لندن - (وكالات): على خلفية زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بإلقاء اللوم على مفتي القدس الأسبق الحاج أمين الحسيني بالتحريض على المحرقة ضد اليهود، أكدت ألمانيا عدم وجود سبب يدعوها لتغيير رأيها التاريخي بأنها المسؤولة عن تلك المحرقة المعروفة بـ «الهولوكوست». وأشارت صحيفة «الغارديان» البريطانية إلى أن نتنياهو قد أثار ارتياباً وغضباً بين كثيرين عندما زعم في خطاب له أمام المجلس الصهيوني العالمي في القدس أن هتلر أراد فقط طرد يهود أوروبا، وأن فكرة إبادتهم جاءت من مفتي القدس آنذاك الحاج أمين الحسيني. وفي مؤتمر صحافي مشترك معه، أوضحت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أنها لا ترى ما يدعو لإحداث تحول في تفسير التاريخ، قائلة «نحن نلتزم بمسؤوليتنا عن المحرقة».
وقال المتحدث باسم الحكومة الألمانية شتيفن زيبرت «هذا التاريخ يدرس في المدارس الألمانية لسبب وجيه، ويجب ألا ينسى أبداً، وأنا لا أرى أي سبب يضطرنا لتغيير نظرتنا للتاريخ بأي شكل من الأشكال، ونحن نعلم أن مسؤولية هذه الجريمة ضد الإنسانية تقع على عاتق ألمانيا، وهي مسؤوليتنا نحن في المقام الأول».
وتعقيبا على ذلك، وصف توم سيغيف المؤرخ الإسرائيلي والمحرر السابق بصحيفة «هآرتس» الإسرائيلية زعم نتنياهو بأن المفتي الفلسطيني هو من حرض على المحرقة بأنه «مشين ويأتي في وقت شديد الحساسية». ويرى سيغيف أنه لا وجود لدليل دامغ على أن الحسيني لعب أي دور في قرار إبادة اليهود لأنه - كما كتب برنارد لويس في كتابه السامية والمناهضين للسامية - «يبدو من غير المحتمل أن النازيين كانوا بحاجة لهذا التشجيع الإضافي من الخارج».
وختم سيغيف بأن حوار نتنياهو الوهمي بين الحسيني وهتلر يأتي في لحظة حساسة للغاية مع موجة جديدة من «العنف الفلسطيني»، مما يزيد المخاوف والكراهية في إسرائيل والأراضي الفلسطينية. وأضاف أن إقحام المحرقة مرة أخرى يمكن أن يزيد الطين بلة، وأن هذه اللحظة تحتاج إلى قيادة مسؤولة ولغة منضبطة، وآخر ما يحتاجه الوضع الراهن هو رواية خرافية عن هتلر والمفتي.