أشار أستاذ تاريخ الشرق الأوسط المعاصر بجامعة قطر د.محجوب الزويري إلى الدور الإيراني في اليمن والذي كان له أثر بالغ في تمكين حركة أنصار الله الحوثي من السيطرة على أجزاء كبيرة من الأراضي اليمنية. وقدم د.محجوب الزويري، في دراسة بعنوان «إيران والحوثيون: صناعة الفوضى في اليمن» نشرت ضمن أربع دراسات بملف عن اليمن خصصه مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» في العدد الأول المجلد الثاني (2015) من دورية «دراسات» بعنوان «مستقبل التحولات في اليمن وتأثيرها على أمن دول مجلس التعاون والأمن الإقليمي الخليجي»، تحليل لفحوى العلاقة بين الحوثيين وإيران، والسياقات التي تطوّرت فيها، وكذلك السيناريوهات التي يرغب الحوثيون - ومعهم إيران - في الوصول لها، في سياق المشهد السياسي اليمني والإقليمي الخليجي.
وتقدم الدراسة تصوراً، لما يمكن أن تقدمه دول المنطقة، فيما يتعلق باليمن؛ لتجنب الآثار السلبية، للفوضى التي تم تصنيعها، عبر تأثير العلاقة بين إيران والحوثيين.
وجاءت الدراسة الثانية بقلم الباحث السياسي اليمني رئيس منتدى النعمان الثقافي للشباب لطفي نعمان بعنوان «مسار التمادي في اليمن: الحوثيون من الفكرة إلى سلطة الأمر الواقع»، حيث تناول كيفية نشوء الحركة الحوثية وما هي أهدافها ومن هم أنصارها بين شرائح المجتمع اليمني من خلال وقائع مهمة شهدها اليمن، وبروز الحوثيون أو جماعة أنصار الله اليمنية على لائحة الاهتمام الإقليمي والدولي كجماعة سياسية محلية ذات معتقدات مذهبية وارتباطات خارجية. وقدمت هذه الدراسة عرضاً لأفكار مؤسس الحركة الحوثية، إلى الأحداث المتداعية وولوجهم من ميدان القتال والمعارضة إلى ديوان الحكم والسلطة.
وتطرقت الدراسة إلى التأثيرات الخارجية على الحركة بتناول العلاقة الحوثية الإيرانية باعتبارها واحدة من أدوات تقوية الحوثيين، إلى جانب مسلسل المواجهات المسلحة و»التقية»، والوساطات الخارجية.
وتناولت الدراسة الثالثة التي أعدها مدير إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية بالمعهد الدبلوماسي التابع لوزارة الخارجية اليمنية د.عادل الشرعبي الدور الدولي تجاه الأزمة اليمنية وتأثير ذلك الدور على مسار الأزمة من خلال تحليل مواقف الأطراف الدولية الرئيسية حيث سعت الدراسة إلى تحليل الدور الدولي تجاه اليمن، من خلال تحليل أدوار كل من الولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي، باعتبارهم من أبرز الفاعلين الدوليين في اليمن؛ بهدف التعرف على دوافع ذلك الدور ومضامينه، ومدى تجانس سلوك أطرافه، وتقدير حجم وطبيعة تأثير الفاعلين الدوليين على الأوضاع اليمنية.
وتوصلت الدراسة إلى نتائج عدة منها أن الاعتبارات المتعلقة بضمان سلامة الملاحة الدولية في البحرين العربي والأحمر ومضيق باب المندب، وكذا محاربة تنظيم القاعدة، مثلت أهم دوافع الدور الدولي تجاه اليمن.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أنّ الدور الدولي أسهم في الحفاظ على الدولة اليمنية من الانهيار، وفي إنجاز العديد من خطوات التسوية، إلا أنه أخفق في تسوية الصراع الذي اتسع نطاقه ومداه؛ وذلك بسبب الاختلال في معادلة القوة في الواقع اليمني، وصراع المشاريع الجيوسياسية الإقليمية والدولية في اليمن، واختلاف منهجيات الفاعلين الدوليين في إدارة الصراع؛ الأمر الذي أفضى إلى التدخل العسكري لقوات التحالف العربي، بقيادة السعودية؛ لحسم الصراع.
أما الدراسة الرابعة والأخيرة بعنوان «الثقوب السوداء في الاقتصاد اليمني وتحدياته في 2015»، أعدها المنسق الفني وخبير سياسات الإصلاحات بالجهاز التنفيذي لتسريع استيعاب تعهدات المانحين ودعم سياسات الإصلاحات بوزارة التخطيط اليمنية د.خلدون سالم، تناول فيها واقع الاقتصاد اليمني من خلال تقديم العديد من البيانات والإحصاءات الحديثة من مصادر يمنية موثقة بشأن التحديات الاقتصادية التي تواجهها اليمن.