عواصم - (وكالات): أكد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير أن «تقدماً حدث في المشاورات الدولية الجارية حول سوريا»، غير أنه شدد مجدداً على أن «لا مكان للرئيس بشار الأسد في مستقبل البلاد»، مشيراً إلى أن «الموقف المصري يتطابق مع الموقف السعودي بشأن الملف السوري»، بينما تعهدت السعودية والولايات المتحدة بتكثيف دعم «المعارضة السورية المعتدلة»، ومواصلة السعي للتوصل إلى حل سياسي للصراع في البلاد. وجاء التعهد عقب اجتماع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ومسؤولين آخرين مع وزير الخارجية الأمريكي في الرياض أمس الأول. وقال الجبير في مؤتمر صحافي عقده مع نظيره المصري سامح شكري عقب جلسة محادثات مطولة «هناك مشاورات دولية مستمرة حول كيفية تطبيق مبادئ «جنيف 1»عن طريق تأسيس هيئة انتقالية للحكم تحضر وتضع دستوراً جديداً وتدير المؤسسات الحكومية والعسكرية وتحضر لانتخابات، ولا يكون لبشار الأسد أي دور في مستقبل» سوريا. وأضاف «هذا هو موقف المملكة وهذا هو موقف معظم الدول في العالم». وأكد الجبير أن «هناك بعض التقدم» في هذه المشاورات «وبعض التقارب في المواقف التي تهدف إلى إنجاز حل للأزمة السورية ولكن لم نصل إلى اتفاق بعد». وفيما نفى وزير الخارجية المصري وجود «تباينات» في المواقف بين القاهرة والرياض، شدد الجبير على أن «الموقف المصري يتطابق مع الموقف السعودي». وتابع «كلنا نريد أن نحافظ على المؤسسات المدنية والعسكرية» في سوريا.
وتأتي زيارة الجبير، الذي تدعم بلاده المعارضة المناهضة للأسد، للقاهرة غداة محادثات أجراها وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في الرياض مع خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وشددا خلالها على ضرورة تعبئة المجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي في سوريا. وتعهدت الرياض وواشنطن بتكثيف دعم المعارضة السورية المعتدلة. كما تأتي زيارة الجبير بعد 48 ساعة من اجتماع رباعي في جنيف حول سوريا ضم وزراء خارجية روسيا والولايات المتحدة والسعودية وتركيا. وربما يعقد اجتماع اخر يضم نحو 10 دول الجمعة المقبل. وبعد أن أصرت السعودية على المطالبة برحيل الأسد من السلطة، قال وزير خارجيتها أنه يمكن للأسد البقاء في السلطة إلى حين تشكيل حكومة انتقالية. من ناحية أخرى، أعلن الرئيس السوري بشار الأسد أن بلاده بحاجة «للقضاء على التنظيمات الإرهابية» لتصل إلى حل سياسي ينهي النزاع الدائر منذ أكثر من أربع سنوات، ونقل النائب الروسي الكسندر يوشتشنكو عنه استعداده لتنظيم انتخابات والمشاركة فيها. وخلال لقائه وفداً روسياً يضم نواباً وشخصيات أخرى في دمشق، أعرب الأسد عن «تقديره للمواقف الروسية الداعمة للشعب السوري»، مضيفاً أن «القضاء على التنظيمات الإرهابية من شأنه أن يؤدي إلى الحل السياسي الذي نسعى إليه في سوريا وروسيا ويرضي الشعب السوري ويحفظ سيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها»
وبدأت روسيا في 30 سبتمبر الماضي حملة جوية في سوريا استجابة لطلب دمشق، وتقول إنها تستهدف تنظيم الدولة «داعش» الإرهابي ومجموعات «إرهابية» أخرى، في حين تنتقدها الدول الغربية لشنها ضربات ضد مواقع فصائل مقاتلة أخرى. وتدعم الطائرات الروسية عمليات برية عدة بدأها الجيش السوري منذ 7 أكتوبر الحالي ضد فصائل مقاتلة وإسلامية في محافظات عدة. وتأتي تصريحات يوشتشنكو غداة إعلان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنه آن الأوان للتحضير لانتخابات في سوريا.
لكن المعارضة السورية اعتبرت دعوة موسكو غير واقعية. وبخلاف موسكو الحليف الرئيسي للأسد، ترفض واشنطن وحلفاؤها أي دور للرئيس السوري في مستقبل سوريا. ودعت الرياض وواشنطن إلى «تعبئة» دبلوماسية دولية لإيجاد حل سياسي للنزاع في سوريا لا يكون الأسد جزءاً منه.
وفي اتصال هاتفي أمس، بحث لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري «فرص الحل السياسي» للنزاع «من جانب النظام السوري والمعارضة الوطنية»، كما أعلنت الخارجية الروسية. ميدانياً، تستمر الاشتباكات بين قوات النظام وتنظيم الدولة «داعش» عند طريق حيوية للجيش السوري في ريف حلب الجنوب الشرقي.