ترأست البحرين الاتحاد العربي للعلوم النفسية، الذي تم إشهاره مؤخراً، على هامش اجتماع مؤتمر «علم النفس في العالم العربي» ببيروت برئاسة بروفيسور علم النفس في جامعة البحرين عدنان الفرح، بهدف تطوير برامج إعداد المتخصصين في علم النفس وتدريبهم ورفع كفاءاتهم المعرفية والمهنية.
وقال د.الفرح إن تأسيس الاتحاد لم يأت من فراغ، بل جاء نتيجة عدد من العوامل على رأسها ما يعصف بالمنطقة العربية من تحديات وحروب وأزمات، وما صاحبه من ضغوط نفسية وضعف الشعور بالاتزان والأمن النفسي لدى المواطن العربي الأمر الذي أصبح يحتم على العاملين في مجالات علم النفس المزيد من التعاون والعمل المشترك. بالإضافة إلى شعور الأخصائيين النفسيين العرب بالعزلة عن الجهود الدولية وضعف تمثيل الصوت العربي في المحافل الدولية والاجتماعات العلمية الدولية، في الوقت الذي تتجه فيه جهود معظم المتخصصين في مناطق العالم المختلفة إلى توحيد جهودها ضمن مظلة مهنية واحدة كالاتحاد الأوروبي لجمعيات علم النفس واتحاد دول جنوب شرق آسيا والاتحاد الأفريقي لعلم النفس.
وكشف الفرح أن الاتحاد سيعمل على تعميق وحدة الهدف والمصير بين جميع المتخصصين والعاملين بالعلوم النفسية في الوطن العربي، إضافة لضرورة تأسيس مرحلة جديدة لمواجهة تداعيات حالة عدم الاستقرار والترقب لما يجري في المنطقة العربية وما نجم عنها من تهديد للشعور بالأمن النفسي لدى المواطن العربي. كما يهدف إلى توفير مظلة عربية مهنية قائمة على التعاون بين جمعيات علم النفس العربية وجميع العاملين العرب في علم النفس لتطوير هذا المجال ونشره وتوظيف فروعه المختلفة حسب أحدث المستجدات العلمية والمعايير العالمية انطلاقاً من الثقافة العربية ومقتضياتها. وأوضح أن تأسيس الاتحاد جاء لتطوير برامج إعداد المتخصصين في علم النفس وتدريبهم ورفع كفاءاتهم المعرفية والمهنية، إضافة لتنظيم المهن النفسية والإشراف على تطوير وتنظيم الممارسات المهنية في الدول الأعضاء حسب أحدث المستجدات العلمية والمعايير العالمية، ودعم إصدار الأنظمة والتشريعات الخاصة بالترخيص المهني لممارسة علم النفس. ولفت إلى أن مقر الاتحاد العربي للعلوم النفسية خلال مرحلة التأسيس سيكون في العاصمة الأردنية عمان، نظراً للجهود المبذولة من قبل الجمعية الأردنية لعلم النفس وتكفلها بتنظيم ودعم مشروع تأسيس الاتحاد منذ البداية ولما عرف عنها كجمعية ريادية بالمنطقة العربية، مشيراً إلى أن مبادرة تأسيس الاتحاد تدخل ضمن إطار العمل التطوعي، الذي لا يجد الحماس المطلوب لدى أطراف عدة. فانشغال العديد من المختصين والعاملين في علم النفس كان من العوامل التي تعيق بذل الجهود اللازمة للتشاور والتباحث حول المتطلبات الأساسية لإطلاق هذه المبادرة.
وتضم الهيئة التنفيذية للاتحاد د. زهير زكريا من الأردن أميناً عاماً، ود.بريجيت خوري من لبنان نائباً للرئيس، ود.إياد عثمان من فلسطين أميناً للصندوق، وعضوية كل من د.فوزي عزت من مصر، ود.حيدر زامل من العراق، وأ.رباب الشرع من الجزائر.