كرّم الصندوق العالمي للآثار (World Monuments Fund) رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة عبر منحها جائزة (2015 Watch Award) كأول شخصية عربية تفوز بها، أمس الأول خلال احتفال الهارديان جالا السنوي، حيث كرم أيضاً الملكة صوفيا ملكة إسبانيا. وتزامن الاحتفال هذا العام مع احتفاء الصندوق بذكرى تأسيسه الـ 50. وحضر الاحتفال 400 مدعو جاؤوا خصيصاً للتكريم الذي أعلنه رئيس مجلس أمناء الجائزة كريس أورستم، ورئيسة الصندوق العالمي للآثار بوني بورنهام، كما تحدث الرئيس التنفيذي لبنك أركابيتا عاطف عبد الملك الذي عبر عن اعتزاز البحرين بالتكريم العالمي مهنئاً الشيخة مي والمملكة بهذا الاعتراف الدولي بدور البحرين في الحفاظ على الإرث الإنساني.
وأكدت الشيخة مي أهمية التكريم الذي يعتبر رسالة إلى العالم بأسره بوعي مملكة البحرين، عبر المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي في المنامة والعمل الدؤوب لمسؤولي الثقافة والآثار، لأهمية التراث الإنساني الذي نفتخر به ونعمل على إظهاره بأجمل صورة، وشكرت الصندوق الدولي للآثار الذي يشهد على أهمية وجود مؤسسات تسهر على تاريخ البشرية ومعالمها التراثية الإنسانية، مشيدة بعمله وما أسهم به من خلال نصف قرن مضى، ومتمنية له التقدم والعمل للخير العام في نصف القرن القادم.
وأهدت الشيخة مي هذا التكريم لكل داعم لمسيرة الثقافة والحفاظ على التاريخ في المملكة من القطاعين العام والخاص، مشيرة إلى سهر القيادة الرشيدة وعلى رأسها صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى الذي آمن بأن الاستثمار في الثقافة هو ضمان المستقبل وحفاظ على الماضي الغني بإرثه وتاريخه. ويأتي تكريم الشيخة مي بجائزة الصندوق اعترافاً بدورها الفريد الذي قامت به في سبيل صون وحماية التراث العالمي والثقافة البحرينية، والذي أدى لتطوير البنية التحتية التي حافظت على التراث وأسست لسياحة ثقافية مستدامة، ومن ذلك تأسيس ورئاسة مجلس أمناء مركز الشيخ إبراهيم بن محمد للثقافة والبحوث، والانطلاق بمشروع الاستثمار في الثقافة وبناء شراكة استثنائية بين القطاعين الخاص والعام في مجال الحفاظ على التراث، أفضت إلى إنجازات كتأسيس متحف موقع قلعة البحرين بدعم بنك أركابيتا ومسرح البحرين الوطني بدعم جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، إضافة إلى إنشاء وإرساء مواعيد سنوية لمهرجانات ثقافية مثل ربيع الثقافة، مهرجان صيف البحرين، ومهرجان تاء الشباب الذي يعمل على بناء القدرات الشابة في مجالات التراث والتنمية الثقافية. يذكر أن الصندوق العالمي للآثار يقدم جائزة الهادريان، منذ 1988 تكريماً للشخصيات القيادية التي تعمل على حفظ وتقدير وزيادة الوعي بأهمية التراث الإنساني والعمراني حول العالم. أما جائزة Watch فتأسست 2011 لتكريم الشخصيات التي تقدم أعمالاً تحافظ على المواقع التاريخية وتصونها في ظل الأحداث والمتغيرات حول العالم. وتأسس الصندوق العالمي للآثار في نيويورك 1965. ومنذ تأسيسه يعمل على حماية الآثار حول العالم من الاندثار بما في ذلك التراث المادي وغير المادي عبر نشر الوعي، والتدريب، والتعليم والعمل الميداني.
وقدمت فرقة محمد بن فارس مداخلة موسيقية أثرت أجواء الاحتفال عبر معزوفات أصيلة من فن الصوت وغيره من الألحان البحرينية التي أعطت فكرة عن الإبداع الذي يكتنزه التراث البحريني بكل أنواعه.