واشنطن - (أ ف ب): بدأت الولايات المتحدة رسمياً أمس الإعداد لتعليق العقوبات المفروضة على إيران، في أول ترجمة ملموسة للاتفاق النووي التاريخي الذي وقع في 14 يوليو الماضي بين طهران والقوى الكبرى.
وأمس، انتهت مهلة التسعين يوماً التي أعقبت تبني مجلس الأمن قراراً يوافق فيه على الاتفاق. وعلى إيران أن تبدأ بتفكيك قسم كبير من بناها النووية، وهي عملية تستغرق أشهراً عدة يمكن في ختامها رفع العقوبات الغربية فعلياً.
وأمر الرئيس باراك أوباما إدارته بالاستعداد، وخصوصاً عبر نشر نصوص تعليق مختلف العقوبات التي تم تبنيها بحق إيران بهدف منع الشركات الأجنبية من شراء النفط الإيراني أو حظر التعامل مع المصارف الإيرانية. وسيعلن الاتحاد الأوروبي تدابير مماثلة.
وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في بيان «إن هذا اليوم مهم لنا جميعاً ومرحلة أولى حاسمة في العملية الهادفة للتأكد من أن البرنامج النووي الإيراني سلمي بحت».
من جهته، صرح وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي يزور طهران «السؤال الآن هو: «هل ستظهر إيران أنها تفي بالتزاماتها؟»». وقال مسؤول أمريكي إن تعليمات الرئيس أوباما تنشر «لكي يدرك الناس ما سيعلق» من العقوبات.
لكن مسؤولاً أمريكياً آخر حذر الشركات التي قد تقرر ممارسة أنشطة مع طهران منذ الآن وقال «إن أي عقوبات لم ترفع».
وأوضحت أوساط في واشنطن أن موعد التعليق الفعلي للعقوبات يبقى رهناً بوتيرة التزام الإيرانيين بما يعنيهم من الاتفاق. وقال مسؤول ثالث «لا نتصور أن ذلك قد يأخذ أقل من شهرين»، مضيفاً «بالنسبة إلينا من المهم القيام به بشكل جيد بدلاً من القيام به سريعاً». إلا أن المعروف أن من مصلحة الإيرانيين الإسراع في تنفيذ العملية لاستعادة عشرات مليارات الدولارات من الأموال المجمدة في مصارف أجنبية وتغذية الاقتصاد الإيراني الذي يعاني من تعثر مزمن.
وأبلغت إيران الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها ستطبق البروتوكول الإضافي في معاهدة حظر الانتشار النووي، إحدى مراحل تطبيق الاتفاق التاريخي.
وفي طهران أعلن رئيس الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي للتلفزيون الرسمي أن إيران مستعدة للوفاء بالتزاماتها.
وينتظر الإيرانيين عمل كثير، خصوصاً أن عليهم الاستغناء عن ثلثي أجهزة الطرد المركزي. وينبغي إعادة بناء مفاعل المياه الثقيلة في أراك بحيث لا يعود قادراً على إنتاج البلوتونيوم للاستخدام العسكري. وستضطلع الصين بدور رئيس في هذا الأمر بحسب «إعلان نيات» يفترض أن تعلنه واشنطن وطهران وبكين.
كذلك، على إيران أن تقلص إلى 300 كلغ ولفترة 15 عاماً مخزونها من اليورانيوم الضعيف التخصيب والبالغ حالياً 10 أطنان، وذلك عبر بيع قسم من وقودها إلى روسيا.