استمرت أسعار النفط في الانخفاض خلال شهر سبتمبر نظراً لترقب المستثمرين قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة التي أعلن عن بقائها ثابتة دون تغيير بعد انتهاء اجتماع المجلس، بحسب تقرير «كامكو للاستثمار».
ومن ناحية أخرى، يعتبر الانخفاض في متوسط أسعار النفط خلال شهر سبتمبر الأقل خلال الـ4 أشهر الماضية، حيث بقيت الأسعار متذبذبة طوال الشهر ولم ترتفع إلا في شهر أكتوبر.
ويعزى ارتفاع أسعار النفط خلال الأسبوع الأول من أكتوبر، إلى توارد أنباء تفيد بأن الأطراف الأساسية الفاعلة في سوق النفط من الأعضاء وغير الأعضاء في منظمة الأوبك «خاصة روسيا وفنزويلا» تدرس إمكانية التعاون لبحث كيفية الحد من تهاوي أسعار النفط.
ومع ذلك، نفت روسيا هذا التعاون وقالت إنها لن تستطيع خفض مستوى إنتاجها النفطي. وتلقى سوق النفط -الذي تجاهل البيانات الإيجابية الواردة من مؤشرات الأسهم الأوروبية وارتفاع أسعار المعادن الأساسية - دعماً من انخفاض عدد الحفارات النفطية للأسبوع السابع على التوالي.
وذكرت شركة «بيكر هيوز» لخدمات الطاقة، أن عدد الحفارات النفطية العاملة قد تراجع بواقع 10 حفارات ليصل إلى 595 حفاراً خلال الأسبوع المنتهي في 9 أكتوبر، وهو يعتبر أدنى مستوى يتم تسجيله على مدى أكثر من خمس سنوات.
من ناحية أخرى، تراجعت الحالة المعنوية الإيجابية خلال الأسبوع الثاني من الشهر حيث سجلت البيانات التجارية التي أصدرتها الصين انخفاضاً في قيمة الصادرات للشهر الـ11 على التوالي.
إضافة إلى ذلك، أظهرت بيانات الأسعار الصينية أن الضغوط التضخمية قد بدأت في التزايد نظراً لتباطؤ معدل التضخم الاستهلاكي على نحو أكثر من المتوقع في سبتمبر وانخفاض أسعار المنتجين للشهر الـ43.
ووفقاً للبيانات التجارية للصين، تراجعت الصادرات الصينية المقومة بالدولار الأمريكي بنسبة 3.7% في سبتمبر بالمقارنة مع مستواها في العام الماضي في حين هبطت الواردات بنسبة 20.4%.
وعلى الرغم من أن الانخفاض في الصادرات كان أقل من المتوقع فإن انخفاض قيمة الواردات قد أعطى مؤشراً سلبياً عن الوضع الاقتصادي في ثاني أكبر الاقتصادات في العالم.
وتعرضت أسعار النفط لمزيد من الضغوط بسبب تقرير وكالة الطاقة الدولية «IEA» الذي توقع تباطؤ معدل نمو الطلب العالمي على النفط إلى 1.2 مليون برميل يومياً في عام 2016 مقابل 1.8 مليون برميل يومياً في عام 2015.
وقال المتنبئون بأن تأثير انخفاض أسعار النفط على نمو الطلب، سيتلاشى في النهاية مع دخول إيران سوق النفط الذي سيؤدي إلى زيادة المعروض النفطي في السوق في عام 2016.
وأكد تقرير وكالة الطاقة الدولية على تأثير تباطؤ النشاط الاقتصادي في الدول التي تعتمد بشكل أساسي على إيرادات السلع. ومن ناحية أخرى، أظهر التقرير الأسبوعي الأخير الصادر من منظمة الطاقة الدولية ارتفاع إمدادات النفط الخام في حين أظهر تقرير معهد البترول الأمريكي «API» أن مخرونات النفط الخام قد ارتفعت خلال ذلك الأسبوع.
واستمرت أسعار سلة نفط أوبك في الانخفاض تحديدا منذ بدء سبتمبر ليبلغ متوسط سعر البرميل 44.83 دولار. واستقر الانخفاض الشهري في متوسط سعر سلة نفط أوبك عند أدنى مستوياته على مدى الأشهر الـ4 الماضية مسجلاً تراجعاً بنسبة 1.4% بالمقارنة مع نسبة 16.1% خلال شهر أغسطس.