تحرصون سموكم دائماً على مشاركة السعودية أفراحها بمناسباتها الوطنية من خلال حضوركم الاحتفالات التي تقيمها السفارة السعودية لدى البحرين.. كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟
نعم، فنحن نؤكد أن مناسبات السعودية هي مناسباتنا، وأفراحها أفراحنا، وأن أي تقدم للمملكة الشقيقة هو تقدم لنا جميعاً، ويسعدني دائماً أن أتواجد مع الأشقاء من السعودية في أعيادهم الوطنية، وأرى أننا نهنئ أنفسنا بهذه الأعياد مثلما نتقدم بالتهنئة إلى الأشقاء الأعزاء، إن المواقف السعودية تجاه البحرين لا تحتاج إلى دليل بل معلنة على مسامع العالم أجمع، فالسعوديون هم من أبرز حماة العقيدة الإسلامية والحرمين الشريفين، ونحن نتمنى الخير دائماً للسعودية ولقيادتها الحكيمة ولشعبها الشقيق، فالسعودية لا تتوانى عن مساندة أشقائها في كل مكان من العالم العربي أو الإسلامي، بل ومواقفها على الصعيد الدولي مشهودة وهى تحظى باحترام وتقدير كبيرين بفضل سياساتها المتوازنة ودفاعها عن الحق، وانتصارها للقضايا العربية والإسلامية، فالنهج السعودي في التعامل مع الأحداث والمستجدات أثبتت على الدوام فاعلية وهو موضع تنوير واحترام من الجميع.
التصدي للإرهاب
?كيف ترون سموكم التعاون الأمني بين البحرين والسعودية وخاصة في التصدي للأعمال الإرهابية الإجرامية؟
التنسيق بين بلدينا الشقيقين مستمر ولا يتوقف في مختلف المجالات، ونحن نعطي الأولوية دائماً للأمن والاستقرار في بلداننا، فبغير ذلك لا يمكن تحقيق تقدم، ويصعب نجاح أي خطط تنموية تستهدف تعزيز الرخاء والرفاه لشعوبنا، وخاصة في ظل ما تشهده منطقتنا وبقاع أخرى في العالم، من توتر وصراعات انعكست سلباً على أوضاع العالم وألقت بظلالها على الاقتصاد العالمي وتسببت في عرقلة تقدمه أو زيادة معدلات نموه. كما إننا ندرك أن التصدي للإرهاب والأعمال الإجرامية لا يمكن أن يتحقق إلا بتضافر وتعاون من الجميع، وفي هذا الإطار فإننا ننسق ونتعاون مع المملكة العربية السعودية الشقيقة وسائر دول المنطقة في التصدي لهذه الظاهرة الإجرامية، وحماية دولنا من محاولات الإرهابيين الذين يهدفون إلى زعزعة الأمن والاستقرار في بلداننا الآمنة والمسالمة، فالمواقف السعودية تجاه البحرين لا تحتاج إلى دليل وهي مواقف مشهودة، فهي كانت ومازالت الدرع الحصين للبحرين في العديد من المواقف التي تعرضت لها خاصة فيما يتعلق بمتطلبات الأمن والاستقرار، كما إن البحرين تقدر دور المملكة الشقيقة في دعم جهود البحرين التنموية في كافة الأصعدة، وإننا لعلى ثقة من أن التعاون بين بلدينا الشقيقين، وتوسيع دائرة التبادل والتكامل والبناء على ما يجمع بين البلدين من تفاهم في الرؤى والأهداف من شأنه أن يعزز من العلاقات بين البلدين الشقيقين.
