أكد صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء أن ما حققته البحرين في ظل قيادة حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد من إنجازات تنموية أهلها لبلوغ أهداف الألفية الإنمائية، والمضي قدماً نحو تحقيق غاياتها في مستقبل أكثر ازدهاراً ونماء لمواطنيها، حيث صنفت البحرين في قائمة الدول ذات التنمية البشرية المرتفعة جداً.
وأشار سموه، في رسالة بمناسبة الاحتفال بيوم الأمم المتحدة غداً السبت، إلى أن المجتمع الدولي بعد مرور سبعين عاماً من إنشاء منظمة الأمم المتحدة أصبح بحاجة ماسة إلى إعادة تقييم مسيرة التعاون الدولي في ظل المستجدات والتحديات العالمية الراهنة، والانطلاق من ذلك إلى وضع آليات أكثر فاعلية تدعم طموحات الشعوب في الأمن والاستقرار وبلوغ أهداف التنمية المستدامة.
وشدد رئيس الوزراء على أن الطبيعة المتداخلة للقضايا التي تمس أمن واستقرار العالم وفي مقدمتها التطرف والإرهاب، تشكل عناصر تهديد ذات طابع يتجاوز في تأثيره وأخطاره الحدود الإقليمية للدول، وهو ما يتطلب أن يكون التحرك جماعياً وبأدوات أكثر فعالية لتجنيب شعوب العالم مزيداً من الخسائر في الأرواح والمقدرات.
وأضاف سموه أن العالم يتطلع إلى كسب جديد عبر مزيد من التفاهم وفتح آفاق التفاعل بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لخير واستقرار شعوب العالم، حيث إن كل مرحلة لا تستقيم إلا بتضافر المجتمع الدولي.
وقال سموه إنه لمن يمن الطالع أن تحتفل الأمم المتحدة بهذا اليوم مع الذكرى السبعين لقيام الأمم المتحدة، لاسيما وأن مبادئ ميثاق الأمم المتحدة وغاياتها السامية أحدثت تحولاً بارزاً في تنسيق العمل الجماعي لخدمة البشرية وازدهارها، وأوجدت صيغة لتعاون مستدام يعبر عن رغبة حقيقية للشعوب في الأمن والاستقرار والنماء».
وأضاف سموه أن الاحتفال بيوم الأمم المتحدة هو مناسبة لتجديد التزام المجتمع الدولي بروح ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وتوجيه الأنظار إلى الحاجة الملحة لابتكار آليات جديدة للتعاون والتنسيق بالشكل الذي يضمن حياة أكثر أمناً واستقراراً للبشر في كل مكان.
ونوه سموه إلى أن الأمم المتحدة عبر تاريخها الطويل نجحت في إرساء نموذج دولي فعال في مواجهة العديد من الأزمات، وأثبتت قدرتها على التعامل مع العديد من الملفات في أعقاب الحرب العالمية الثانية في منتصف القرن الماضي، وقدم العاملون فيها ممن كرسوا حياتهم لخدمة أهدافها النبيلة تضحيات جمة في سبيل تأمين ملاذ آمن للأبرياء من ضحايا الحروب والصراعات بالمناطق الخطرة في العالم.
ورأى سموه أن حجم التهديدات والتحديات في الوقت الراهن وما تشهده الساحة العالمية من تجاذبات بين القوى الدولية وتصاعد للأزمات الإنسانية والصراعات الدموية، أصبح يشكل عبئاً متزايداً يحد من قدرة منظمة الأمم المتحدة على التحرك والوفاء بالتزاماتها، مما يزيد من ضرورة قيام المجتمع الدولي بمساندة جهود المنظمة الدولية في مواجهة تلك التحديات.
ودعا سموه إلى وضع آليات جديدة لعمل وصلاحيات الأمم المتحدة، واستراتيجية مغايرة تضمن للمنظمة الأممية لعب دور أكبر تأثيراً وفعالية في مناطق النزاعات والحروب، من أجل عالم ينعم بالأمن والاستقرار.
وقال سموه «إننا نتطلع إلى عالم كله محبة ورخاء وسلام ومجتمعات مبنية على التعايش والتسامح، وأن يشهد العالم خطى واعية وسريعة لتحقيق التنمية المستدامة في البلدان الناشئة ورفع المعاناة عن الإنسان في كل مكان وفي أي مكان وهذه من أسمى الغايات وأنبلها».
وحث سموه المجتمع الدولي على التركيز بشكل أكبر على دعم خطط الدول النامية والمجتمعات الفقيرة لتحقيق التنمية المستدامة خاصة في البلدان الناشئة، كمنطلق لدعم الأمن والاستقرار العالمي، وأن يكون ذلك ضمن إطار عمل جماعي تتضافر فيه الجهود بما يضمن للأجيال القادمة مستقبل أفضل.
وأكد سموه أن دعم جهود التنمية هو السبيل لحياة أفضل لملايين البشر، وأن تجاهل الدول القادرة لمد يد العون لتحقيق هذه الغاية، من شأنه أن يضاعف من حجم المآسي الإنسانية وعمليات النزوح التي تهدد الأمن والاستقرار العالمي.
وأشار سموه إلى تبني الأهداف الإنمائية للألفية ومتابعة خطوات الدول في تنفيذها شكلت إحدى النقاط المضيئة في مسيرة عمل الأمم المتحدة، ويجب أن تتواصل الجهود لتنفيذ خطة التنمية لما بعد عام 2015 بذات الحماس والإصرار الذي يساعد في مواجهة تحديات الفقر والحاجة التي تواجهها العديد من المجتمعات.
وأشاد سموه بمستوى التعاون القائم بين البحرين ومنظمة الأمم المتحدة وبرامجها المتخصصة، والذي يعبر عن نهج البحرين في الوفاء بالتزاماتها ودورها في تعزيز التعاون الدولي، والإسهام في تحقيق الأمن والسلم الدوليين.
وقال سموه «إننا نستذكر بالتقدير ما شهدته علاقة البحرين منذ دخولها عضواً بالأمم المتحدة من تطور ونمو ما جعل البحرين تحظى بتقدير أممي واسع، ونعتز بنيل البحرين أربع جوائز عالمية على صعيد التنمية في أقل من عقد من الزمان، من منظمة الأمم المتحدة وبرامجها ووكالاتها المتخصصة». وفي الختام، حيا سموه جهود الأمين العام للأمم المتحدة السيد بان كي مون وكافة العاملين بالمنظمة ووكالاتها المتخصصة، على ما يقومون به من جهد بناء في خدمة الإنسانية وتعزيز الجهود الدولية لحفظ الأمن والسلام العالمي.