عواصم - (وكالات): اندلعت مواجهات عنيفة بعد صلاة الجمعة أمس في مناطق مختلفة من الضفة الغربية التي تشهد هي وقطاع غزة مسيرات تندد بالانتهاكات الإسرائيلية ضمن يوم غضب فلسطيني دعت إليه الفصائل. ورفعت إسرائيل القيود على دخول المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة في محاولة على ما يبدو لتخفيف التوتر في محيط المسجد والذي أدى إلى أعمال عنف بين الفلسطينيين والإسرائيليين. وفي حين أدى آلاف المصلين الفلسطينيين الصلاة في المسجد دون وقوع أي حوادث، اندلعت اشتباكات في مدينتي الخليل ورام الله في الضفة الغربية المحتلة حيث قام شبان فلسطينيون برشق الجنود الإسرائيليين بالحجارة، رداً على إطلاق الجنود الغاز المسيل للدموع. ووقعت مواجهات في مدن نابلس ورام الله والخليل ومخيم الجلزون وبلدة نعلين غرب رام الله. ودعت فصائل فلسطينية إلى «يوم غضب» ضد إسرائيل، فيما تكثفت الجهود الدولية لوقف العنف الذي يخشى العديدون من أن يتحول إلى انتفاضة ثالثة.
وأفاد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة أن أكثر من 120 فلسطينياً أصيبوا بالرصاص الحي والمطاطي الذي أطلقه الجيش الإسرائيلي خلال مواجهات في مناطق مختلفة في القطاع. وقال الطبيب أشرف القدرة «حصيلة المصابين في المواجهات في قطاع غزة بلغت 123 مصاباً بالرصاص الحي والمعدني والمطاطي الذي أطلقته قوات الاحتلال الإسرائيلي».
ولفت إلى أن 58 أصيبوا في المواجهات قرب معبر بيت حانون «إيريز» شمال قطاع غزة ونحو 32 فلسطينياً أصيبوا في المواجهات قرب نقطة نحال عوز العسكرية الإسرائيلي شرق حي الشجاعية شرق مدينة غزة فيما أصيب 18 شرق مخيم البريج و15 في المواجهات شرق خان يونس.
وأوضح القدرة أن «عشرات المواطنين أصيبوا أيضا بالاختناق والإغماء نتيجة عشرات من قنابل الغاز المسيل للدموع والسام» الذي أطلقه الجنود الإسرائيليون في اتجاه المتظاهرين.
واندلعت مواجهات بعد صلاة الجمعة في المناطق الحدودية الشمالية والشرقية لقطاع غزة مع إسرائيل.
وأكد القدرة أن «وزارة الصحة تستنكر الاعتداء على الطواقم الطبية وتدعو لمحاسبة الجناة». من جهة ثانية نظمت حركتا حماس والجهاد الإسلامي تظاهرة شارك فيها آلاف من عناصر ومؤيدي الحركتين بعد ظهر الجمعة في مخيم النصيرات وسط القطاع. وقال القيادي في حماس إسماعيل رضوان في كلمة أمام المتظاهرين «لن تنجح كل محاولات المجتمع الدولي الساعية للالتفاف وعرقلة انتفاضة القدس المباركة في محاولة لإنقاذ العدو الإسرائيلي من قبضة انتفاضة الشعب الفلسطيني».
من ناحيته قال القيادي في حركة الجهاد أحمد المدلل «لا خيار أمام شعبنا في هذه المرحلة غير الانتفاض في مواجهة العدو الإسرائيلي».
من جانبه قال الشيخ عزام الخطيب مدير عام أوقاف القدس وشؤون المسجد الأقصى إن نحو 25 ألف مسلم أدوا صلاة الجمعة بعد السماح للمصلين من كل الأعمار بدخول المسجد، وذلك للمرة الأولى منذ منتصف سبتمبر الماضي عندما اندلعت اشتباكات في المكان بين الفلسطينيين والشرطة الإسرائيلية.
وفي وقت سابق أمس أصيب جندي إسرائيلي بجرح طفيف في عملية طعن في الضفة الغربية المحتلة.
وأوضح الجيش أن «مهاجماً طعن جندياً أثناء قيامه بواجبه بالقرب من السياج الأمني في غوش عتصيون» مجمع المستوطنات في جنوب القدس. وقال إن «جنوداً آخرين أطلقوا النار على المهاجم».
وأدت الهجمات منذ الأول من أكتوبر الحالي إلى استشهاد 50 فلسطينياً في اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية أو أثناء شنهم هجمات ضد إسرائيليين. كما قتل 8 إسرائيليين في الهجمات، إضافة إلى إريتري اعتقد أنه من المهاجمين. ومن المقرر أن يعقد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ونظيره الروسي سيرغي لافروف ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيدريكا موغيريني والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون محادثات حول العنف المتصاعد. كما من المقرر أن يلتقي كيري الرئيس عباس في عمان اليوم.
إلا أن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات استبق اللقاء وقال إن «أي جهود للتهدئة في المنطقة لن تنجح بدون معالجة الأسباب الرئيسية للتوتر الذي تشهده الأراضي الفلسطينية».
وحدد شروط الجانب الفلسطيني للتهدئة، موضحاً أن «أسباب التوتر التي يجب معالجتها هي استمرار الاحتلال والاستيطان والعقوبات الجماعية وهدم المنازل والإعدامات الميدانية ومحاولات تقسيم المسجد الأقصى المبارك». من ناحية أخرى أصدرت المحكمة العليا الإسرائيلية أوامر احترازية موقتة تمنع فيها الجيش الإسرائيلي من هدم 6 بيوت في الضفة الغربية المحتلة لفلسطينيين متهمين بقتل إسرائيليين.
ومنذ 15 أكتوبر الحالي أصدرت السلطات الإسرائيلية 9 أوامر بهدم منازل نشطاء فلسطينيين في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بعضهم استشهد في هجمات والآخرون معتقلون ولم تتم إدانتهم.