عواصم - (وكالات): أعلن وزير خارجية قطر خالد العطية أن «بلاده قد تتدخل عسكرياً في سوريا بعد تدخل روسيا لدعم الرئيس بشار الأسد»، مشيراً إلى أن «بلاده ما زالت تفضل حلا سياسيا للأزمة». وبعد ساعات على انهاء الاسد زيارة مفاجئة الى موسكو، بدات روسيا حركة اتصالات دبلوماسية حثيثة في محاولة لايجاد حل للنزاع المستمر في سوريا منذ نحو 5 سنوات. ومع مواصلة روسيا شن غارات جوية في سوريا، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 13 شخصاً بينهم كوادر طبية جراء ضربات روسية استهدفت مشفى ميدانياً وسط سوريا. وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالات بكل من خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والرئيس التركي رجب طيب اردوغان، وعاهل الأردن الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، حيث أطلعهم على نتائج زيارة الأسد إلى موسكو. وأثارت تعليقات وزير خارجية قطر التي أدلى بها في مقابلة مع شبكة «سي إن إن» الإخبارية الأمريكية رداً سريعاً من حكومة الأسد حيث حذر مسؤول رفيع من أن دمشق سترد بشدة على مثل هذا «العدوان المباشر».وقطر مؤيد رئيسي لجماعات المعارضة المناهضة للأسد وتزودها بالسلاح وتدعمها مالياً وسياسياً. وعندما سألته «سي إن إن» عما إذا كانت قطر تؤيد موقف السعودية الذي لا يستبعد الخيار العسكري في سوريا نتيجة لتدخل روسيا، قال وزير الخارجية خالد العطية «أي شيء سيؤدي إلى حماية الشعب السوري ويحمي سوريا من الانقسام لن نألوا جهداً للقيام به مع إخوتنا السعوديين والأتراك مهما كان هذا الشيء». وأضاف وفقاً لنص باللغة العربية نشرته وكالة الأنباء القطرية «إذا كان التدخل العسكري سيحمي الشعب السوري من وحشية النظام السوري فبالطبع سنقوم به». كما نشر تعليقاته الموقع الالكتروني لشبكة «سي إن إن» عربية. ورداً على هذه التصريحات نقل تلفزيون الميادين الذي يبث إرساله من لبنان عن نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد قوله «إذا نفذت قطر تهديداتها بالتدخل عسكرياً في سوريا سنعتبر ذلك عدواناً مباشراً، ردنا سيكون قاسيا جدا».وقال العطية أيضاً إن قطر تفضل حل الأزمات الإقليمية من خلال الحوار السياسي المباشر.وتابع «لا نخشى أي مواجهة ولهذا سندعو للحوار من موقع القوة لأننا نؤمن بالسلام والطريق الأقصر للسلام يكون بالحوار المباشر». في شان متصل، وبعد ساعات على انهاء الاسد زيارة مفاجئة الى موسكو، بدات روسيا حركة اتصالات دبلوماسية حثيثة. وغداة مباحثات اجراها مع نظيره السوري في زيارة مفاجئة امس الاول، بدأ بوتين سلسلة اتصالات مع القوى الفاعلة والمعنية بالازمة السورية في الشرق الاوسط، لعرض نتائج لقاءاته مع الاسد. واستهل بوتين حركته الدبلوماسية بالاتصال بالرئيس التركي رجب طيب اردوغان. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان بوتين «ابلغ نظيره التركي بنتائج الزيارة» التي قام بها الاسد الى موسكو. كما اطلع بوتين خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز على نتائج زيارة نظيره السوري، وشدد الطرفان بحسب الكرملين، على اهمية الحل السياسي الذي يجب ان يلي العمليات العسكرية. وشملت اتصالات بوتين كلا من العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.واعلنت الخارجية الروسية ان وزيري الخارجية الروسي سيرغي لافروف والامريكي جون كيري سيلتقيان نظيريهما السعودي عادل الجبير والتركي فريدون سنيرلي اوغلو في فيينا غدا الجمعة لبحث الوضع في سوريا.وياتي هذا الحراك الدبلوماسي بعد تأكيد بوتين خلال استقباله الاسد «نحن مستعدون للمساهمة ليس فقط بالاعمال العسكرية في مكافحة الارهاب وانما ايضا في عملية سياسية»، وفق بيان عن الكرملين.