فاز الألماني توماس باخ أمس الثلاثاء برئاسة اللجنة الأولمبية الدولية بعد جولتين فقط من الاقتراع السري الذي أجري اليوم ضمن اجتماعات الجمعية العمومية (الكونجرس) للجنة الأولمبية الدولية المنعقدة حاليا بالعاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس.
وحسم باخ السباق لصالحه بعدما تفوق على المرشحين الأربعة الذين وصلوا معه إلى المرحلة الثانية من التصويت بعد خروج المرشح السادس من المرحلة الأولى.
وأصبح باخ هو الرئيس التاسع للجنة على مدار تاريخها منذ أن تأسست في 1894 .
ويترأس باخ اللجنة في السنوات الثماني المقبلة خلفا للبلجيكي جاك روج الذي شغل المنصب على مدار 12 عاما. ويحق للرئيس الجديد للجنة الترشح لفترة أخرى لمدة أربع سنوات في نهاية فترة الثماني سنوات.
وأعلن روج في وقت سابق أمس عن انتهاء عملية الاقتراع لاختيار الفائز بمنصب رئيس اللجنة بعد مرحلتين فقط للتصويت.
وأعلن روج أن المرحلة الثانية من عملية الاقتراع السري حسمت هوية المرشح الفائز من بين المتنافسين الستة على رئاسة اللجنة قبل أن يكشف عن انتخاب باخ في الوقت المحدد للإعلان عن اسم الفائز.
ووصل خمسة مرشحين فقط لهذه المرحلة من التصويت ولكن باخ حسم السباق بإحرازه أكثر من نصف عدد أصوات المشاركين في الاقتراع.
وحصل باخ على 49 صوتا بفارق 20 صوتا أمام أقرب منافسيه وهو البورتوريكي ريتشارد كاريون الذي حصل على 29 صوتا مقابل ستة أصوات للسنغافوري سير ميانج وخمسة أصوات للسويسري دينيس أوزوالد وأربعة أصوات للأوكراني سيرجي بوبكا.
وخرج التايواني تشينج كو (كك) وو في وقت سابق اليوم من المرحلة الأولى بعملية الاقتراع.
وتعادل وو في البداية مع السنغافوري نج سير ميانج في المركز الأخير بالمرحلة الأولى من التصويت قبل أن يرجح التصويت الفاصل بينهما كفة المرشح السنغافوري ليصعد مع المرشحين الأربعة الآخرين ويصبح وو أول المودعين للسباق على رئاسة اللجنة.
وقال روج ، لدى إعلان النتيجة النهائية ، "أشعر بالفخر والسعادة أن أعلن أن الرئيس التاسع للجنة الأولمبية الدولية هو توماس باخ".
وقال باخ ، بعد إعلان فوزه ، "إنها إشارة هائلة بالفعل على الثقة.. سأعمل لكم ومعكم في السنوات المقبلة وأود أن أكتسب ثقتكم أيضا" في إشارة إلى هؤلاء الذين لم يمنحوه أصواتهم بينما وجه الشكر لمن منحه صوته في الانتخابات اليوم.
وحاول باخ معالجة أي جروح أو خلافات تركتها المنافسة الانتخابية قائلا "بابي وأذناي وقلبي مفتوحون دائما".
ووجه باخ حديثه إلى روج قائلا "أتمنى كثيرا أن أستطيع الاعتماد على نصيحتك أيضا في السنوات المقبلة".
وقال كاريون "بالطبع ، أشعر بخيبة الأمل ولكن يجب تقبل النتيجة. نحتاج الآن لمنح توماس باخ الوقت والمساحة لتشكيل فريقه".
ولم يكن انتخاب باخ مفاجأة بل سار متماشيا مع التوقعات والتكهنات التي أثيرت في الفترة الماضية حيث خاض نجم المبارزة الألماني السابق المنافسة الانتخابية كأقوى المرشحين في هذا السباق.
وتنافس باخ اليوم مع البورتوريكي ريتشارد كاريون والسنغافوري نج سير ميانج والأوكراني سيرجي بوبكا والسويسري دينيس أوزوالد والتايواني وو.
وانضم المحامي باخ /59 عاما/ لعضوية اللجنة الأولمبية الدولية في 1991 وتمتع بتنقله من مرتبة لأخرى في اللجنة حتى أصبح نائبا لرئيس اللجنة كما ترأس اللجنة القضائية ولجنة مكافحة المنشطات باللجنة.
ونال باخ تقديرا عالميا هائلا على كلمته بشأن هيكل وتشكيل الحركة الأولمبية خلال اجتماعات الكونجرس الأولمبي في 2009 حيث وصفه السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وعضو اللجنة الأولمبية الدولية بأنه حديث "رئاسي" وأصبح باخ منذ ذلك الحين المرشح الأقوى لخلافة روج.
وخاض باخ الانتخابات على رئاسة اللجنة تحت شعار "الوحدة في التنوع" .
وأصبح باخ ثامن أوروبي يتولى رئاسة اللجنة الأولمبية من بين تسعة أشخاص شغلوا هذا المنصب عبر التاريخ.
وكان الرئيس الوحيد للجنة من خارج أوروبا هو الأمريكي أفيري برونداج الذي تولى المسؤولية من 1952 إلى 1972 .
وربما دعم موقف باخ اليوم أن سبعة من الرؤساء الثمانية السابقين للجنة كانوا من القارة الأوروبية وأن القارة العجوز ما زالت تحظى بأكثر من نصف عدد أعضاء اللجنة.
وأكد باخ ، في تصريحات إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) مؤخرا ، ارتياحه لاقتراب موعد التصويت مشيرا إلى أنه يتطلع ليوم الانتخابات التي يخوضها برغبة أكيدة في الفوز "مع الاعتراف بأن الهزيمة واردة" ويبدو أن رغبته كانت نابعة من ثقة بالغة لديه.