كيف يقرأ سموكم نظرة العالم إلى دول الخليج العربي بعد «عاصفة الحزم».. وبعد أن أثبتت دول الخليج أن لديها زمام المبادرة للدفاع عن أمنها من الأطماع الخارجية؟
نعيش في عالم لا يعترف إلا بالأقوياء ومن يمتلكون القدرة على التحرك في الوقت المناسب لإجهاض أي توجه توسعي يستهدف المنطقة وخيراتها، ومن هنا فإن التحالف الذي قادته المملكة العربية السعودية لتنفيذ «عاصفة الحزم»، لحماية الأشقاء في اليمن مما يتهددهم، وحماية المنطقة من تفجر صراع عسكري بغيض، قد جسد هذه الحقيقة واقعاً وأظهر للعالم بأسره، أننا في هذه المنطقة لا يمكن أن ندع مصائر بلادنا وشعوبنا في مهب الريح، وأننا قادرون بتضافر الجميع على التحرك لفرض الأمن والاستقرار ووأد بذور الصراعات والحروب الأهلية والأطماع الخارجية في مهدها وقبل أن تستفحل وتتفاقم، وأثبت تحرك السعودية السريع، ودعوتها لتشكيل التحالف، مدى الحكمة والقراءة الواعية للأحداث وتطوراتها، من جانب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتجاوب قادة الدول من الأشقاء مع هذه الدعوة، ونرى أن هذا التحرك الواعي سيؤتي ثماره ونتائجه في المستقبل القريب، ولعل ما حدث قد وضع العالم بأسره أمام مسؤولياته، وأوضح أنه لا يمكن السماح للأمور والأوضاع أن تتداعى وأن يقف الآخرون أمامها موقف المتفرجين، وأن يدرك الجميع أن تلك التداعيات لو حدثت لا سمح الله لن تقتصر على أهل المنطقة وحدهم بل ستطال العالم أجمع وستهدد أمنه واستقراره.
ولهذا فإننا ندعو إلى إدراك المرحلة التي نحياها والتي تشهد أحداثاً ومتغيرات متشابكة، وندعو في الوقت ذاته دول العالم إلى التعاون والتكاتف، من أجل صون الأمن والاستقرار وحماية السلم الدولي، من خلال التحرك الجماعي لحل الصراعات وإزالة التهديدات من مختلف مناطق العالم، فلا يمكن الحديث عن السلام في بعض الجوانب وإغفاله في جوانب أخرى، وعلينا جميعاً أن ندرك أن مصير دول العالم بات في وقتنا الحاضر مصيراً مشتركاً ولا يمكن أن نسمح لأي من كان أن يعبث به، وأن يعرض العالم بأسره لمخاطر وتهديدات لم تعد خافية على أحد.
كيف يرى سموكم واقع العمل الخليجي المشترك، وما هو المطلوب اتخاذه في وجهة نظركم لتعزيز مسيرة التعاون الخليجي خاصة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تمر بها المنطقة؟
هذا سؤال وجيه، فالمرحلة الراهنة تتطلب جمع الكلمة والعمل من أجل استقرار دائم، وأن تعمل دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية على التعاطي مع كل مرحلة بما تتطلبه مسيرة المجلس، والنأي بدوله عن أية أخطار وتحديات تهدد دول المنطقة في أمنها واستقرارها، وتوظيف كافة الإمكانات والطاقات نحو التطوير والبناء والتنمية، فنحن نمر بوقت دقيق يستوجب المزيد من التشاور والتنسيق، وأن يكثف قادة دول المجلس من لقاءاتهم في ظل العمل الخليجي المشترك، وإيجاد صيغ جديدة للعمل تتوافق مع متطلبات المرحلة الحالية التي تشوبها تطورات وظروف دقيقة وبما يسهم في تحقيق أهدافنا في الأمن والاستقرار والنمو.. وإن ثقتنا لكبيرة في ظل القيادة الواعية والحكيمة لأصحاب الجلالة والسمو قادة دول مجلس التعاون في العمل الجاد ومضاعفة الجهود في استمرارية التنسيق والتشاور في مختلف المجالات بما يعزز من جهود دول المجلس على صعيد التنمية ويحفظ لها الأمن والاستقرار.
كيف ينظر سموكم إلى واقع الأمة العربية وما هو تقييمكم لمستقبل الدول العربية في ظل الصراعات الداخلية في بعض هذه الدول والتدخلات الخارجية في شؤونها؟
دعني أسألكم بدوري كيف ترون أنتم هذا الواقع.. إننا نشعر بالألم لما آلت إليه أوضاعنا في العالم العربي، وقد جاء اليوم الذي نرى فيه الآلاف من الناس يغادرون منازلهم ويهجرون بلدانهم، ويعرضون أنفسهم للمخاطر والأهوال بحثاً عن فرصة العيش الآمن في بلاد أخرى من العالم، بفعل الصراعات والحروب الداخلية.