وقال متحدث باسم الرئاسة السورية ان «بوتين ابلغ الرئيس الاسد بانه سيجري محادثات مع القوى الدولية بهدف التوصل الى حل سياسي مع محاربة الارهاب في الوقت نفسه». واعتبر بوتين ان التوصل الى تسوية سياسية للنزاع ليس ممكنا الا «بمشاركة كل القوى السياسية والعرقية والدينية» في البلاد» مؤكدا ان القرار الاخير «يعود الى الشعب السوري». والى جانب لقاء جمعهما في صالون الكرملين، تناول الرئيسان العشاء محاطين باعلى المسؤولين الامنيين في روسيا، وزير الدفاع سيرغي شويغو ووزير الخارجية سيرغي لافروف كذلك رئيس مجلس الامن الروسي نيكولاي باتروشيف ومدير جهاز الاستخبارات الروسية في الخارج ميخائيل فرادكوف. وتعد زيارة الاسد الى موسكو الاولى منذ بدء النزاع في منتصف مارس 2011، ولم يعلن عنها الطرفان الا بعد عودته الى دمشق. وتكتسب اهمية كبرى كونها تأتي بعد حملة جوية بدأتها روسيا نهاية الشهر الماضي لدعم القوات السورية.واكد الاسد من جهته ان اي عمل عسكري «يفترض ان تليه خطوات سياسية»، بحسب ما اوردت الرئاسة السورية على حسابها على موقع «تويتر». وقال ان «هدف العمليات العسكرية في سوريا هو القضاء على الارهاب الذي يعرقل التوصل الى حل سياسي».واعتبر الأسد، وفق تصريحات نقلتها وكالة الأنباء السورية الرسمية «سانا» أن «مشاركة القوى الجوية الروسية في العمليات ضد الإرهاب فى سوريا ساهمت في وقف تمدد التنظيمات الإرهابية». وأعلن المتحدث باسم الكرملين رداً على سؤال صحافي أنه لم يتم التطرق إلى مسالة رحيل الأسد من السلطة، وهو ما كانت تطالب به في السنوات الأولى للنزاع الدول الغربية.وبدأت موسكو منذ 30 سبتمبر الماضي ضربات جوية في سوريا قالت إنها تستهدف «المجموعات الإرهابية» وتهدف إلى مساندة الجيش السوري. وتنفذ قوات النظام عمليات برية في مناطق عدة في 5 محافظات سورية منذ 7 اكتوبر الحالي باسناد جوي روسي، ما سمح لها بإحراز تقدم على الأرض على حساب الفصائل المقاتلة ضد النظام.ويتهم الغرب موسكو بعدم التركيز على تنظيم الدولة «داعش»، بل استهداف مجموعات المعارضة الأخرى التي يصنف بعضها في خانة «المعتدلة». وفي موسكو، استقبل المبعوث الخاص للرئيس الروسي للشرق الأوسط ميخائيل بوغدانوف امس آسيا عبد الله الرئيسة المشتركة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وانور مسلم رئيس ادارة عين العرب «كوباني»، وفق ما أعلنت الخارجية الروسية.وأكدت روسيا خلال المقابلة «ضرورة تعزيز جهود كل مجموعة عرقية ودينية تشكل المجتمع السوري، بمن فيهم الاكراد، في اجتثاث الارهاب من سوريا».واعلنت وزارة الدفاع الروسية ان طائراتها نفذت 46 طلعة جوية وقصفت 83 هدفاً في سوريا خلال الساعات الـ24 الماضية، في محافظات ادلب وحلب ودير الزور ودمشق وحماة. وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان «بمقتل 13 شخصاً جراء ضربات روسية استهدفت مشفى ميدانيا في بلدة سرمين» في ادلب، مضيفا ان بين القتلى «معالجا فيزيائيا وحارسا وعنصرا من الدفاع المدني».وضربت موسكو اكثر من 500 هدف «ارهابي» منذ بدء حملتها في سوريا. واحصى المرصد مقتل 370 شخصا في الضربات الجوية الروسية في سوريا منذ بدئها حتى امس.في المقابل، أظهر تحليل أجرته «رويترز» على بيانات مقدمة من وزارة الدفاع الروسية أن نحو 80 % من الغارات الجوية الروسية في سوريا نفذت في مناطق لا يسيطر عليها «داعش» على عكس تأكيدات موسكو بأن هدفها هزيمة هذا التنظيم.من جهته، قال الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند «أرغب في أن اعتقد أبنا الرئيس بوتين اقنع بشار الأسد بأن يبدأ بأسرع ما يمكن عملية انتقال سياسي والتخلي عن منصبه بأسرع ما يمكن».وأكد رفضه «أي عمل يعزز موقع الأسد». من جانبها، اكدت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انه «يتم العمل على إيجاد حل سياسي في سوريا لكن هذا لا يبدو قابلاً للتحقيق قريباً». انسانياً، تستعد تركيا لمواجهة تدفق جديد للاجئين الى حدودها مع سوريا بعد الهجوم الذي قامت به القوات النظامية بمؤازرة الطيران الروسي شمال البلاد كما افاد مصدر حكومي تركي.من جهة أخرى، انضمت مدينة تل ابيض الاستراتيجية على الحدود مع تركيا الى اراض تحت سيطرة الإدارة الذاتية الكردية شمال سوريا، بعد أشهر على طرد تنظيم الدولة «داعش» منها، وفق ما أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.
970x90
970x90