كتبت - عائشة نواز:
أكد إعلاميون وكتاب صحافيون أن الصحافة البحرينية كانت على الدوام صحافة أهلية وتميزت بانحيازها المتواصل لقضايا المواطنين.
وأشاروا، خلال أمسية حوارية مفتوحة نظمها مركز الجزيرة الثقافي أمس، إدارة د.عبدالقادر المرزوقي، إلى أهمية وجود الصحافة في المجتمعات الحية وما تلعبه من دور إيجابي في عملية تنوير المجتمع.
ولفتوا إلى ما تمر به الصحافة البحرينية في الوقت الراهن من إشكالات والدور الذي يلعبه الصحافيون والكتاب في عملية الارتقاء بالمجتمع في المجالات المختلفة.
ونوهوا، خلال الأمسية التي ضمت أكاديميين متخصصين في الشأن الصحافي وعدداً من الصحافيين والكتاب في الصحافة المحلية من بينهم أحمد البنعلي، وأحمد زمان، ود.عدنان بومطيع، وصلاح الجودر، وطارق العامر، إلى الإشكالية التي يعاني منها الكثير من الذين يمارسون الكتابة بسبب عدم القدرة على فصل القناعات الشخصية عن توجهات الشارع
وفي بداية الأمسية، تناول أستاذ الإعلام بجامعة البحرين والكاتب الصحافي د.عدنان بومطيع نشأة وتاريخ الصحافة البحرينية والمراحل التي مرت بها، وأهدافها على المستوى المحلي والخليجي والعربي.
وأشار إلى ريادة عبدالله الزايد في تأسيس أول صحيفة بحرينية، مؤكداً على أن الصحافة البحرينية كانت على الدوام صحافة أهلية وقد تميزت بانحيازها لقضايا المواطنين، متطرقاً إلى انخفاض الدعم المالي وتأثيره على مخرجات الصحافة.
وأضاف أن المواطنين يطلبون من الصحافة الدفاع عنهم ونشر قضاياهم وممارسة مهنتهم بكل حرفية ومن واجب الصحافي أن يفعل ذلك ولكن إن واجه الصحافي أي مشاكل فيما يتعلق بالمواد المنشورة لا يجد أحداً يدافع عنه لأنه لا توجد لدينا آلية لحماية الصحافيين الأمر الذي يجعل الصحافيين يتخوفون من الدخول في قضايا قد تسبب له مشاكل في المستقبل. ومن جهته، تحدث الكاتب أحمد سند البنعلي حول دور الصحافة في المجتمع وتقسيماتها بين الصحافة المنتمية والحرة المستقلة، وما تلعبه الصحافة عموماً من عكس لنشاط المجتمع، ومتمسكة باستقلاليتها.
ولفت إلى أهمية الإعلانات كأهم مورد يرفع العبء عن كاهل المؤسسات الصحافية، مشيراً إلى تأثير الأحداث التي جرت في البحرين على وضح الصحافة. وفي السياق نفسه، تناول الكاتب والصحافي أحمد زمان تجربته الصحافية الخاصة ودوره في تأسيس إحدى الصحف المحلية وعمله في بدايات عمل وكالة أنباء البحرين، مستعرضاً دور وزير الإعلام الأسبق طارق المؤيد في تأسيس وكالة أنباء الخليج والطفرة التي حققها للإعلام في ذلك الوقت.
واستعرض زمان أهم فترة في تاريخ الصحافة البحرينية ومسيرتها الطويلة والتي سبقت كل دول الخليج العربي، والإشكالات التي صاحبت تجربة عدد من الإصدارات في الحقب الزمنية المختلفة، وما أوجدته من تأثير حقيقي في المجتمع البحريني.
وفي ذات السياق، تطرق الشيخ صلاح الجودر حول تجربته في الكتابة الصحافية والفرق ما بين المقال وخطبة صلاة الجمعة، وتعامل الصحف مع هذا الأمر، ووضع كل من المقال والخطبة في سياقها الصحيح، ودور الصحافة في تعزيز الوحدة الوطنية، وحرية الكلمة والتعبير ومناقشة الرأي والفكرة التي تتمخض عن كتابة المقال.
وعلى الصعيد نفسه، تناول الكاتب الصحافي طارق العامر إشكالية الفرق ما بين الكاتب والصحافي، شارحاً معنى أن يكون الكاتب صحافياً ويمارس الصحافة كمهنة.
وأكد أن الصحافة مشروع تنويري مسؤول يقود المجتمع نحو الحياة الأفضل، لافتاً إلى الإشكالية التي يعاني منها الكثير من الذين يمارسون الكتابة بسبب عدم القدرة على فصل القناعات الشخصية عن توجهات الشارع، وأن الصحافة عملية إبداعية كونها تجعل صاحبها يمشي بإدراك شديد ويميز الأشياء بحيث لا يدخل في إشكالية تعوق مسيرته في هذا المجال.
وألقى العامر الضوء على تجربته في مجال الكتابة، وفي العمل الصحافي، معدداً من خلال خبرته الطويلة في هذا المجال الأسباب التي أدت إلى ما تعانيه الصحافة اليوم من إشكالات معقدة، مطالباً إدارات الصحف الاهتمام والتدريب المتواصل للكوادر الصحافية.
وأضاف أن وسائل التواصل الاجتماعي أخذت حجماً أكبر بكثير من الصحافة، مشيراً إلى أن هناك ما يسمى بالصحافة الاستقصائية التي لا نمارسها في البحرين.
وفي نهاية الندوة، قدمت العديد من المداخلات من الحضور واتسمت في غالبيتها بالدعوة إلى أهمية وضرورة أن تهتم الصحافة بقضايا المواطنين اليومية والملحة، وأن الكثير من الصحف لا تهتم بنشر أخبار ما يدور في المجتمع من تفاعلات سواء من داخل المجالس الأهلية أو من خلال اتصال المواطنين بإدارات التحرير في الصحف لتوضيح ما يحتاج لتوضيحه ونشر الإشكالات التي يعاني منها المواطنون وخاصة في مجال الخدمات.