وللأسف جاء أيضاً اليوم الذي نرى فيه دولاً عريقة في منطقتنا العربية تتعرض للتقسيم والتفتت ومحاولات لتغيير هوياتها بدعاوى وشعارات واهية، ورأينا كيف تنفذ هذه المخططات وكيف يرى البعض في انهيار بعض الدول وعودتها عشرات السنوات إلى الوراء «ربيعاً»!!!.. بل ورأينا كيف يصمت العالم على ما يحدث وكأن الأمر لا يعنيه!!
وأقولها بصراحة، إن منطقتنا العربية تخوض معركة مصير، ونحن نشهد أحداثاً جساماً وتطورات عربية وإقليمية، ونرى أن إنقاذ منطقتنا من كل ما يحدث فيها هو أن يتم التعامل معها بحكمة، وأن تكون المصلحة الوطنية ومصالح العرب العليا هي المحرك لنا جميعاً، وأن نستعيد قدرتنا على الفعل والتحرك الجماعي لحماية دولنا وتأمين مستقبل شعوبنا.
ولابد في كل مرحلة من مراحل عملنا الوطني أن نستعيد من تاريخنا الكثير من المشاهد والأحداث لنستلهم منها الدروس والعبر وتكريس الأمن والاستقرار في بلداننا من أجل مزيد من الرخاء والازدهار، ولكن فوق ذلك فإن الآمال ستظل تراودنا في رؤية عالم عربي موحد، وهذا يتطلب بذل مزيد من الجهد للوصول إلى ما نتطلع إليه.
الترويج لخلافات طائفية
تسعى بعض الدول والجهات الخارجية للترويج لخلافات طائفية في منطقة الخليج بهدف زعزعة أمن واستقرار دولها.. كيف ترون سموكم مدى وعي شعوب دول الخليج بمثل هذه المخططات وكيف يمكن مواجهتها؟
عاشت دولنا ومجتمعاتنا في وئام وتعايش دون إثارة نعرات أو محاولة شق الصفوف وبث الفرقة وتفجير صراعات لم تكن تؤرق تلك المجتمعات مثلما يحدث اليوم.. ولعل التبصر فيما نشهده في وقتنا الحاضر، يوضح لنا دون عناء حقيقة ما نتعرض له، وأن هذه الصراعات تتفجر في فترة زمنية قصيرة وفي أكثر من بلد في توقيت واحد.. فكيف نفسر ذلك؟!
وأقول لك، إن هناك من يتدخل ويسعى لإشعال النيران في مجتمعاتنا وإشغالنا عن البناء والتنمية، وأن المخطط على هذا الصعيد يستهدف الجميع ولن يستثني أحداً، وأن ذلك يتم تنفيذه بشكل مرحلي بحيث ينتقل من بلد إلى آخر تباعاً، لكن يجب أن يكون لدينا الوعي والإيمان القوي بقدرتنا على التصدي لأية محاولات تستهدف أمننا واستقرارنا، وتعايشنا السلمي الذي كان وسيظل وسيبقى دائماً من أهم سمات مجتمعاتنا الخليجية والعربية، فنحن قادرون بعون الله على التصدي ودحر هذه المحاولات البائسة متى ما أدرك الجميع هذه المحاولات وعمل على إخمادها.
دأبت بعض القنوات الفضائية والوسائل الإعلامية المغرضة، على بث تقارير مغلوطة عن البحرين لإثارة الفرقة بين مكونات المجتمع.. ما هي رؤية سموكم لكيفية حماية النسيج البحريني من هذه الممارسات والمخططات؟
لقد أظهرت تجربة السنوات الماضية حقيقة تلك القنوات وغيرها من الوسائل الإعلامية التي ارتضت لنفسها هذا النهج، ولم نعد بحاجة إلى تحديدها والتعرف على مواقفها، وهي قنوات لا ترى الأمور إلا بعين واحدة، ولا تعمل بموضوعية أو بمهنية، وبات أمراً مفروغاً منه أنها تعمل لمصالح غايتها معروفة للجميع.
