واصل المؤتمر الدولي الخامس للتعلم الإلكتروني، الذي تنظمه جامعة البحرين، وبرعاية نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس المجلس الأعلى لتطوير التعليم والتدريب سمو الشيخ محمد بن مبارك آل خليفة، واصل فعالياته أمس في يومه الثاني، حيث ناقش المشاركون نحو 40 ورقة علمية تناولت تجارب في استخدام التعلم الإلكتروني، وتوظيف التكنولوجيا في عدة أغراض. وقال أستاذ التعلم الإلكتروني في جامعة أولدومينيون في الولايات المتحدة أ.د. محمد عبدوس، إن الاتجاه العالم يمضي نحو زيادة مساحة التعلم الإلكتروني في العملية التعليمية خصوصاً في الجامعات والمعاهد، مشيراً إلى أن استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة كشفت أن 72% من المسؤولين في الجامعات الأمريكية يعدون التعلم الإلكتروني جزءاً مهماً من الاستراتيجية المستقبلية لجامعاتهم، مؤكداً أنه لا يستبعد أن يغلب نمط التعلم الإلكتروني على العملية التعليمية في المستقبل خصوصاً للذين يعودون إلى الدراسة بعد مضي سنوات على التخرج، لتحديث معلوماتهم ومواكبة التطورات في الاختصاصات العلمية.غلبة التعلم الإلكترونيوأضاف عبدوس، وهو المتحدث الرئيس في المؤتمر: «إن العلوم والمعلومات تتجدد في بعض الاختصاصات كل خمس إلى سبعة أعوام، وذلك يحتم على الاختصاصيين العودة إلى المجتمع الجامعي لتحديث معلوماتهم، ولأن الكثير من هؤلاء مرتبطون بأعمال والتزامات وأنماط حياتية تختلف عن الخريجين الجدد، فلا بديل لهم سوى الالتحاق بالمجتمعات الجامعية الافتراضية عبر التعلم الإلكتروني».وقدم عبدوس ورقة علمية عن تجويد المقررات الإلكترونية وتنمية ثقافة الجودة في أسلوب التعلم عن بعد، وقال: «لقد اعتاد المعدون لمقررات التعلم الإلكتروني أن يقوموا بعملية المراجعة والتقويم في نهاية المقرر، غير أن النموذج الذي نطرحه يضع معايير لكل مرحلة من مراحل بناء المقرر الإلكتروني، ويدفع باتجاه تطبيقها ومراجعتها مرحلة مرحلة»، مؤكداً أن «هذا النموذج جرى تطبيقه في جامعة أولدومينيون وأثبت فاعليته وجدواه سواء على مستوى استيعاب الطلبة وتحصيلهم أم على مستوى استمرارهم في الدراسة الإلكترونية». وقال: « إن أحد التحديات في ميدان التعلم الإلكتروني هو أن بعض الطلبة يبدؤون التعلم إلكترونياً لكنهم لا يكملوا المضي فيه»، مشيراً إلى أن «وجود مقرر إلكتروني محكم في جميع مراحله يشجع الطالب على مواصلة التعلم عن بعد».وشدد على أن هنالك أمور كثيرة تتحكم في التعلم الإلكتروني، من أهمها رؤية الإدارة الجامعية لدور التعلم الإلكتروني في المنظومة الجامعية، فإذا لم تكن للإدارة رؤية شاملة بشأن التعلم الإلكتروني فإنه لن تستطيع أن تقدمه بطريقة جيدة ومؤثرة، كما أن تطوير المدرسين وتدريبهم يعد أمراً مهماً، بالإضافة إلى استعداد الطالب للتفاعل مع هذا النمط من التعلم.المحاكاة التفاعلية في المعاملوعرض أستاذ العلوم بكلية العلوم التطبيقية في الرستاق بسلطنة عمان د.أحمد البادري ورقة علمية عن المحاكاة التفاعلية في المعامل والمختبرات الافتراضية في تدريس مادة العلوم.ونبه إلى أن «المختبرات الافتراضية تعد ضرورة لعدة أسباب، من بينها كلفة المختبرات الفعلية العالية، وخطورة بعض التجارب العملية، ودقة بعضها حيث نتعامل مع كائنات علمية دقيقة جداً» مؤكداً «إن تعليم العلوم يجب أن يكون باستخدام الأساليب المختبرية التقليدية بالتوازي مع الأساليب الافتراضية فكل واحد يكمل الآخر، وقد أثبت هذا التعليم فاعليته وقدرته على زيادة قدرة الطالب الاستيعابية وتحسين مهاراته». وأردف قائلاً: «تخيل أن لدينا تجارب تحاكي انفجارات البراكين، فهل يمكن أن نقيم هذه التجربة في الواقع». وشدد على أن «المعامل والمختبرات الافتراضية باتت ثورة علمية في مجالات تعليم العلوم لا يمكن الاستغناء عنها، حيث إن المحاكاة قادرة على تحقيق الهدف التعليمي»، مشيراً إلى عدة صعوبات تواجه هذه التجربة من بينها الكلفة للبرامج الإلكترونية المتخصصة، والحاجة إلى التدريب العملي المستمر لتطوير محتوى إلكتروني باللغة العربية يتوافق مع المعايير المهنية والفنية، مؤكداً إمكانية استخدام المعامل الافتراضية في جميع المراحل التعليمية، خصوصاً في ظل تطور التقنية وانفتاح جميع الفئات العمرية على الألواح والهواتف الذكية.تحديات التعلم الإلكترونيوعرض نائب رئيس مجلس إدارة جامعة العلوم والتكنولوجية في اليمن أ.د. داود الحدابي ورقة بشأن تحديات التعلم الإلكتروني في جميع الدول العربية، وحث الدول العالم العربي في ورقته على اقتناص الفرص المتاحة لتبني التعلم الإلكتروني في جميع المجالات، مؤكداً ضرورة توفير التمويل اللازم لتأسيس شبكة تقنيات وخدمة الإنترنت في جميع مدن وأرياف العالم العربي، وتدريب الكوادر البشرية التي ستقوم بتنفيذ التعلم الإلكتروني، وتطوير المواد التعليمية باللغة العربية ومراعاة خصوصية الثقافة العربية والإسلامية.وقدم د.نبيل الفهيم ورقة علمية بحثت العوامل السلوكية المؤثرة على استخدام التجارة الإلكترونية في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة باليمن، وقال «إن الغرض من الورقة هو بحث العوامل التي تؤثر على استخدام هذه التكنولوجيا وخاصة التجارة الإلكترونية من جانب الشركات، وقياس التأثير الأكثر بين المؤسسات التجارية في استخدامها للتجارة الإلكترونية والمؤسسات الخدمية»، وبحثت الورقة العوامل المؤثرة في استخدام التجارة الإلكترونية في المؤسسات والشركات اليمنية، وانتهت إلى أن المؤسسات التجارية أكثر قابلية لاستخدام التكنولوجية من المؤسسات الخدمية. يذكر أن المؤتمر الدولي الخامس للتعلم الإلكتروني، يعد أكبر مؤتمر علمي في البحرين، ويشارك فيه نحو 400 من الخبراء الدوليين في التعليم الإلكتروني؛ يبحثون خلال أيامه الثلاثة جميع المحاور المؤثرة في تطور التعلم الإلكتروني فيما يتجاوز 100 ورقة علمية محكمة تم انتقاؤها من بين 150.