عواصم - (وكالات): قال مسؤولون إيرانيون إن طهران قد زادت عدداً من تصفهم بـ «المستشارين العسكريين» في سوريا مؤخراً، رداً على طلب وردها من الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي يستعين أيضاً بروسيا لمواجهة الأوضاع الصعبة لقواته، مؤكدين أن إيران منعت «سقوط سوريا» على حد تعبيرهم، بينما تتوالى الأنباء عن سقوط ضباط كبار وجنرالات بالحرس الثوري الإيراني في ساحات القتال السورية.
وكان قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء محمد علي جعفري، قد أصدر بيان تعزية لأسرة العقيد مسلم خيزاب الذي قالت وكالة «فارس» الإيرانية شبه الرسمية إنه قتل «خلال مهمة استشارية في سوريا» ذكر فيه أن خيزاب هو «قائد فوج «يا زهراء» فرقة 14 «الإمام الحسين»».
بالمقابل، قال رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية الدفاعية في الجيش الإيراني، العميد أحمد وحيدي، في كلمة له بمدينة كرمانشاه نقلتها وكالة «تسنيم» الإيرانية شبه الرسمية إن إيران «حالت دون سقوط سوريا من قبل الاستكبار العالمي وتحقيق هدفه في ذلك، من خلال تقديم دعمها للشعب السوري المسلم وفق تعبيره.
وكانت إيران قد أقرت خلال الأيام الماضية بمقتل عدد من جنرالاتها وضباطها الكبار في سوريا، ما أكد – بالنسبة للمعارضة السورية – مدى التورط العسكري لطهران التي نعت الضابط نادر حميد، المسؤول في قوات الباسيج الإيرانية، وذلك بعد أيام على إعلانها مقتل الجنرال حسين همداني، والقيادي بالحرس الثوري فرشاد حسوني زاده، القائد السابق لـ «لواء الصابرين».
وفي حديث للقناة الرابعة البريطانية نقلته وكالة «فارس»، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والأفريقية، أمير عبداللهيان، إن إيران قامت بـ»زيادة عدد» مستشاريها العسكريين «ردا على طلب من دمشق».
وانضم 3 من العسكريين الإيرانيين إلى قائمة القتلى في المعارك الدائرة في سوريا مع المعارضة السورية المسلحة.
وأفادت وكالة أنباء مشرق الإيرانية بأن عسكرياً في الحرس الثوري واثنين من قوات التعبئة الشعبية «الباسيج» قتلوا في مناطق القتال المختلفة على الأراضي السورية.
وأوضحت الوكالة أن الجندي في الحرس الثوري قتل أثناء مهمة استشارية، في حين قتل الجنديان الآخران أثناء مهمة عسكرية قرب مرقد السيدة زينب في ريف دمشق.
ورغم أن طهران أكدت مراراً أن دعمها للنظام السوري يقتصر على الاستشارات العسكرية، فقد أقرت في الفترة الأخيرة بسقوط عدد من جنرالاتها في سوريا حيث يقاتلون إلى جانب نظام الرئيس بشار الأسد.
من جهتها تؤكد المعارضة السورية المسلحة أنها تقاتل عسكريين إيرانيين في مختلف جبهات القتال في سوريا. وفي وقت سابق، أكدت إحصائية لمعهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى مقتل 113 إيرانياً في الحرب السورية، بينما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن مسؤول إقليمي أن هناك حالياً 1500 عنصر من الحرس الثوري الإيراني في سوريا.
ونظمت إيران جنازة شعبية لقائد كبير قتل في معركة بسوريا وهو رابع قائد يقتل هذا الشهر فيما تكثف طهران دعمها للرئيس بشار الأسد ضد مسلحين.
وقالت وكالات إيرانية إن نادر حميد توفي في مستشفى سوري الأسبوع الماضي متأثراً بجروح طلقات أصيب بها في معركة قبل عدة أيام. وكان عضواً في «الباسيج» ذراع المتطوعين في الحرس الثوري في إيران. ويصل مقاتلون إيرانيون إلى سوريا لتعزيز قوات الحكومة السورية في هجوم في مدينة حلب ومناطق أخرى يسيطر عليها معارضون.
ووفقاً لوكالة تسنيم القريبة من الحرس الثوري قتل ضابطان نظاميان من قوات الحرس الثوري في جزء لم يكشف النقاب عنه في سوريا في 12 أكتوبر كما قتل جنرال كبير بالحرس الثوري بالقرب من حلب في 8 الشهر الحالي. واعترفت طهران على لسان مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبداللهيان، بإرسال المزيد من القوات إلى سوريا للحيلولة دون سقوط نظام الأسد.
وأكد عبداللهيان خلال مقابلة مع قناة 4 البريطانية، أن هذه القوات أرسلت بناء على طلب الحكومة السورية، وقال «مستشارونا العسكريون يقدمون المساعدة لإحراز تقدم في مكافحة الإرهاب بسوريا، وذلك بطلب من حكومتها».
كما أكد مساعد وزير الخارجية الإيراني على التنسيق الإيراني الروسي في سوريا، قائلاً «روسيا تقدم دعماً جاداً لمكافحة الإرهاب في سوريا بقرار من الرئيس فلاديمير بوتين، وإننا قمنا بزيادة عدد مستشارينا العسكريين لمكافحة الإرهاب رداً على طلب من دمشق».
في السياق نفسه، شدد رئيس اللجنة الدفاعية في مجلس الشوري الإيراني، إسماعيل كوثري، وهو قيادي سابق في الحرس الثوري، على بقاء المستشارين العسكريين الإيرانيين في سوريا إلى جانب نظام الأسد.
ونقلت وكالة «تسنيم» عن كوثري قوله إن «طهران قدمت حتى الآن دعماً استشارياً وستواصل هذا الدعم في المستقبل أيضاً».
وتأتي هذه التصريحات حول زيادة الحضور العسكري الإيراني في سوريا منذ التدخل الروسي، بعد ارتفاع عدد قتلى عناصر الحرس الثوري إلى 23 عنصراً بينهم 6 ضباط بدرجة مستشارين، خلال أسبوعين من المعارك ضد قوات المعارضة.
وتقول جماعات معارضة أخرى تقاتل كلاً من القوات الحكومية السورية ومتشددي «داعش» تعارض الأسد إنها تحملت العبء الأكبر من الهجمات الروسية والقتال الإيراني في حلب وأماكن أخرى. وتسلم بعض هذه الجماعات أسلحة أمريكية الصنع من دول أجنبية.