قال أستاذ ورئيس قسم الفسلجة بكلية الطب في جامعة الخليج العربي البروفسور عامر الأنصاري إنه كلما كبر الشخص في السن ضاقت الأوعية الدموية فيقل الدم الذي يصل للدماغ مما يؤدي إلى تأثره، وبالتالي تأثر العملية الذهنية للدماغ التي تتضاءل مع التقدم في السن وهي عملية فسيولوجية طبيعة يمر بها كل إنسان ومن الممكن أن تتسارع العملية وتسبب شيخوخة المبكرة، ويعتبر الزهايمر أحد أمراض الشيخوخة المبكرة.
وأوضح البروفسور عامر الأنصاري، خلال محاضرة نظمها مركز عبدالرحمن كانو الثقافي بعنوان «شيخوخة الدماغ ومرض الزهايمر»، قدمها د.ضياء الفهداوي، أن الدماغ يحتوي على عدد كبير من الخلايا العصبية التي تبلغ حوالي 100 مليون خلية عصبية، حيث إنه لا يستطيع إعادة إنتاج الخلايا التي تموت، كما يحتاج الدماغ حوالي 20% من الدم الذي يضخه القلب لتغذيته، وهو يعتمد في تغذيته على مادة الكلوكوز.
وأشار إلى أنه عندما يتم فحص أي شخص من خلال اطلاعه على 16 كلمة ويترك لينظر لها لدقائق وبعدها تختفي من أمامه ويطلب منه ذكر الكلمات التي شاهدها، ويتضح من هذا الاختبار أنه كلما تقدم الإنسان في العمر، قلت عدد الكلمات التي يتذكرها، فالنسيان عملية طبيعية تحدث للكل، وما يعتبر غير طبيعي هو التسارع في عملية النسيان حيث تكون شديدة أو تسبب النسيان المبكر.
وأضاف أن هناك عدة أسباب للنسيان وأهمها الوراثة أو طريقة أسلوب الحياة، وهي تؤدي إلى الخرف الشيخوخي، والخرف مرض شائع جداً وحسب آخر الإحصائيات هناك حوالي مليون حالة جديدة تصاب بالخرف كل سنة، وهناك نظرية معتمدة تقول إن الخرف ينتج عن وجود أو تكوّن بروتينات غير طبيعية، ومن المعروف أن هناك بروتين خارج كل خليه يعمل على إصلاح كل ضرر يحدث ويساعد على استخلاص الأغذية للخلية وهو ما يساعد الخلية لتعيش أطول فترة ممكنة، وعليه تقوم الخلية العصبية بتجديده عن طريق التخلص منه وينمو بروتين جديد مكانه.
وحول أسباب وقوع الخلل بداخل الخلية أو خارجها، قال د.الأنصاري إن العلم لم يتوصل إلى الآن للأسباب، حيث إن هناك بعض أنواع الالتهابات التي يتعرض لها الجسم فتنتقل إلى الدماغ فيحدث خلل في عمل الخلايا. كما إنه في حالة عدم توصيل الأوعية الدموية للدم إلى الدماغ فإنه سيحدث انخفاض في الطاقة وسوف تصاب الإنزيمات بالخلل، ومن الأمراض التي تؤدي إلى ذلك مرض ضغط الدم وارتفاع الكولسترول.
وأكد أن العلماء بدؤوا في بحث هذه المشكلة لوضع الحلول لها من خلال إيجاد طريقة لمنع الخلية العصبية بطريقة معينة من قص البروتينات بشكل خاطئ، أو عن طريق تقوية البروتينات التي تلزم الجزيئات في داخل الخلية، مشيراً إلى أن هناك أغذية قد تساعد بشكل بسيط في الحفاظ على الخلية العصبية مثل الأوميغا 3، ودهن السمك، واتباع نظام غذائي خاص وممارسة الرياضة، وفي الوقت الحالي يتم علاج المرضى عن طريق إعطاء المريض أدوية مهدئة.