قال محافظ العاصمة علي العصفور إن تلاحم أهل البحرين على مدى سنين طويلة كفيل بأن يُفشل الاعتداء على الشعائر، والنيل من معتقدات ومقدسات ابناء المجتمع والتي كفلها دستور مملكة البحرين، وأضاف: «لقد شعرنا بالكثير من الأسى لما حدث من إطلاق نار من قبل مجهولين على دور العبادة في قريتي الهملة ودمستان، وهو فعل ينبيء بأن أهل الإرهاب لا يكترثون ولا يحترمون لا الوطن ولا والمواطن، لكن الثقة كبيرة في الأجهزة الأمنية التي باشرت التحقيق في الواقعتين بمتابعة شخصية من جانب وزير الداخلية الفريق الركن الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة».
وشاركت أمس مواكب عزائية من مختلف مناطق البحرين في العزاء المركزي كما هو معتاد سنوياً انطلاقاً من مسجد فاطمة الزهراء «ع»، فيما تابعت اللجنة التنفيذية لموسم عاشوراء بالشمالية سير الخدمات المقدمة للحسينيات والمواكب العزائية المشاركة، وشهد مسار المواكب تنظيماً كبيراً بالتعاون بين إدارات المآتم الحسينية والمواكب وبين أعضاء لجنة عاشوراء بالشمالية لضمان راحة جميع المشاركين لتتم الشعائر في يسر وأمان، وقدمت كل من مديرية شرطة المحافظة الشمالية وبلدية المنطقة الشمالية وإدارة الأوقاف الجعفرية كافة الاحتياجات المطلوبة من ناحية المشاركة في التنظيم وتوفير المستلزمات وإدارة الحركة المرورية وتسهيل دخول وخروج المشاركين.
وتابع العصفور مع أعضاء اللجنة التنفيذية لموسم عاشوراء ترتيبات العزاء المركزي قبل وأثناء وبعد انتهائه، معبرًا عن شكره وتقديره لكل الجهات التي ساهمت بشكل مشرف في إنجاح الإحياء، مؤكداً أن ذلك يأتي في إطار الحريات الدينية التي كفلها الدستور والقانون ودعم القيادة الرشيدة ومساندة وزير الداخلية وهو ما جعل البحرين تنعم بالأمن والأمان، فيما أكد على أن هذه الذكرى الإسلامية العظيمة ستبقى عاماً بعد عام تجمع البحرينيين ضمن معانيها ودلالاتها الدينية والإنسانية والاجتماعية والثقافية، وزاد قوله أن أبناء المجتمع البحريني الذين قدموا أروع صور التعايش والتسامح والتلاقي بين الأديان والمذاهب، يمثلون اليوم الرقم الأصعب في مواجهة تهديدات الإرهابيين الذين لا ينتمون إلى الدين الإسلامي ولا يحملون أياً من قيم الإنسانية لما يفعلونه من تدمير وهدم وسفك للدماء.
وكان العصفور وعدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لموسم عاشوراء بالمحافظة قد التقوا أمس باللجنة المنظمة للتأكد من سير العمل على الوجه الصحيح، وكذلك التباحث حول ترتيبات استضافة المواكب والضيافة، معبراً عن اعتزازه بالصورة الاجتماعية البحرينية الفريدة في عزاء مدينة حمد بمشاركة أبناء الطائفتين الكريمتين في استقبال المعزين وتقديم الضيافة.
ومن جانبهم، توجه عدد من رؤساء الحسينيات والمواكب العزائية بالشكر للمسؤولين بالمحافظة الشمالية، وإلى كل الجهات التي قدمت خدماتها وللمواطنين والمقيمين الذين شاركوا في إحياء اليوم الرابع من المحرم، كما رفعوا شكراً خاصاً لأهالي مدينة حمد التي تقع منازلهم على مسار المواكب لما قدموه من خدمات وضيافة وتعاون.