كتب - حذيفة إبراهيم:
كشف مصدر مطلع لـ«الوطن» أن الاستشاريين يفضلون طلبة الطب على المتدربين في التدريب لأسباب «مادية»، فيما قال مصدر آخر إن النجاح في الاختبار التحريري للحصول على شهادة «البورد العربي» ليس صعباً».
وأضاف المصدر الذي رفض الكشف عن اسمه، أن مشكلة تدريب الأطباء تكمن في أن الاستشاريين يقصرون في عملهم تجاه تدريب الأطباء، مشيراً إلى أن الأصل هو «ملازمة الطبيب للاستشاري» طوال الوقت لحين الحصول على الخبرة الكافية.
وبين أن العديد من الاستشاريين يتركون الطبيب يمارس مهامه دون تدخل، أو حتى استشارة أو إبداء الرأي والإرشاد، وهو ما يعني عدم حصول الطبيب على التدريب الكافي.
وقال إن الاستشاريين يفضلون طلبة الجامعات، إذ إن تدريب الطلبة الجامعيين يدر على الاستشاري مبلغ 800 – 1000 دينار بحسب درجته، أما الأطباء المتدربون فهي ضمن مهام الاستشاري أساساً، ولا يأخذ أي علاوات عليها، ولذلك فإن الاستشاري يخلص في تدريب الطلبة على حساب الأطباء.
وأشار إلى أن أحد الأطباء في مستشفى الطب النفسي، قام برفض استقبال أطباء الامتياز، بحجة أنه يدرب فقط «الطلبة» وأن المكان لا يتسع لاستقبال المتدربين من الأطباء، دون أن تتم محاسبته من أي جهة عليا في المستشفى.
وقال إن الجميع يتحدث عن تقصير الاستشاريين في مهامهم المنوطة بهم ضمن رتبهم كاستشاري، إلا أنه لا حياة لمن تنادي، هناك تقصير في التدريب والتوجيه، وحتى أحياناً في الكشف، ويجعلون المتدربين هم في «وجه المدفع» وهو ما يؤدي لحدوث أخطاء طبية».
وشدد على ضرورة أن تتخذ الإدارة إجراءات حاسمة تجاه ذلك الموضوع، وأن تشدد الرقابة على الاستشاريين وعلى تدريب الأطباء، والتأكد من تدويرهم على كافة الأقسام المطلوبة ضمن اختصاصاتهم قبل دخول اختبار «البورد العربي».
وبين مصدر آخر، أن النجاح في الاختبار التحريري للحصول على شهادة «البورد العربي» لا يعتبر أمراً صعباً، كون الشخص يمكنه اجتياز ذلك الاختبار المكون من أسئلة تحوي على اختيارات متعددة، ويجب الحصول على نسبة تزيد عن الـ 20%، وهو أمر سهل، ولذلك فإن الاختبار التحريري وحفظ الأجوبة ليس معياراً حقيقياً لقياس قدرة الطبيب.
وقال بعد حصوله على الشهادة يتم ترقيته إلى منصب «مسؤول أطباء النواب» وبعض الأحيان أخصائي، وهم الاثنان درجات تحت الاستشاري.
وتابع، «مسؤول التدريب» هو من يمرر لهم ما يراه، ويحدث التجاوز هناك، والمشكلة الأكبر أن التدريب إن لم يكن تدريباً حقيقياً، فإن الطبيب لم ينل الخبرة الكافية، ولا يمكن له تسلم مهام ومسؤوليات تظم أرواح الناس في الطوارئ أو غيرها من الأقسام».
وأكد أن من شروط الحصول على البورد العربي أيضاً، عدم تغيب الطبيب لأكثر من شهر طوال العام، إلا أن هناك العديد منهم تغيبوا لفترات تزيد عن الشهر بكثير، ولمدد طويلة، دون حسيب أو رقيب.
وقال «مثلاً في طب الأطفال، يجب أن يمر الطبيب على أقسام الباطنية أمراض الكلى، والجهاز البولي والتنفسي والصدر والقلب وغيرها من الأقسام، وفق جدول معين، والأخصائي النفسي يجب أن يمر على قسم القلق وكبار السن وغيرها من الأقسام، وينتهي من عدة مهام داخل كل قسم، وإذا لم ينته منها لا يحق له دخول الاختبار».
وأشار إلى أن ما يحدث هو بقاء الطبيب لمدة عام أو عام ونصف في قسم واحد، وهكذا لحين انقضاء الـ 4 سنوات، ثم يتم التوقيع له بإنهائه جميع المتطلبات التدريبية، ويخوض الاختبار وينجح.
وكان مصدر مطلع، قد كشف لـ»الوطن»، عن وجود تسيب في البرامج التدريبية المتعلقة بالحصول على «البورد العربي» ما يؤدي إلى تخريج أطباء غير مؤهلين بالشكل الكافي، الأمر الذي يزيد من نسبة الأخطاء الطبية وأخطاء التشخيص، وأنه «لا يوجد تدريب حقيقي» في مجمع السلمانية الطبي بالنسبة للأطباء المتدربين، وأن هناك تجاوزاً لمتطلبات «البورد العربي».
وتابع إن هناك أطباء لم ينهوا ربع أو ثلث المتطلبات لشهادة البورد العربي، وكل ما يحصل أنهم أنهوها على الورق فقط، وهذا ما يؤدي إلى وجود أطباء غير أكفاء أو مؤهلين بشكل كاف لتشخيص المرضى، وحصولهم على ترقيات لا يستحقونها، الأمر لا يتعلق بعدة حالات، وإنما أصبح عرفاً للتدريب».