قصيدة مهداة إلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس مجلس الوزراء
ما أنسَ عهداً مضى من سالف الحقب
أقسمت يوماً ... لإن جادت بقبلتها
يا سكرة من رضاب العشق حائرة
بل قرطها قد هوى مذ لامست يدها
يقول لي صاحبي ... إن المشيب بدا
لولا المشيب لما راحت معذبتي
ها إنني ... والهوى طير يعذبني
يا صاحبي... دع خيوط الأمس لاهية
شرخ الشباب ... إذا غابت عوارضه
مهلاً ... فقد جئت هذا اليوم مقترباً
الحافظ العهد ... لا تلهيه طارقةٌ
هذا خليفة ... في الجلى قد انتسبت
ما انفك يعظم في قول وفي عمل
يا من له الطَول ... يا من عزه كرم
إذا عصت في سمانا أي عاضلة
يحدو بك العدل ... إن العدل ديدنكم
ما كنت يوماً ألوم النفس إذ شغلت
يا آنس الله نفساً ... أنت صاحبها
هذي السجايا ... وما أعلاك منزلة
كن كيف شئت ... فلا مدت إليك يد
سطرت بالحق ... أقوالاً مخلدة
باب الندى ... إن ورد الغيث مورده
مشيت فوق العلا ... في كل حادثة
بسطت كفيك ... هذا العدل بسط يد
يا صاحب البأس والنعماء مجلسكم
ما انفك لقياكم ... للناس مدرسة
وقفت أستلهم الأشعار خلف دجى
سألت من واهبي سمعي وباصرتي
يا سيدي... خلف بعض الضيق متسع
فاسلم ... سلمت على الأيام معتمراً
كانت معذبتي ... تختال في عتبي
لأحتسي نخباً منها ... على نخب
من رعشة ... شفتاها أي منسكب
كفي ... لتأسرني في صدرها الرحب
فقلت ... هذاك أبكاني وأضحك بي
تستاف من أدمع العينين والهدب
بل قاصرات الطرف تغويني إلى الطرب
فالدهر يبلي الفتى من غير ما سبب
فلا عتاب لمن يلهو بمختضب
من فارس ... شأنه يعلو على الرتب
فالتبر ... منبته في أكرم الترب
إليه بيض الأيادي أي منتسب
إن المحامد لا تبلى مع الحقب
تنأى بحكمتكم ... عن علة النشب
فأنت ذو الفضل ... والعافي عن الريب
وحكمة العقل فيها ... خير منقلب
بمن طوى صفحة عن صفحة الغضب
كلابس العيد ... في أثوابه القشب
بين الرجال ... وهذا موطن الشهب
إلا لتزهر فيها ... شيمة العرب
تنساب أعماقها ... في أيسر الطلب
وبابكم مورد ... للاهث التعب
كالقائد الشهم ... أو كالفارس الذرب
وبسط أخرى ... حمى للدار من عطب
ورثتموه بفخر ... عن أب فأب
معطاءة حكمة ... كالمنهل العذب
حتى تبين خيط الفجر عن كثب
يحميك من غائلات الأعين النوب
ما دام قلبك لم يوهن ولم يشب
رايات مجدك ... في عز وفي غلب