عواصم - (وكالات): أصدر القضاء العراقي أمس مذكرة توقيف بحق وزير التجارة ملاس محمد عبد الكريم وشقيقه لاتهامات تتعلق بفساد مالي، فيما واصلت القوات العراقية تقدمها بمساندة التحالف الدولي في منطقتي صلاح الدين والأنبار، ووصلت إلى تخوم بلدة الحويجة التي تعتبر أحد أهم معاقل تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي غرب محافظة كركوك. في السياق ذاته، أفاد بيان لقوة المهام المشتركة أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة نفذ ??18?? ضربة جوية ضد «داعش» في العراق ووجه 5 ضربات في سوريا.
وقال المتحدث الرسمي للسلطة القضائية الاتحادية القاضي عبد الستار بيرقدار إن «محكمة التحقيق المركزية أصدرت أمراً بالقبض على وزير التجارة وشقيقه عن تهم فساد مالي».
وأكد «إحالة القضية الخاصة بالمتهمين على محكمة التحقيق المتخصصة بقضايا النزاهة في الرصافة» شرق بغداد. وأفادت مصادر مقربة من الوزير أنه موجود في البلاد وحضر اجتماع مجلس الوزراء. ويشغل منصب وزارة التجارة ائتلاف «الوطنية» بزعامة نائب رئيس الجمهورية إياد علاوي الذي أقيل من منصبه ضمن حزمة الإصلاحات التي ينفذها رئيس الوزراء حيدر العبادي. ولم يوضح القضاء تفاصيل حول الاتهامات ضد الوزير، لكن مصادر إعلامية تحدثت عن منحه عقود تجهيز بصورة مباشرة دون مناقصات كانت تجهز عبر شقيقه المقيم في عمان.
وينتمي الوزير إلى عائلة ألكسنزان الكردية، وكان والده من أبرز رجال طريقة ألكسنزانية الصوفية.
وقد تزعم ميليشيا مسلحة يدعمها الرئيس العراقي السابق صدام حسين، لقتال البشمركة آنذاك. ويمارس ألكسنزان طقوساً خاصة تشمل الرقص والموسيقى كجزء من منهج التصوف الذي يؤمنون به.
وقد اعتقل ملاس مع شقيقيه غاندي ونهرو أواخر التسعينات، بتهمة تزوير توقيع صدام حسين، لكن أفرج عنهم وفروا بعدها إلى السليمانية.
ويحظى والدهم بعلاقة قوية مع عزت الدوري الرجل الثاني في نظام صدام حسين.
ولايزال الدوري الذي أعلن هو وأنصاره تحالفهم مع «داعش» في بداية هجومهم على الموصل، متوارياً عن الأنظار. ومذكرة التوقيف هي الأولى بحق مسؤول رفيع منذ بدء حملة الإصلاحات للحكومة إثر موجة الاحتجاجات التي تطالب بمكافحة الفساد.
وشرع العبادي جملة من الإصلاحات بينها إلغاء مناصب نواب رئيسي الجمهورية والوزراء، وتقليص الحماية وإلغاء المخصصات المالية لبعض المسؤولين الكبار وتخفيض رواتبهم. وصدرت قبل هذه المذكرة، أوامر قبض بحق عدد من المسؤولين حاليين وسابقين في وزارة الكهرباء وأمانة بغداد، لكن لم يتم تنفيذها بسبب وجود معظم هؤلاء خارج البلاد.
من ناحية أخرى، واصلت القوات العراقية تقدمها بمساندة التحالف الدولي في منطقتي صلاح الدين والأنبار، ووصلت إلى تخوم بلدة الحويجة التي تعتبر أحد أهم معاقل «داعش» غرب محافظة كركوك.
وخاضت القوات العراقية الأمنية المكونة بشكل رئيس من قوات الجيش والشرطة الاتحادية والنخبة والتدخل السريع وفصائل الحشد الشعبي، معارك في الرمادي وبيجي، ووصلت في عملية مباغتة إلى تخوم بلدة الحويجة في محافظة كركوك.
وقال ضابط برتبة لواء في الجيش إن «قوات الجيش والحشد الشعبي وأبناء العشائر، بدأت تثبيت مواقعها في المناطق المحررة والانتشار في الأحياء السكنية في بيجي للسيطرة والتفتيش عن المتفجرات والدور المفخخة».
وأكد أن «أكثر من 90 % من قضاء بيجي والمدن والمنشآت التابعة له باتت تحت سيطرة القوات الأمنية».
واعتبر الضابط أن «القوات الأمنية حققت أكبر انتصار لها منذ يونيو 2014» عندما شن المتطرفون هجماتهم التي بدأت بالسيطرة على مدينة الموصل، شمال البلاد.
وفي الجبهة الغربية قال قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي إن «منطقة البوفراج «إلى الشمال من الرمادي» أصبحت تحت سيطرتنا الأمنية بتأثير نيران قواتنا الأمنية».