيهات من أصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون، بما يؤكد على دورها الحيوي في خدمة المجتمع البحريني، ومساهمتها الفاعلة في العملية التعليمية، من خلال نقل الخبرات والمعرفة والبحث والتطوير المشجع على الإبداع في مجالات التعليم الإلكتروني ومستقبل التعليم.
ووجه سموه الشكر لجامعة البحرين ومركز زين للتعلم الإلكتروني بالجامعة وجمعية المهندسين الإلكترونيين والكهربائيين العالمية «IEEE» وكافة القائمين على المؤتمر، متمنياً للمؤتمر النجاح والتوفيق في تحقيق أهدافه.
من جانبه قال وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي، إن البحرين حققت نقلات نوعية في مجالات التعليم عامة والتعليم الإلكتروني خاصة، من خلال مبادرات المشروع الوطني للتعليم والتدريب، مستشهداً بمشروع جلالة الملك لمدارس المستقبل.
وأضاف أن مشروع مدارس المستقبل بدأ بـ10 مدارس بعد انطلاقته عام 2005، ليتوسع ويشمل جميع مدارس البحرين في عام 2009.
وذكر النعيمي أن الوزارة بصدد تنفيذ مشروع التمكين الرقمي هذا العام الهادف إلى تنمية مهارات المدرسين والمدرسات في استخدام منظومة تكنولوجيا المعلومات.
وأكد أن الوزارة ومؤسسات التعليم العالي معنية بتطوير منظومة التعلم الإلكتروني لما تتيحه هذه المنظومة من فرص، وما تتميز به من مواصفات، نحو القدرة على تطبيق أفضل للمعرفة، وتقليل الكلفة، وزيادة فعالية التعليم وإنتاجيته، وإتاحة الفرصة للتعلم والتعليم للجميع. ونبه إلى عدة تحديات بينها التباين في الواقع الإلكتروني بين المؤسسات التعليمية القادرة على توفير بنية تقنية للدارسين وبين خارجها، وتحدي الإمكانات المالية لتوفير التكنولوجيا المطلوبة، والتطوير والتدريب المستمرين للموارد البشرية، وأمن المعلومات ومصداقيتها.
من جهته أشاد أمين عام مجلس التعاون الخليجي د.عبداللطيف الزياني، بجهود البحرين ومؤسساتها التعليمية المختلفة في تعزيز مسيرة العمل المشترك في البعد التعليمي.
ولفت في كلمة ألقاها بالنيابة عنه رئيس قطاع شؤون الإنسان والبيئة في الأمانة العامة لمجلس التعاون د.عادل الزياني، إلى ما أولته حكومات دول الخليج من دعم لتطوير بنية التعليم وإتاحة التعلم الإلكتروني في حقول التعليم المختلفة.
وقال الزياني إن دول المجلس أولت عناية واهتماماً خاصاً بالاستفادة من الثورة التكنولوجية في مختلف المراحل الدراسية، إيماناً بأهمية الارتقاء بالعنصر البشري، باعتباره أساس التنمية في أبعادها المختلفة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.
وأكد النهج الحكيم للبحرين لتشجيع التعلم الإلكتروني والأبحاث المتعلقة به، حيث أطلقت جائزة الملك حمد بن عيسى آل خليفة لاستخدام تكنولوجيات المعلومات والاتصال في التعليم بالتعاون مع اليونسكو، وهي جائزة اليونسكو الوحيدة في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصال في التعليم، وترمي إلى الاعتراف بالمنظمات والأفراد المعتمدين على تكنولوجيا المعلومات والاتصال كحليف تربوي، ويجعلون التعلم بذلك أكثر فعالية.
بدوره تحدث المدير الإقليمي للمعهد العالمي للهندسة والإلكترونيات (IEEE) جوزيف مودلسكي عن المعهد ودوره في صناعة التعليم، مشيراً إلى أن عدد المشتركين في المعهد يصل إلى 430 ألف عضو في 45 مجتمعاً معرفياً من 190 دولة حول العالم.
وقال إن المعهد يرعى 1700 مؤتمر مختص حول العالم، وله ألف معيار تطبقها العديد من الشركات في علاقاتها التجارية والمهنية والصناعية في العالم.
ورأى أن التعليم يبقى الاستثمار الأفضل والأهم، مؤكداً أن المعهد لن يألو جهداً في إقامة شراكات تعاونية لحفز التعليم وتطويره في أبعاده المختلفة، لاسيما في قطاع التعليم الإلكتروني. وعرض مركز زين للتعلم الإلكتروني في جامعة البحرين فيلماً قصيراً عن واقع التعلم الإلكتروني في الجامعة وشراكاته في هذا المجال. وكرم سمو نائب رئيس الوزراء، رعاة المؤتمر والمتحدثين الرئيسين فيه، والفائزين بجوائز الأمانة العامة لدول مجلس التعاون الخليجي للتميز في تصميم وتطوير المقررات الإلكترونية، وأعضاء لجنة تحكيم الجائزة. وذهبت جوائز الأمانة العامة الممولة من جامعة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا في المملكة العربية السعودية، إلى د.عبدالله المطوع من جامعة الكويت، د.هشام ريبا من جامعة الملك سعود بن عبدالعزيز، د.عائشة بوشقر من جامعة البحرين، د.محمود عبدالعزيز من جامعة الدمام، د.أسامة شبل من جامعة الدمام، د.أندرو ريز من جامعة نزوى في عمان.