أرسيتم سموكم قواعد التنمية البشرية في البحرين وتبنيتم خطوات تحفيزية في هذا المجال في مختلف القطاعات المعنية.. كيف تقيمون سموكم نجاح البحرين على صعيد التنمية البشرية؟
إن النجاحات التي حققتها البحرين على صعيد التنمية البشرية هي نتاج لمنظومة متكاملة من العمل الدؤوب تشاركت فيه سواعد جميع أبناء الوطن، وكانت ترجمة حقيقية لإرادة أبناء البحرين المتحفزة للنمو والارتقاء في كل المواقع، وبالتأكيد فإننا نشعر بالفخر والاعتزاز بما وصلنا إليه من درجات متقدمة على سلم التنمية البشرية وبالمكانة التي أصبحت البحرين تحتلها إقليمياً ودولياً في مجال التنمية البشرية بشهادة العديد من المنظمات والمؤسسات الدولية.
ولعل تصدر البحرين لتقارير التنمية البشرية التي تنشرها المؤسسات الدولية المتخصصة في قطاع التنمية البشرية، ولسنوات عديدة متتالية، لهو شهادة، ذات دلالات عديدة، على أننا نسير على الطريق الصحيح الذي نرجوه لوطننا وشعبنا، ولدينا عزم وتصميم على استمرار وتيرة العمل لصالح الوطن، رغم شدة التحديات التي تمر بها المنطقة، والتي تسببت في تراجع خطط التنمية في العديد من الدول، لكن البحرين حباها الله بشعب مثقف وواع وذي إدراك عال لطبيعة التحديات، شعب لديه العزيمة القوية على مواصلة مسيرة ازدهار الوطن وتقدمه.
وكما أكرر دائماً بكل الثقة واليقين، فإن أبرز ما يميز تجربة التنمية في البحرين أنها تركز على الإنسان، باعتباره عنصر الاستثمار الأساسي الذي ترتكز عليه كل خطط التنمية، ولذلك فإن تنفيذ جميع خطط وبرامج التنمية التي تتبناها الحكومة ترتكز على إطار من الشراكة المجتمعية التي أثمرت عما يشاهده الجميع من جوانب نهضة حضارية وعمرانية في مختلف مناطق البحرين. واستطعنا بتكاتف أبناء البحرين أن نتجاوز عقبات صغر المساحة الجغرافية للبلاد وقلة الموارد الطبيعية، بل كانت لنا حافز على بناء نموذج تنموي ناهض ومتميز في شتى القطاعات، ومن يتابع أخبار البحرين أو يتجول في مناطقها سيجد حركة نهضة واسعة في البناء والعمران ومشروعات الإسكان، وسيلحظ ما تحقق من تطور في مجالات التعليم والصحة والبنية التحتية، والمسيرة مستمرة بإذن الله.
تعمل حكومة البحرين بقيادة سموكم على دعم القطاعات التي تعزز الاقتصاد الوطني.. كيف تحققت النجاحات في هذا المجال.. وما هي العناصر التي أسهمت في جذب القطاع الخاص ودعمه لهذا التوجه؟
كما ذكرت لك، أن النجاحات التي حققتها البحرين في مجال الاقتصاد وغيره، هي ترجمة لجهد جماعي أسهم فيه جميع المواطنين كل في موقعه، إذ إن دافع الجميع هو الرغبة في رفعة الوطن وتقدمه. ونظراً لأهمية قطاع الاقتصاد فقد تركزت كافة الخطط والبرامج على النهوض بالاقتصاد الوطني ليكون قوياً ومتنوعاً، ويرتكز على نظام مالي ونقدي مستقر، ولذا كان الاهتمام بتهيئة كافة الظروف الملائمة التي تضمن للاقتصاد الوطني الحيوية والقدرة على التجدد والنماء، لما لذلك من أهمية في إيجاد مزيد من فرص العمل للمواطنين وتوفير سبل الحياة الكريمة للمواطنين، وأبرز ما يميز الاقتصاد البحريني، هو الحرية والانفتاح الذي تحكمه منظومة من القوانين العصرية والمتطورة التي تجذب الاستثمارات إلى دخول السوق البحرينية بكل ثقة في أنها لن تجد معوقات بيروقراطية أو إدارية، فالاستثمار لا يأتي إلى أي سوق ما لم يكن على يقين بأن المناخ في البلد القادم إليه، لديه من الحرية والانفتاح والقوانين والتسهيلات ما يمكنه من العمل بكل ارتياح، كما إن لدينا اهتماماً بتشجيع القطاع الخاص على المساهمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المملكة باعتباره شريكاً للحكومة في مختلف قطاعات التنمية وذا إسهام في القرار الاقتصادي، فالقطاع الخاص يمثل جناحاً لا غنى عنه لأي مجتمع يسعى إلى النهوض والازدهار، ولذلك عملت البحرين على تهيئة البيئة الملائمة التي تعزز من دور هذا القطاع في عملية التنمية وحرصت على ترسيخ مظلة تشريعية وقانونية توفر المرونة اللازمة له للإسهام في تنشيط الحركة التجارية والاستثمارية بالبلاد دونما أي معوقات.
