نظمت هيئة البحرين للثقافة والآثار بالتعاون مع مركز ميريديان الدولي وسفارة البحرين بالولايات المتحدة الأمريكية، في العاصمة واشنطن، مساء أول أمس معرض «حكاية بحرين: من دلمون إلى البحرين»، فيما أكدت رئيس الهيئة الشيخة مي بنت محمد آل خليفة دور الثقافة والفنون في الترويج للمكتسبات الحضاريّة والإنسانيّة للشعوب.وأشارت إلى أن المواقع التراثيّة للمملكة تعكس غنى الثقافات التي مرّت على «أرض الخلود» والتي أدرجت على قائمة التراث الإنساني العالمي لليونسكو لأهميتها التاريخية في منطقة الخليج العربي كموطن لقاء الحضارات والثقافات منذ آلاف السنين.وعبرت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة عن سعادتها بحضور البحرين، عبر تاريخها وفنها، في هذا الصرح الأمريكي الذي يعمل على كسر الحواجز وتقريب المسافات والثقافات في زمن نحن بأمس الحاجة إليه إلى اللقاء والحوار والانفتاح على الآخر.من جانبه، أكد سفير البحرين لدى الولايات المتحدة الشيخ عبدالله بن محمد بن راشد آل خليفة، أن الثقافة الغنية التي تتميز بها البحرين تستحق التقدير على النطاق العالمي نظراً لمساهماته القيمة في إثراء التقاليد الموسيقية والفنية والجمالية.وأشار الشيخ عبدالله بن محمد بن راشد آل خليفة إلى أن التعاون الثقافي بين البحرين والولايات المتحدة يمثل جسراً ذا إمكانات هائلة بين البلدين».وفتح المعرض أبوابه رسمياً بحفل استقبال في مبنى «وايت ماير هاوس» بمركز ميريديان الدولي بحضور رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة مي بنت محمد آل خليفة وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الأمريكية وأعضاء السلك الدبلوماسي وكبار رجالات مجتمعي الأعمال والثقافة وغيرهم من المدعوين. ورافق حفل الاستقبال أداء حي لفرقة محمد بن فارس الموسيقية التي استحضرت أجمل الإنتاجات الموسيقية البحرينية.ويقدم المعرض التراث البحريني العريق الذي يعود إلى أكثر من 6 آلاف عام إلى الجمهور الأميركي والخصائص الفريدة التي أهلت المملكة لتكون ميناءً وسوقاً تجارياً رئيسياً منذ الألفية الثالثة قبل الميلاد، ويشمل ذلك موقعها الاستراتيجي الذي كان يربط بين الشرق الأدنى ووادي السند ووفرة الثروات الطبيعية مثل البحرين. ومن بين المعروضات التي يحتويها المعرض مجموعة مختارة من الأختام المصنوعة من الحجر الصابوني الذي يعود تاريخها إلى أكثر من 4 آلاف سنة، الأمر الذي يدل على المكانة الثقافية الرفيعة التي اتصفت بها البحرين منذ غابر الزمن باعتبارها عاصمة حضارة دلمون القديمة. كما يسلط المعرض أيضاً الضوء على أحد أهم الجوانب في تاريخ البحرين وأبرز مصادر الفخر والاعتزاز بالنسبة للبحرينيين، ألا وهي تجارة اللؤلؤ، حيث كانت هذه الصناعة تشكل جوهر وصلب حياة أهل البحرين وتمس كافة مناحي حياتهم اليومية قبل اكتشاف النفط.ويضم المعرض التحف الأثرية والصور التاريخية، يحتوي المعرض أيضاً عملاً فنيا مركباً ومعاصراً يحمل اسم «بحر» للفنانة ومديرة إدارة الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة، والذي تستكشف فيه تراث الغوص بحثاً عن اللؤلؤ، وذلك تقديراً لأهمية هذه الإرث العريق وتخليداً لذكرى أولئك الذين فقدوا حياتهم في البحر. كذلك فإن المصورة الوثائقية هيا آل خليفة تقدم مجموعة صور للأثواب والأزياء البحرينية التقليدية التي توضح تقاليد البلاد وتراثها المتصل اتصالاً وثيقاً بصناعة النسيج وحرفة التطريز، وتعكس الحس والذوق الجمالي للبحرينيين وخبرتهم الفائقة في توظيف الشكل واللون وفي صناعة القماش والتطريز.جدير بالذكر أن هذا المعرض يأتي في إطار تعزيز العلاقات الثقافية الثنائية التي تربط شعوب البلدين وامتداداً لمذكرة التفاهم الموقعة بين هيئة البحرين للثقافة والآثار ومركز ميريديان لتفعيل الأنشطة الدبلوماسية الثقافية المشتركة.
970x90
970x90