وافتتح سموه المعرض المصاحب، واحتوى على تقنيات وحلول ذكية في مجال التعلم الإلكتروني، حيث اطلع سموه على عروض الشركات المتخصصة في المجال.
ويشارك في المؤتمر المنعقد في فندق كراون بلازا البحرين نحو 400 من الخبراء الدوليين في التعليم الإلكتروني، يبحثون خلاله جميع المحاور المؤثرة في تطوير التعلم الإلكتروني فيما يتجاوز 100 ورقة علمية محكمة تم انتقاؤها من بين 150 ورقة.
وينظم المؤتمر بدعم من عدة شركات وجهات، تشمل جامعة المجمعة، شركة بيرسون، شركة وايلي، والمعهد العالمي للهندسة والإلكترونيات (IEEE)، هيئة الحكومة الإلكترونية، شركة زين البحرين، بن هندي، الزياني التجارية، وجامعة الملك عبدالعزيز للعلوم والتكنولوجيا، شركة المؤيد، مؤسسة الأيام للصحافة والنشر، شركات ماجرو هيل، وتراك سولوشنز التعليمية وأستوديو ماستر بالإضافة إلى دروع المملكة.
وتعقد جلسات المؤتمر بطريقة تزامنية في 4 مسارات متوازية على مدى أيام المؤتمر.
وكان رئيس جامعة البحرين د.إبراهيم جناحي قال في تصريح سابق «إن مؤتمر التعلم الإلكتروني الدولي ينظم كل سنتين، وبات محفلاً علمياً مميزاً على المستويين الإقليمي والدولي، يستقطب باحثين وخبراء عالميين، ويناقش من أوراق علمية رصينة».
وأكد أن رعاية سمو الشيخ محمد بن مبارك لهذا المحفل تكسب الحدث مزيداً من التميز وتؤكد عناية القيادة الرشيدة بمجال التعلم الإلكتروني بعد أن بات مجالاً حيوياً ترتبط به أساسيات التنمية.
وذكر جناحي أن المؤتمر يستقطب 6 متحدثين رئيسين يعدون من أبرز المشتغلين في مجال التعلم الإلكتروني، وأكثر من 400 باحث واختصاصي وأكاديمي في هذا المجال يمثلون 40 دولة. وأكد وزير التربية والتعليم في تصريح لـ»الوطن»، أن الوزارة لديها إمكانية ولا تشكل هذه المؤتمرات عائقاً في ميزانية الوزارة.
وقال «التعليم في البحرين قطع أشواطاً كبيرة منذ عام 2005، في حين أن مشروع التمكين الرقمي غطى عدداً كبيراً من المدارس، وتستمر الوزارة في تطوير التعليم».
وأكد أن جامعة البحرين أدت دوراً كبيراً في السنوات الماضية والقادمة على صعيد تطوير المقررات، مضيفاً «نحن ننظر للمرحلة القادمة والبرامج لمتابعة كل ما هو جديد على الساحة التعليمية، ونحن الآن في مرحلة دراسة بعض الأمور التطويرية بالجامعة».
وأردف «الخطة الجديدة لجامعة البحرين قطعت شوطاً كبير وستعرض قريباً على مجلس الأمناء». من جانبها قالت مستشار رئيس جامعة البحرين للتعليم الإلكتروني وتكنولوجيا المعلومات د.إيشاع بنت محمد بن حمد آل خليفة، إن الفترة الأخيرة في جامعة البحرين شهدت تطورات كبيرة في زيادة أعداد المقررات الدراسية الإلكترونية.
وأضافت أن أعداد هذه المقررات زادت في آخر سنتين ليرتفع عددها من 134 إلى 189 مادة تقريباً، قبل أن تتابع «أصبح لدينا صفوف تستخدم خوذة وقفازات ويتمرن عليها في الواقع الافتراضي، في المقابل لدينا مركز زين وهو مبنى متكامل الخدمات تتعدى المبنى لتصل للهواتف والأجهزة أو أي آلة إلكترونية تكون لدى الطالب، المبنى يخدم أكثر من نصف طلبة جامعة البحرين».
وقالت الرئيس التنفيذي لمدرسة الإبداع الخاصة منى سليم «هدفنا من المشاركة نشر برنامج الريبوت لأهميته».
وأضافت «شاركنا اليوم بالمعرض بدعوة خاصة من المنظمين، وهي عبارة عن نماذج أولية للروبوتات، ونحن سعداء بالمشاركة ومثلنا البحرين بالخارج وحصلنا على العديد من الجوائز، ونتطلع للتطور في الجانب الإلكتروني والاهتمام به بشكل أكبر فهو داخل في جميع حياتنا اليومية المنزلية والعلمية».