التعايش في البحرين
البحرين ضربت مثالاً رائعاً للتعايش بين مكونات المجتمع البحريني طوال العقود الماضية، رغم محاولات البعض ضرب الأمن الداخلي البحريني.. كيف تنظرون إلى هذا الأمر؟
نعم، فالمجتمع البحريني معروف منذ القدم بتماسك وتلاحم جميع مكوناته التي تجمعها قيم المحبة والتسامح والتعايش وقبول الآخر، بلا تفرقة أو تمييز بين مواطن وآخر، وهي قيم توارثتها الأجيال ورسخها دستور مملكة البحرين وميثاق العمل الوطني، فالبحرين هي وطن للجميع وبلد ينبذ الكراهية والانقسام، وهي بلد للتقارب والتعايش بين الأديان، فليس لدينا تفرقة بين مواطن وآخر، فلا مكان لمن يريد الفرقة بيننا، وشعب البحرين أثبت في مختلف المواقف التاريخية أنه شعب واع وعصي على الفرقة لأنه يدرك خطر الشقاق والاختلاف.
وقد رأينا في محيطنا الإقليمي كيف تدار المخططات التي تستهدف تقسيم الدول على أسس وتصنيفات طائفية وأيديولوجية، ولذا فإننا نحذر دائماً من خطورة تفكك المجتمعات، لأنه متى ما تفككت المجتمعات ستنهار الدول ولن يبقى إلا الفوضى والدمار.
سموكم كما نعلم يبدأ يومه بمطالعة الصحف اليومية ومتابعة آخر التطورات عبر وسائل الإعلام المختلفة.. كيف تقيمون سموكم دور الصحافة المحلية والعربية وخاصة في ظل الأوضاع الحالية التي تمر بها منطقتنا العربية؟
بالطبع، فلا غنى عن الصحافة كوسيلة للتعرف على نبض المجتمع، ونحن نفخر بالمستوى المتميز لصحافتنا البحرينية في تنوير المجتمع والنهوض بوعيه وفكره وتسليط الضوء على قضاياه، شأنها شأن الصحافة الخليجية التي ينظر إليها اليوم بأنها على مستوى رفيع من المهنية والإتقان، فضلاً عن إسهاماتها الكبيرة في دفع عملية التنمية الشاملة، فنحن نعتبر الصحافة شريكاً فاعلاً فيما تحقق من منجزات ومكتسبات، ونحرص دوماً على الالتقاء بالصحافيين وأصحاب الرأي، فهم جنود الوطن، ودورهم في الدفاع عن وطنهم محل اعتزاز وتقدير، ونعتقد في ظل الأوضاع الحالية بالمنطقة، والتي تتسم بتسارع الأحداث، أن المسؤولية باتت مضاعفة على الصحافة المحلية والعربية، في انتهاج رقابة ذاتية، وأن تتحلى بقيم الحرية المسؤولة، لاسيما في ظل اتساع مساحة الحرية والانفتاح، والكلمة أمانة كبيرة، ينبغي لمن يحملها أن يتحلى بالدقة والموضوعية والنزاهة، ونحن فخورون برجال الصحافة والإعلام وكتاب الأعمدة والرأي لدينا وإسهامهم الواضح في التأكيد على معنى الوحدة الوطنية والعمل بأمانة ومسؤولية.