أعلن الصندوق العالمي للآثار (World Monuments Fund) عن اختيار رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة للفوز بجائزة (2015 Watch Award) كأول شخصية عربية تفوز بها، حيث سيتم تكريم الشيخة مي بالجائزة، وجلالة الملكة صوفيا ملكة مملكة إسبانيا اليوم في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية، خلال احتفال الهادريان (Hadrian Gala) السنوي الذي يأتي بالتزامن مع احتفاء الصندوق بذكرى تأسيسه الـ50 هذا العام.
وأكدت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة أن هذا التكريم هو بمثابة رسالة إلى العالم بأسره، فبلداننا العربية التي تعيش أوضاعاً حساسة يعمل الكثير من أبنائها على الحفاظ على عوالمها الثقافية والتاريخية وما المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في المنامة، على سبيل المثال، إلا علامة لهذا الوعي بالتراث الإنساني الذي نفتخر به ونعمل على إظهاره بأجمل صورة.
وشكرت الصندوق الدولي للآثار الذي يشهد في عالمنا الحالي على أهمية وجود مؤسسات تسهر على تاريخ البشرية ومعالمها التراثية الإنسانية، مشيدة بعمله وما أسهم به من خلال نصف قرن مضى، ومتمنية له التقدم والعمل للخير العام في نصف القرن القادم.
وأهدت هذا التكريم لكل داعم لمسيرة الثقافة والحفاظ على التاريخ في المملكة من القطاعين العام والخاص، مشيرة إلى سهر القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الذي آمن بأن الاستثمار في الثقافة هو ضمان المستقبل وحفاظ على الماضي الغني بإرثه وتاريخه.
ويأتي تكريم الشيخة مي بنت محمد آل خليفة بجائزة الصندوق اعترافاً بدورها الفريد الذي قامت به في سبيل صون وحماية التراث العالمي والثقافة البحرينية، والذي أدى إلى تطوير البنية التحتية التي حافظت على التراث وأسست لسياحة ثقافية مستدامة، ومن ذلك تأسيس ورئاسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم بن محمد للثقافة والبحوث، الانطلاق بمشروع الاستثمار في الثقافة وبناء شراكة استثنائية بين القطاعين الخاص والعام في مجال الحفاظ على التراث، أفضت إلى إنجازات كتأسيس متحف موقع قلعة البحرين بدعم بنك أركابيتا ومسرح البحرين الوطني بدعم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، إضافة إلى عملها على إنشاء وإرساء مواعيد سنوية لمهرجانات ثقافية مثل ربيع الثقافة، مهرجان صيف البحرين، ومهرجان تاء الشباب الذي يعمل على بناء القدرات الشابة في مجالات التراث والتنمية الثقافية.
وتّكرّم جلالة الملكة صوفيا، بجائزة الهادريان، تقديراً لجهودها في تعزيز الوعي والفهم للتراث الثقافي في إسبانيا ودعمه بكافة السبل.
إنجازات ثقافية وحضارية
ويأتي تكريم الشيخة مي بجائزة الصندوق كاعتراف بعملها للحفاظ على التراث المحلي والعالمي بالبحرين والوطن العربي، ومن ذلك عملها على استضافة المملكة للمركز الإقليمي العربي للتراث العالمي الذي يعمل تحت إشراف منظمة اليونيسكو من أجل رعاية وحفظ التراث العالمي في البلدان العربية عبر العديد من ورش العمل لخبراء التراث العرب، وجهودها في تسجيل كل من موقع قلعة البحرين وطريق اللؤلؤ في مملكة البحرين على قائمة التراث العالمي، إضافة إلى مبادرتها بمشروع الاستثمار في الثقافة والذي أفضى لتأسيس العديد من المشاريع الداعمة لمواقع التراث العالمي بالبحرين كمتحف موقع قلعة البحرين بدعم من بنك آركابيتا ومركز معلومات قلعة بوماهر الذي يعد بداية مشوار استكشاف طريق اللؤلؤ والعديد من المشاريع الثقافية الأخرى كمسرح البحرين الوطني الذي شيد بدعم كريم من جلالة الملك، وعملها على إنشاء وإرساء مواعيد سنوية لمهرجانات ثقافية مثل ربيع الثقافة، مهرجان صيف البحرين، ومهرجان تاء الشباب الذي يعمل على بناء القدرات الشابة في مجالات التراث والتنمية الثقافية، كما أعادت إحياء تاريخ البحرين الثقافي عبر إعادة الحياة إلى بيت الشيخ إبراهيم بن محمد آل خليفة الذي تحول لمؤسسة أهلية خاصة تقوم بترميم وإعادة إحياء البيوت التراثية في مدينتي المحرق والمنامة وجعلها واحدة من أهم مراكز النشاط الثقافي بالمملكة.
يذكر أن الصندوق العالمي للآثار تأسس في مدينة نيويورك 1965، ويقدم جائزة الهادريان، منذ 1988 تكريماً للشخصيات القيادية التي تعمل على حفظ وتقدير وزيادة الوعي بأهمية التراث الإنساني والعمراني حول العالم. أما جائزة Watch فتأسست 2011 من أجل تكريم الشخصيات التي تقدم أعمالاً تحافظ على المواقع التاريخية وتصونها في ظل الأحداث والمتغيرات حول العالم. ويعمل الصندوق على حماية الآثار حول العالم من الاندثار بما في ذلك التراث المادي وغير المادي عبر نشر الوعي، والتدريب، والتعليم، والعمل الميداني.