تستضيف العاصمة الأمريكية واشنطن مساء اليوم الجمعة معرض «حكاية بحرين: من دلمون إلى البحرين»، الذي تنظمه هيئة البحرين للثقافة والآثار بالتعاون مع مركز ميريديان الدولي وسفارة المملكة بواشنطن، حيث يأتي هذا المعرض في إطار نشاط تعزيز العلاقات الثقافية الثنائية التي تربط البحرين بالولايات المتحدة الأمريكية وامتداداً لمذكرة التفاهم الموقعة ما بين الهيئة ومركز ميريديان لتفعيل الأنشطة الدبلوماسية الثقافية بين البلدين. ويقدّم المعرض التراث البحريني العريق الذي يعود لأكثر من 6 آلاف عام إلى الجمهور الأمريكي والخصائص الفريدة التي أهلت المملكة لتكون ميناء وسوقاً تجارياً رئيساً منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، ويشمل ذلك موقعها الاستراتيجي الذي كان يربط بين الشرق الأدنى ووادي السند ووفرة الثروات الطبيعية مثل الموارد المائية والحدائق الغناء وحقول اللؤلؤ، وهو ما سمح للبشر بالاستقرار والازدهار على أرضها ومنح المملكة اسمها الحديث الذي أصبحت تُعرف به، وهو البحرين.
ويحتوي المعرض مجموعة مختارة من الأختام المصنوعة من الحجر الصابوني يعود تاريخها إلى أكثر من 4 آلاف سنة، الأمر الذي يدل على المكانة الثقافية الرفيعة التي اتصفت بها البحرين منذ غابر الزمن باعتبارها عاصمة حضارة دلمون القديمة. كما يسلط المعرض أيضاً الضوء على أحد أهم الجوانب في تاريخ البحرين وأبرز مصادر الفخر والاعتزاز بالنسبة للبحرينيين، ألا وهي تجارة اللؤلؤ، حيث كانت هذه الصناعة تشكل جوهر وصلب حياة أهل البحرين وتمس كافة مناحي حياتهم اليومية قبل اكتشاف النفط.
كما يتضمن المعرض أيضاً عملاً فنياً مركباً ومعاصراً يحمل اسم «بحر» للفنانة ومديرة إدارة الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة، والذي تستكشف فيه تراث الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، وذلك تقديراً لأهمية هذا الإرث العريق وتخليداً لذكرى أولئك الذين فقدوا حياتهم في البحر.
وتقدم المصوّرة الوثائقية هيا آل خليفة مجموعة صور للأثواب والأزياء البحرينية التقليدية التي توضّح تقاليد البلاد وتراثها المتصل اتصالاً وثيقاً بصناعة النسيج وحرفة التطريز، وتعكس الحس والذوق الجمالي للبحرينيين وخبرتهم الفائقة لتوظيف الشكل واللون في صناعة القماش والتطريز.